روسيا اليوم: السعوديون بحاجة لحملة إعلامية مبتكرة لصرف الانتباه عن مشاكلهم الداخلية

القطريون يعتزون بدولتهم المتألقة.. والرياض تتعثر بأخطاء سياساتها
السعودية أزعجها تأثير الجزيرة على الأخبار حول العالم
محاولة السعودية عزل قطر بالحصار مؤامرة فاشلة
أكد صحفي بريطاني في مقال نشره في موقع “روسيا اليوم” أنه بعد مرور سنة على حصار قطر، فشلت محاولة السعودية الشنيعة لجعل قطر دولة منبوذة – وأنه لم يفشل سعيها فقط، بل تحول بشكل مذهل لصالح قطر التي خرجت منتصرة من الأزمة الخليجية و حققت استقلالها الذاتي في جميع المجالات.
وأضاف الصحفى مارتين جاي أن قطر تتمتع بعلاقات شراكة وتعاون مع عدد من الدول، سيما التي ترفض سياسة الرياض الإقليمية والخارجية في المنطقة. وسخر من أفكار السعودية وتوجهاتها التي تعتقد أنها ستعزل بها قطر، بينما هي في الحقيقة تخنق بها اقتصادها وتحاول أن تصرف انتباه وسائل الإعلام عن أزمتها الداخلية، مقابل نجاح الدوحة التي أصبحت ثروتها محل حسد من السعودية إلى جانب عدم تقبل تأثير قناة الجزيرة على أجندة الأخبار حول العالم.
وقال إنه وبعد مرورعام، من الشروع في الحصارالشامل ومحاولة عزل قطر، فإن التحرك السعودي جعل قطر تتألق في جميع المجالات، مؤكداً أن نتيجة الحصار جاءت عكس ما كان مقصوداً، وقطر لديها الآن فرصة جديدة للتألق والتقدم، خاصة مع انتشار حماسة قطرية للاستقلال والتجديد من الناحية التجارية والإستراتيجية، مع قائدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، الذي أسس لميلاد عهد جديد لأمة ينظر إليها على أنها دولة تشي غيفارا الأيقونة القطرية.
واعتبرالكاتب البريطاني أن قطر هي الفائزة في الأزمة لأنها تعرضت للهجوم من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وتمكنت من إعادة تنظيم شركائها التجاريين وتغيير ممرات المجال الجوي التابعة لمشغليها الوطنيين. كما عقدت اتفاقيات وشراكات للتعاون التجاري مع تركيا وإيران وغيرهم، وقامت بالفعل بإصلاح وتحديث اقتصادها وعززت صورتها حول العالم فيما ينظر الرأي العام إلى الحصار الذي فرضته السعودية بمزيد من التشكيك والتنديد.

استقلال القرار القطري
وبيّن المقال أن المهم في الأزمة النتيجة التي تتعلق بالقطريين أنفسهم الذين لم ينجح السعوديون في إرضاخهم وجعلهم يتخلون عن استقلالهم – رغم أن الأزمة هي خطوة تهدد مجلس التعاون الخليجي الذي أصبح ضعيفًا بالفعل، والذي تأثر قراره السياسي بالرياض.

واعتبر الكاتب تمسك قطر بسيادتها الوطنية نموذجاً على الاختيار بين الجغرافيا السياسية التي عفا عليه الزمن والتطلع إلى الانتماء إلى دول الشرق الأوسط التي تعمل على إرساء نموذج أكثر استقلالية مثل تركيا. حيث إن القطريين قد تذوقوا الحرية، وتخلصوا من أغلال ترهيب السياسة الخارجية السعودية، وهم يعتزون كل دقيقة بدولتهم الجديدة المتألقة. لكن الرياض تتعثر تحت ضغط الخطأ.

