رحلة إلى “شارع الفطور” في إسطنبول.. وجبة طبيعية 100% بصحبة الموسيقى

 

يقدر الأتراك جداً وجبة الفطور أو “kahvaltı” في اللغة التركية؛ بل إنها الوجبة الأهم في نظامهم الغذائي، وأكثر ما يحرصون على أن يكون صحياً، ويفتح أيضاً شهيتهم على الحياة لبدء يوم جيد، ويشتهر الأتراك بتقديم أطباق متنوعة وعديدة في هذه الوجبة>

في تركيا، تشتهر مدينة وان، أو فان كما تكتب VAN، أكثر من غيرها بحرصها على جعل مائدة الفطور كاملة ومتنوعة، وتم توارث الأمر جيلاً بعد آخر في المدينة، ومنها شاع في عموم البلاد، حتى نقل الأتراك اهتمامهم بوجبة الفطور من بيوتهم إلى مقاهيهم.


لذا، ستجد من الجميل أنه في مدينة ضخمة كإسطنبول، تعج بملايين السكان، ويتسارع فيها الجميع مع الوقت والعمل وحركة المال، ويأتي إليها ملايين السياح، أن تتقاسم مع مدينة وان عاداتها الصحية حتى إنك تجد شوارع بأكملها تقدم فقط الوجبات الصباحية، يسمى عدد منها “شارع الفطور”. وفيما يلي نستعرض لكم منها التالي لزيارتكم القادمة للمدينة:
شارع الفطور في بشيكتاش
في هذا الشارع الذي يسهل الوصول إليه من محطة الباصات الرئيسية في المنطقة بالاسم ذاته، عليك أن تأتي أبكر من غيرك لتجد طاولة.


الاكتظاظ على المقاهي القريبة بعضها من بعض في الشارع، يحدث عن جمال المكان وحميميته، تقول سونغول، (21 عاماً)، وهي زبونة بمقهى ÇAKMAK شاكماك في الشارع: “لا أستطيع تخيل عطلة نهاية الأسبوع دون القدوم إلى هذا المكان والحصول على وجبة فطور، إنها عادة أحافظ عليها أنا وأصدقائي”.

تقريباً، تقدِّم مقاهي شارع الفطور لائحة الـ”Kahvaltı” نفسها تتصدرها وجبة البيض المخفوق مع الطماطم والفلف الأخضر وبعض الجبن إن أحببت، وتحمل اسم “منيمن” في التركية و”جز مز” في الشامية، تضاف إليها “بيشيش Pişis” وهي وجبة من العجين المقلي يمكن أن تضيف إليها شوكولا النوتيلا إن أحببت أو الزيتون. وفي جميع الأحوال، على طاولة فطورك ستجد أنواعاً مختلفة من المربى والشوكولا والزيتون والزبدة والأجبان، ولك أن تجربها جميعها معها.


100 % طبيعي
هذا المقهى بمنطقة جيهانغير العتيقة غير بعيد عن ساحة تقسيم، يمكنك أن تحصل على واحدة من ألذ وجبات الفطور في إسطنبول.

كل ما يقدَّم هنا بيتي وصحي وطبيعي “بيو”، وكما يمكنك أن تجلس لتطلب فطوراً يمكنك أن تدخل المحل للتبضع، مثلاً تقتني زيتوناً خُلط بزيته مع الزعتر، أو تختار من سلال الفواكه والخضراوات المعروضة، موزة واحدة إن شئت أو بعض البروكلي.

ستجد كل شيء هنا طازجاً وصحياً، يفتح الشهية للجلوس إلى الطاولات الخشبية بالخارج، وطلب الأكل اللذيذ، والاستماع للصبح، والاستمتاع بأشعة الشمس، أو التظلل منها تحت الشجرة الوارفة فروعها.

وانتظر أن يمر إلى جانبك عازف أكورديون يتخذ من المكان منطقته فيُمتع روادها، ويمنح المكان تفصيلاً آخر ليكون وجهة مفضلة.


مقهى “داون”.. احصل على أكل بيتي وادعم الأطفال

في تقاطع ماجيديا كوي شيشلي، ستعثر على مقهى داون، وإن تهت عنه يمكنك فقط الكتابة على محرك بحث الإنترنت DOWN CAFE ليدلك على خارطة الوصول إليه.

خصوصية مقهى داون لا تنطلق فقط من أن العاملين فيه كندّل هم أطفال وشباب مصابون بمتلازمة داون، وإنما لأنك ستجد أمهاتهم أيضاً يعملن فيه متطوعاتٍ، ويوفرن أكلاً بيتياً وصحياً.

على لائحة الـ Kahvaltı ستجد البرك التركية الشهيرة، والبيدا (أكلة تركية تشبه البيتزا) والبيشيش والمينمن وغيرها، لكن ستجد بالأساس الكثير من المحبة في المكان على وجوه 35 طفلة وطفلاً من المصابين بمتلازمة داون.

يتناوب هؤلاء على الخدمة في المقهى بابتسامة لا تفارق وجوههم. إنها تجربة إنسانية تقوي إرادتك وآمالك في الحياة، وتمنحك فرصة الاندماج مع فئات مجتمعك كافة.

السابق
نوال الزغبي: لست “معقّدة” والحبّ “تلات أرباعه كذب”
التالي
نصير شمة فنان السلام