رفع إنتاج قطر من الغاز قرار استراتيجي !!

قطر تعي ما تقول وأزمة الجيران حاضرة في توقيت الإعلان 

خبيرة فرنسية: رفع إنتاج قطر من الغاز قرار استراتيجي 

الإعلان قد يؤجل إعادة توازن السوق لوقت لاحق 

نمو بطيء للطلب الآسيوي وقطر تزود العالم بثلث حاجياته

 

الدوحة- بزنس كلاس

قالت أرمل ليكاربينتير، الباحثة في المعهد الفرنسي للبترول والطاقة الجديدة (IFPEN)، أن زيادة قطر لانتاجها من الغاز الطبيعي المسال يمكن تنزيله في سياق الرد على التوترات الإقليمية الموجودة في منطقة الخليج ، لكنه في الواقع يندرج في اطار  الاستراتيجية العامة لتموقع صناعة الغاز القطرية في الأسواق العالمية.

قطر تعي ما تقول

وقالت الباحثة الفرنسية في حديثها لصحيفة لاكروا الفرنسية، أن قطر لديها كل الإمكانيات لرفع مستويات انتاجها من الغاز الطبيعي المسال  لنحو 100 مليون طن سنويا حيث تمتلك أكبر احتياطي في العالم بنحو 14 %  من الاحتياطي العالمي الموجود في حقل الشمال. كما ان قطر تعد  أول مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم ، موضحة :” ان قطر تعي ما تقول بخوص ترفيع الانتاج فلديها البنية التحتية اللازمة لتسويق الغاز و انتاجه، فعلى سبيل المثال لديها الخبرات في هذا المجال تمكنها من بناء مرافق تسييل الغاز بسرعة . كما ان موقعها الجغرافي يسمح لها بالوصول بسرعة إلى مواقع الاستهلاك فهي تتوسط عملاقين لاستهلاك الطاقة في العالم القارة الأوروبية والآسيوية” .

تحصين حصة السوق

وأضافت الخبيرة الفرنسية أنه لا يمكن تجاهل  السياق الحالي و المتمثل في الأزمة  الدبلوماسية بين قطر وجيرانها في منطقة الخليج،  لكن التموقع في السوق و مواصلة لعب الدور الرئيسي في صناعة الغاز العالمية ، حيث تواجه الدولة الآن منافسة جديدة على سوق الغاز، مع تصدير أول شحنة من الغاز الصخري الامريكي وصول القدرات الهامة التي تأتي من أستراليا إلى مستويات كبرى حيث من المنتظر ان يصل انتاج استراليا من الغاز في العام 2018 نحو 86 مليون طن مما يجعلها من بين المنتجين الثلاث الاول في العالم و بالتالي الحصول على نسبة اكبر من السوق  ، قائلة : قطر بزيادتها المعلنة في الآونة الاخيرة تسعى قبل كل شيء للحفاظ على حصتها في السوق.

تخمة وتنافس

وحول واقع سوق الغاز العالمية ، أشارت أرمل ليكاربينتير إلى ان السوق تشهد في الوقت الحالي تخمة و ان الاعلان القطري قد يؤجل إعادة التوازن إليه لوقت لاحق خاصة و ان الطلب الآسيوي ينمو أبطأ من المتوقع. لذلك يمكن أن يكون هناك المزيد من الانخفاض في أسعار الغاز، قائلة :”  قد تكون قطر  أقل حساسية من منافسيها لأنها تكاليف الإنتاج والتسويق تعتبر بين أدنى المعدلات في العالم، حيث يعتبر أوروبا الوجهة الرئيسية مع آسيا للغاز القطري في أوروبا، وأصبح للغاز  القطري تنافسية كبرى  في بعض سنوات بالمقارنة مع الغاز الروسي. لكن تصدير الولايات المتحدة الغاز  الصخري سيغير قواعد  الغاز اللعبة وتجبر قطر للرد، وربما رفع طاقة يكون هو الرد”.

توقيت مدروس

ويرى الخبراء ان  سوق الطاقة العالمي سيواجه بين العامين 2020-2024 نقصا كبيرا و شحا في امدادات الغاز المسال مما يعني توقيت اعلان قطر رفع الانتاج و دخول المشروع طور الانتاج مدروس بدقة بهدف الاستجابة لطلبات السوق المتخم حاليا. كما أن لقطر أسطول نقل ضخم للغاز المسيل يعد الأكبر في العالم بعدد سفن إذ يصل إلى 60 سفينة، من بينها 27 سفينة تعد الأضخم لنقل الغاز في العالم. وهو ما يمنحها مرونة في تلبية إمدادات الأسواق العالمية وتقليل كلفة النقل.

أسواق ومستوردون

وتمتلك قطر احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي  تقدر بحوالى 24.7 ترليون متر مكعب، كما تحتضن الدوحة مقر منتدى الدول المصدّرة للغاز، والذي يضم 12 دولة.

ويصل الغاز القطري إلى 27 دولة تقريبا في قارات العالم المختلفة وفق العديد من التقارير المتعلقة بالقطاع ، أبرزها اليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا، والكويت، والإمارات، ومصر، والأردن، ويذهب 60% من صادرات الغاز القطري إلى مستوردين في آسيا.

ولدى قطر أسطول نقل ضخم للغاز المسال يعد الأكبر في العالم، حيث يبلغ عدد سفنه 60 سفينة، من بينها 27 سفينة تعد الأضخم لنقل الغاز في العالم. وهو ما يمنحها مرونة في تلبية إمدادات الأسواق العالمية وتقليل كلفة النقل.

وهذه هي الكميات التقريبية التي تستوردها أهم الدول من قطر وفقا لمصادر مختلفة:

اليابان: تستورد 12.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، تمثل 15% تقريبا من إجمالي ما تستورده اليابان من الغاز المسال، كما تملك شركتا ماروبيني كورب وميتسوي آند كو حصة 7.5 % لكل منهما في مشروع قطر غاز1، كما تملك ميتسوي حصة 1.5% في مشروع قطر غاز 3 ، وكوريا الجنوبية: 12.3 مليون طن

بريطانيا: 9.3 ملايين طن، وهو ما يمثل ثلث احتياجاتها من الغاز، والهند: 8.8 ملايين طن، والصين: 5 ملايين طن تمثل 25% تقريبا من إجمالي ما تستورده ،باكستان: تستورد 600 مليون قدم مكعّب يوميًا من الغاز الطبيعي المسال من (قطر غاز).

بعد تشغيل المحطة

ومن المتوقع أن تتضاعف الواردات خلال الفترة القادمة عندما يبدأ تشغيل محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال الثانية في باكستان.كما وقعت باكستان اتفاقا مع قطر لاستيراد ما لا يقل عن 35 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال خلال 15 عامًا.

وأعلنت عدة شركات عالمية كبرى متخصصة في إنتاج النفط والطاقة زيادة استثماراتها في قطر   رغم الحصار الاقتصادي الذي تفرضه ثلاث دول خليجية على الدوحة. ومن بين هذه الشركات، إكسون موبيل ورويال داتش شل وتوتال الفرنسية. وتبذل هذه الشركات مساعي لدى قطر كي تشارك في زيادة ضخمة لإنتاجها من الغاز.

 

السابق
صناديق التداول الاستثمارية تنعش الاقتصاد القطري
التالي
سوق واقف.. الصخرة التي تحطمت على أقدامها أوهام “الحصار”