السعودية والإفلاس
وأورد التقرير أن الاستثمار الأجنبي في السعودية وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، بعد فشل الحصار على الدوحة، وتشويه السمعة التي تعرضت له الرياض أمام الرأي العام العالمي بسبب مغامراتها السياسية، يحتاج إلى خطة علاقات عامة جديدة من شأنها أن تشتت انتباه وسائل الإعلام عن الأزمة الحقيقية التي توجهها داخلياً. مع عدم وجود أي مستثمرين أجانب تقريباً في المملكة، يحتاج السعوديون إلى حملة إعلامية مبتكرة لصرف انتباه الصحفيين عن المشاكل الداخلية المتنامية.

وبيّن التقرير أنه لا يمكن القول إن رؤية السعودية 2030 الإصلاحية ستفشل أيضًا، نظرًا لضعف الثقة الذي يعيشها مجتمع المستثمرين الأجانب في المملكة، ويمكن للمستثمرين الأجانب بالكاد توفير بعض المليارات في ظل المناخ الاقتصادي السيئ وتراجع مؤشرات النمو.
وذكر التقرير أن السعودية أخطأت بشكل كبير في الحكم على القطريين مرة أخرى عندما اعتقدت أنها ستجعلهم مادة للتغطية على فشلها، حيث يعتمد نموذج العلاقات العامة الخاص بالسعودية، بخلاف الدول العربية الأخرى، بشكل كبير على دول مجلس التعاون الأخرى التي تعيد معالجة سجلاتها من الأخبار المزيفة والدعاية التي تمولها الدولة، إلى جانب عدد كبير من مراكز الأبحاث التي تنفق عليها الرياض أموال طائلة، إلى جانب خلق شركات علاقات عامة تعمل على نشر الحسابات الوهمية والبوتات التي تدعم السلطة الحاكمة في السعودية وتهاجم الدوحة وكل منتقد لسياسة السعودية.
وتعمل الاستراتيجة الإعلامية في السعودية على ملء أعمدة الصحف والقنوات الموالية لها بالأخبارالمصنعة في الرياض – بمساعدة من طرف ثالث كالمنافذ الداعمة في المنطقة ممن يساعدهم على نشر الأخبار دون الاهتمام بمصداقيتها – هي السياسة التي تعمل بشكل جيد في الرياض وتحاول صنع حاضنة إعلامية و جماهيرية للنظام.
وأكد التقرير أنه يتم إخراج ثورة مخملية من إنتاج آلة الإعلام السعودية المصممة لتغطية حملة داخلية أكثر شراسة، تمثلت في احتجاز المئات من رجال الأعمال والأمراء، واختلاس المليارات من الحسابات المصرفية، مما جعل الرأي العام العالمي ينظر إلى السعودية كمثال للمملكة الأكثر ظلماً القائمة على نظام يعاني من جنون العظمة.
وقال إن آلة الإعلام السعودية تعمل على نشر مقالات باللغة الإنجليزية في شكل صفحات ومقالات مطوّلة باللغة الإنجليزية، في وسائل الإعلام الإماراتية والعالمية في محاولة لتلميع صورة السعودية والترويج لها بغاية إنعاش الاقتصاد وجلب الاستثمارات ويعتقد السعوديون أنهم يستطيعون الاستفادة من الحصار القطري غير أن اقتصاد الدوحة ينتقل من حسن إلى أحسن. كما أن وسائل الإعلام الدولية تنقل أخبار ما يسمى التحررالسعودي الذي يشهده المجتمع ، نظراً لأنه “المنطقة الحرة للأخبار” الوحيدة التي تزود بها السعودية وسائل الاعلام الأجنبية، التي عادة ما يصعب عليها العمل في السعودية في ظل مناخ غير ديمقراطي.
السابق
وزير الخارجية: الجهود الأمريكية والكويتية مستمرة لحل الأزمة الخليجية
التالي
الجيل الجديد الفائق التطور من السيدان العائلية الفخمة.. تويوتا كراون 2019