باريس – وكالات – بزنس كلاس:
أظهرت باريس مزيداً من المرونة لاستقبال استثمارات قطرية وتعزيز أجواء التعاون الاقتصادي بين قطر وفرنسا، حيث عقدت رابطة رجال الأعمال القطريين بباريس -خلال اليومين الماضيين- لقاءات ماراثونية بممثلي الاقتصاد الفرنسي من القطاعين العام والخاص، شملت قطاعات الصحة والأدوية، والصناعات الغذائية، والصناعات المعملية، والشحن والنقل والخدمات اللوجستية، وغيرها من المجالات التي يحتاجها الاقتصاد القطري.
وترأس الاجتماعات كل من السيد حسين الفردان النائب الأول لرئيس الرابطة، وسعادة الدكتور الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني النائب الثاني لرئيس الرابطة، والسيد عيسي أبو عيسى أمين عام الرابطة، وأعضاء مجلس الإدارة، الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني، والشيخ نواف بن ناصر آل ثاني، والسيد شريدة الكعبي، والسادة أعضاء الرابطة، السيد سعود المانع، والسيد صلاح الجيده، والسيدة سارة عبدالله نائب مدير عام الرابطة.
وأشاد وزير الدولة في وزارة الاقتصاد والمالية سعادة السيد بنجامين غريفو بالعلاقات المتميزة التي تربط باريس بالدوحة. مشيراً إلى أن الحكومة الفرنسية قدمت إجراءات جديدة، تهدف إلى إقناع القطاع المالي في العديد من الدول العالمية للاستقرار في باريس كأكبر ساحة مالية في أوروبا.
وتشمل هذه الإجراءات -بحسب الوزير- القطاع الضريبي، وذلك عبر إلغاء توسيع الرسوم على الصفقات المالية للعام 2018، وتخفيض ضريبة الشركات من 33 إلى 22 %، وتثبيت ضريبة الأرباح الرأسمالية بنسبة 30 %، وتخفيض ضرائب الدخل على الأجور العالية.
كما قال بنجامين غريفو -وزير الدولة الفرنسي لدى وزير الاقتصاد برونو لومير- إن «إجراءات اليوم تشكل إشارة مهمة إلى المستثمرين»، كما دعا رجال الأعمال القطريين للاستثمار في بلاده.
وأضاف أن فرنسا تخرج 38000 مهندس سنوياً، ونحو 9 باحثين لكل 1000 عامل، حيث تركز بلاده على التوجه نحو المجالات الاقتصادية الجديدة، من خلال استثمار نحو 5 % من حجم الاقتصاد الفرنسي في البحوث والدراسات.
خالد بن ثاني: آفاق للتعاون الطبي والعلمي مع فرنسا
لفت سعادة الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني إلى أن تعاون القطاعين الخاص الفرنسي والقطري سيصب لمصلحة اقتصاد البلدين، لأن تبادل الخبرات وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في قطاعات جديدة ومبتكرة سيساعد الجانبين على المضي قدماً بخططهم التطويرية الاستراتيجية، مشيراً إلى وجود آفاق واسعة للتعاون في مجالات حلول المدن الذكية والعلوم والرعاية الطبية وتقنيات الصحة والصناعة، وغيرها في مجال التكنولوجيا المبتكرة.
كما بيّن الشيخ خالد بن ثاني أن بلاده مهتمة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية، لتكون المنطقة الحرة في قطر محطتها للسوق المحلي والأسواق الإقليمية، مشيداً بقرار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الأخير بتقديم امتيازات متعددة لفائدة المستثمر الأجنبي بالمنطقة الحرة.
الفردان: الاقتصاد القطري ماضٍ نحو التنوع
شدد السيد حسين الفردان -نائب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين- على أهمية الزيارة إلى باريس، واللقاء بوزارة الاقتصاد والمالية كمنصة حوار مبتكرة للشراكات الاقتصادية المستقبلية.
