
مر شهر على تتويج رونالدو بالكرة الذهبية، وأسبوع على تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم، وما زال الكثيرون يتجادلون حول استحقاقه الجائزة. الغريب بالنسبة لي أن معظم من ينتقد تتويج رونالدو بالجائزة، هم من أنصار ميسي.
لا أحد يتصف بالمنطق يشكك بنجومية ليونيل، بل واستحقاقه جائزة أفضل لاعب في العالم، لكن الأمور التي ينتقد تتويج رونالدو باللقب بسببها تنتقص من أحقية ميسي بالجائزة عام 2015! هذه الحقيقة للأسف، رغم أنني أؤكد بأن جائزة ليونيل ميسي مستحقة 100%، بل ألف بالمئة.
ميسي لم يكن هناك من هو أفضل منه في عام 2015، بل هو دائم التوهج والتألق ويقدم متعة فائقة في الملاعب عام تلو الآخر، لكن من يقلل من نجومية رونالدو واستحقاقه نيل الجوائز فهو يقر ضمنياً بدون أن يدري بأن ليونيل لا يستحق الجوائز التي نالها العام الماضي بسبب الحجج التالية:
1- رونالدو لم يفعل شيء في كأس أمم أوروبا! الحقيقة أن رونالدو فعل وسجل وصنع، لم يكن خارق على طريقة مارادونا 1986، لكنه كان لاعب هام جداً في فريقه. لكن السؤال الذي يطرح هنا، هل فعل ميسي أفضل من ذلك في كوبا أمريكا 2015؟ سجل هدف وحيد والأرجنتين خسرت اللقب. هل هذا مبرر لكي نقول أن ميسي لم يكن الأفضل؟
2- رونالدو لم يسجل في نهائي دوري الأبطال أو نهائي اليورو. وهل سجل ميسي في نهائي دوري الأبطال 2015 ونهاية الكوبا في نفس العام؟ لم يسجل في كلا النهائيين. هل هو مبرر لكي نقول أنه ليس الأفضل؟
3- رونالدو ليس الهداف خلال العام. وفي الحقيقة أن ميسي عام 2015 لم يكن الهداف خلال العام، البرتغالي كريستيانو هو من توج هدافاً للعام برصيد 57 هدفاً وبفارق 12 هدف عن ميسي. إذاً لماذا لم تمنح الجوائز لكريستيانو؟
4- رونالدو ليس هداف الدوري الإسباني في الموسم الماضي. نعم، وميسي لم يكن هدافاً للدوري الإسباني موسم 14\2015 حيث توج رونالدو بهذه الجائزة.
5- رونالدو لم يكن ثابت المستوى طوال العام. الحقيقة أن ميسي قدم انطلاقة سيئة جداً في موسم بداية موسم 15\2016 تخللها هزائم قاسية لبرشلونة، وبعد ذلك أصيب لمدة شهرين. أي أن فترة تألق ليونيل المبهرة كانت أول 6 أشهر من العام وحينها حقق الثلاثية. وإن كان الثبات طوال العام هو المعيار للفوز بالكرة الذهبية، إذاً لماذا حصل عليها ليونيل بعد تراجع في الأشهر الأخيرة؟
خلاصة الكلام، رونالدو وميسي رائعين، ليونيل دائماً يستحق نيل الجوائز الفردية لكن العدل في كرة القدم أن يتوج بها اللاعب المؤثر في الفريق الأفضل خلال العام، وبما أن ريال مدريد والبرتغال توجوا بأهم الألقاب فمن المنطق أن يتوج رونالدو بالجائزة، مثلما حصل مع ميسي عام 2015.
هذا ما لم يحصل عام 2010، و 2013 بسبب أن في تلك الأعوام لم يكن الإعلاميين يصوتون على الكرة الذهبية بمفردهم، وبذلك ظلم لاعبون كانوا يستحقون التتويج بالجائزة.
لو سألتني عن رأيي فإنني ضد الجوائز الفردية من هذا النوع لأنها تساوي بين دور المهاجم وحارس المرمى وهذا ظلم كبير جداً، لكن على ضوء التوزيع الحالي الذي نقبل به مكرهين، لا أحد يستحق الجائزة عن عام 2016 أكثر من رونالدو.