وكالات – بزنس كلاس:
قالت صحيفة رومندي السويسرية إن الدوحة تمكنت تدريجيا من بناء تحالفات جديدة و خلق طرق تجارية ستؤثر بشكل مستدام على التوازن في الشرق الأوسط، فبعد أكثر من تسعة أشهر من تعرضها للحصار ، وجدت قطر طريقة لتجاوز الحصار عن طريق إقامة أو تطوير صلاتها مع عدة بلدان على غرار تركيا التي فتحت طرقها و مجالها الجوي للدوحة .
واعتمدت قطر على شركة طيرانها الوطنية – الخطوط الجوية القطرية – التي تطمح لتصبح ثاني أكبر شركة طيران في العالم – لتقاوم الحصار المفروض عليها من جارتها السعودية . ومع ذلك ، اضطرت الناقلة إلى إلغاء رحلات جوية متعددة بسبب إغلاق المجال الجوي للعديد من الدول العربية ، بعد أن احتكرت أيضًا العديد من طائراتها لضمان الإمدادات الغذائية للدوحة منذ يونيو الماضي.
وأكدت الصحيفة أن خسائر الحصار المالية تبقى ضئيلة بالنظر إلى الاستقلالية القيّمة التي تتمسك بها قطر، مبينة أن الحصار جذب عددا من الشركات الدولية التي تنتقل بشكل متزايد إلى الدوحة للتضامن مع خيار البقاء القطري، حيث ازدادت طلبات الترخيص بنسبة تزيد عن 70٪ بالنسبة للشركات الأجنبية ، و ذلك لأن رجال الأعمال والشركات الأجنبية كانوا يلتقون مع زملائهم القطريين في الإمارات ، و مع صعوبة السفر ، لابد من تغيير الجغرافيا السياسية الإقليمية طبقا للعقوبات التي تفرضها السعودية .
وأضافت الصحيفة أن الحصار كان له تأثير إضافي على قطر ، وهو تسريع بعض الإصلاحات الإدارية كإلغاء تأشيرات الدخول لما لا يقل عن 80 جنسية ، ومرافق لمنح تصاريح إقامة ، وإنشاء مناطق حرة وهي بعض التدابير التي انبثقت عن هذا الحصار.
و قدمت الدوحة درسا جيدا في القدرة على التكيف و المقاومة للأمة العربية ، فبعد أن تلقت ضربة مؤثرة ، تُظهر قطر مرة أخرى تفردها ضد الجيران في منطقة تهيمن عليها السعودية. و كان الصمود القطري حجر عثرة في وجه السعودية يمثل الآن بديلاً قابلاً للتطبيق ونموذجًا ناجحًا لكل الدول العربية التي تتوق إلى الهروب من العبودية السعودية التي تبحث دائما عن تحقيق التوازن بين جميع الرؤوس وتكريس هيمنتها المطلقة ، ويبدو أن السعودية – دون قصد بالنسبة لها – ساعدت على لفت الانتباه إلى قطر التي تحررت الآن بشكل جيد وحقيقي من الوصاية.