وأكد -خلال كلمته الافتتاحية- أن اللقاء يكمل استراتيجية الجانبين لتنويع اقتصادهما وتطوير قدراتهما في صناعات جديدة. كما بيّن الفردان أن الوفد القطري يضم مجموعات اقتصادية متنوعة، تسعى إلى البحث عن شراكات فعالة تعود بالنفع على اقتصاد البلدين، وأن الاقتصاد القطري ماضٍ نحو التنوع حسب الاستراتيجية الوطنية 2017/ 2022، ورؤية قطر 2030. مؤكداً في الوقت ذاته جاذبية الدوحة للمستثمرين الأجانب، ما دفع بمئات الوفود التجارية إلى زيارتها خلال الأشهر القليلة الماضية.
حمد بن فيصل: الارتقاء بالشراكات
التجارية مع فرنسا
بيّن الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني، أن قطر أضحت جاهزة لاستقبال الشركات الفرنسية، لتكون مركزاً إقليمياً نحو الأسواق العربية والآسيوية، مشيراً إلى أن المناطق الحرة والإجراءات المتخذة من قبل سمو الأمير لفائدة المستثمر الأجنبي من شأنها أن تسرع وتسهل استثمار الشركات الفرنسية بها. وقال إن موقع قطر الإقليمي مع وجود أكبر ميناء في المنطقة وأسطول لوجستي عالمي سيسهل النفاذ إلى الأسواق المجاورة، وخاصة العراق واليمن وغيرها من الدول الآسيوية. وذكر الشيخ حمد بن فيصل أن مجتمع الأعمال القطري ورابطة رجال الأعمال القطريين ستعمل على إيجاد شراكات فعّالة لتطوير العلاقات المتميزة بين قطر وفرنسا، والارتقاء بها إلى النموذجية.
أبو عيسى: الاقتصاد الوطني يحافظ على جاذبيته
منظمة أرباب العمل تدعم دولة قطر
والتقى وفد رابطة رجال الأعمال القطريين -على هامش عشاء نظمته الرابطة لفائدة رجال الأعمال الفرنسيين- بالسيد جيوم بيبي رئيس اللجنة الفرنسية القطرية بمنظمة أرباب العمل «ميديف»، والذي أكد دعم المنظمة لدولة قطر، مشيراً إلى أن المنظمة ستعمل على تكثيف الزيارات بين رجال أعمال البلدين، لتوطين الصناعات ذات القيمة المضافة في قطر. من جانبه، قدم السيد عيسى عبد السلام أبو عيسى -أمين عام الرابطة – عرضاً حول دولة قطر أثناء الحصار، حيث أشار إلى أن الوضع المالي القطري مستقر وحافظ على تصنيفه الدولي، وأن الاقتصاد القطري سيكون أقوى بعد هذه الأزمة، نظراً لمواصلة سياسة الانفتاح الاقتصادي، وتقديم الفرص الجاذبة للمستثمرين الأجانب.
كما بين أن قطر لديها احتياطات ضخمة من الموارد المالية، والسيولة تزيد عن 300 مليار دولار، حيث تمكن البنك المركزي من ضخ نحو 38 مليار ريال خلال الأشهر الأولى، ولعب دوراً حيوياً لثبات السوق، مبيناً أن النمو الاقتصادي في السوق القطري حافظ على مستوياته بنسبة 4.6 %، مما جعله أفضل من دول الحصار، خاصة بعد إعلان قطر الرفع في صادرات الغاز المسال إلى 100 مليون طن.
وقال أمين عام الرابطة أن قطر تركز خلال الاستراتيجية 2017/2022 تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على جملة من القطاعات الاستراتيجية، منها الصناعة والخدمات المالية، والبحوث والسياحة، والقطاع اللوجستي.
غداء عمل على شرف الوفد القطري
أقام سعادة السفير خالد المنصوري غداء عمل على شرف أعضاء رابطة رجال الأعمال القطريين، بحضور الصحافة الفرنسية، وأعضاء جمعية «كادران»، ممثلة برؤساء الشركات التابعة لها.
وقد تناول اللقاء مواصلة النقاش حول الفرص الاستثمارية في البلدين.
«رابطة الأعمال» تزور أكبر سوق أوروبي
زار وفد الرابطة -بحضور سعادة السفير خالد المنصوري- السوق الدولي رانجيس، الذي يقع في ضواحي العاصمة باريس.
واطلع الوفد على كيفية عمل أكبر سوق في العالم للمنتجات الطازجة، وكيفية عمل المبردات، تحضيراً لتوزيعها في السوق المحلي، والآليات المعتمدة لتوجيهها نحو التصدير.
ويسعى رجال الأعمال من خلال هذه الزيارة إلى الاستفادة من الخبرات الفرنسية في هذا المجال.
زيارة منصة للنقل الجوي في باريس
قام وفد رابطة رجال الأعمال القطريين بزيارة منصة «بولوري لوجستيك» اللوجستية، وتعد المنصة -الواقعة بمطار شارل ديغول- واحدة من أفضل 10 شركات في العالم للنقل والخدمات اللوجستية.
وتتميز محطة باريس رواسي -التي تم افتتاحها العام الماضي- بأحدث التقنيات للتعامل مع جميع أنواع الشحن.
واعتبر رجال الأعمال هذه المحطة نموذجية، ومن المهم الاطلاع على أحدث التقنيات المستعملة في مجال النقل اللوجستي الجوي من الجانب الفرنسي.
باريس ترحب بالتعاون في مجالات التكنولوجيا والصناعات
قطر المستثمر الأول عربياً في فرنسا
استهلت الجلسة الأولى بالحديث عن الاستثمار في فرنسا، حيث تحدث الجانب الفرنسي عن المناخ الاستثماري في فرنسا، معتبراً أن بلاده الأولى أوروبياً في جذب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى جانب أن فرنسا تعد الاقتصاد الثاني أوروبياً والسادس عالمياً من حيث الحجم، والثالث في جذب الاستثمارات الخارجية.
أكد السيد ميشال جلبار -مدير إدارة المؤسسات والمشاريع الاستراتيجية بوزارة الاقتصاد الفرنسية- أن قطر تعد المستثمر الأول عربياً وخليجياً في باريس، حيث جذبت 1.75 مليار يورو عام 2016، وتشمل استثمارات قطر في مجالات متعددة، منها التجزئة، والسياحة، والرياضة، والصناعة، وغيرها من استثمارات القطاع الخاص.
كما بينت وزارة الاقتصاد الفرنسية القطاعات التي ستركز عليها في مستقبل الاقتصاد الفرنسي، داعية الشركات القطرية للاستثمار فيها، على غرار صناعة الطائرات، والصحة، والصناعات الغذائية، والطاقات المتجددة، وصناعة السيارات والتكنولوجيا، والصناعات الكيميائية.
قطاع الصحة
وخصصت الجلسة الثانية للنظر في التعاون بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم الفرنسيين في مجال الصحة، وجميعها صروح طبية عريقة تتمتع بتخصصات طبية مختلفة، تضمن تلبية احتياجات المرضى في قطر والمنطقة، وتتمتع بباع طويل في إجراء البحوث وفقاً لأحدث وسائل التكنولوجيا، وتقديم خدمات رعاية طبية متعددة التخصصات، واستخدام تقنيات عالية الجودة لعلاج السمنة والسكري وأمراض القلب، وجراحة الأوعية الدموية والأورام، والحمل والولادة وأمراض النساء والتوليد، والعظام وطب العيون، والطب الرياضي، وتقييم الرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات الطبية المبتكرة.
وقدمت الشركات الفرنسية عروضاً متنوعة، سواءً عن طريق جمعية «ليم» التي تجمع جميع المختصين في مجال الصيدلة، حيث أكدت عن عمق الشراكة مع المستشفيات والمراكز الطبية في قطر، ساعية إلى بحث استثمار مصانع في الدوحة، خاصة بعد الامتيازات التي يقدمها المشرع القطري لكل الاستثمارات الصناعية ذات القيمة المضافة.
ابتكارات
وسلطت الشركات الفرنسية في عروضها الضوء على أحدث الابتكارات والخبرات الفنية، التي من شأنها تلبية المتطلبات المتزايدة للسوق المحلي الذي يشهد نمواً سريعاً، ومن التخصصات التي تم إبرازها على غرار تصنيع الأثاث الطبي، والأجهزة الطبية المتطورة، التقنيات المتطورة في التطهير والتعقيم والتخلص من النفايات الطبية، التشخيص بالأشعة والأدوات الطبية التي تستخدم مرة واحدة، والزراعات والتركيبات ومختلف الأطراف الصناعية، الجراحات المعالجة للأمراض المتصلة بالتقدم في العمر، وكذا الجراحات التجميلية. كما قدمت شركات أورنج للخدمات الطبية، و»أي. أو. أس»، و»دوسي»، و»بيوغران»، و»أكابيوم»، وجروب «أنوفتيف بلاير» أحدث ابتكاراتها الطبية، وهي في مفاوضات متقدمة مع عديد من المؤسسات الخاصة والعامة في دولة قطر.
وأشار المختصون في هذه الشركات الى أن السوق القطري في مجال الأدوية يعد سوقاً واعداً، يستوعب ما يعادل مليار دولار.
رغبة متبادلة لزيادة التجارة بين الدوحة وباريس
الحكومة الفرنسية ترحب بالاستثمارات القطرية
استقبل سعادة وزير الدولة الفرنسي في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية جون باتيست لوموان، وفد رابطة رجال الأعمال القطريين. وقد أكد في تصريحات صحافية أن الحكومة الفرنسية سعيدة بالاستثمارات القطرية في فرنسا، معتبراً نادي باريس سان جيرمان وجهاً مشرقاً للاستثمارات القطرية في الخارج.
وأضاف لوموان أن قطر شريك قوي لفرنسا في المنطقة؛ لذلك فإن باريس تعد المكان المناسب للاستثمارات القطرية. كما أشار إلى أن بلاده ترحب بالاستثمار في المؤسسات الصغرى والمتوسطة الفرنسية، خاصة أن الحكومة قدمت قانوناً يشجع على ذلك، مبيناً أن المستثمر القطري جدي ومرحَّب به في فرنسا.
مكانة
واعتبر الشيخ نواف بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الأعمال القطري الفرنسي أن المؤسسات الفرنسية أثبتت تفوقها في عدد من المجالات، مما جعلها تحظى بمكانة متميزة في السوق القطري في العديد من القطاعات مثل الملاحة الجوية ومعالجة المياه والإنشاءات والتعليم وغيرها. كما أكد أن فرنسا ستبقى محل اهتمام المستثمرين القطريين، مبيناً أن القطاع المالي الفرنسي يشكل نموذجاً مثالياً من خلال تقلد العديد من الفرنسيين المناصب القيادية في البنك الدولي وغيرها من المؤسسات المالية والمصرفية القيادية في العالم.
ثقل
من جانبه قال السيد شريدة الكعبي إن فرنسا من دول العالم الرائدة والتي لها ثقل كبير على الساحة الدولية، لما تتميز به من مكانة مرموقة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والسياحية والاستثمارية. وتشكّل الدوحة اليوم المركز المالي الرائد في المنطقة، وتتطلع فرنسا من خلال هذا الموقع المهم لقطر أن تتابع أنشطتها الترويجية للشركات الفرنسية ومتابعة أعمالها من خلال البوابة الرئيسية لها وهي الدوحة.
تجارة
وأضاف السيد سعود المانع أن حجم المبادلات التجارية بين الدوحة وباريس يناهز ملياري يورو، مشيراً إلى أن الصادرات القطرية تجاه فرنسا في ارتفاع متواصل نتيجة ارتفاع واردات فرنسا من الغاز، مشيراً إلى أن فرنسا تعتبر المستثمر الدولي الثالث في قطر، وقد بين أن المستثمر القطري يبحث عن شركاء فرنسيين للاستثمار في الدوحة وباريس.
مصانع
ودعا السيد صلاح الجيدة إلى فتح مصانع فرنسية في الدوحة لتلبية احتياجات السوق المحلي، وكذلك الأسواق المجاورة مثل العراق واليمن وغيرها، مضيفاً: «نريد الانتقال من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة تطوير منصات الإنتاج والتصنيع»، مؤكداً أن قطر تعد بوابة للدخول لأسواق كثيرة بالمنطقة.
ودعت رابطة رجال الأعمال القطريين الوزير جان باتيست لوموان إلى زيارة الدوحة للاطلاع مباشرة على فرص الاستثمار والمنشآت القطرية. كما وعد وزير الدولة للشؤون الأوروبية بزيارة قطر قريباً؛ تمهيداً لزيارة فخامة الرئيس إيمانوال ماكرون في ديسمبر المقبل.