الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
أكد أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن مونديال قطر 2022 سيكون ناجحا بامتياز معبرا عن انبهاره بخصوصية كرة القدم في قطر التي تتجلى في قرب الملاعب مما يسمح للمشجعين بمتابعة أكثر من مباراة في يوم واحد.
جاء هذا في لقاء خاص لقنوات الكأس الرياضية عبر برنامج ضيفا.
وقال أحمد أحمد: شكرا على عبارات الترحيب الجميلة. إذا طلبتِ مني كممثل للقارة الافريقية أن أعطي انطباعي العام حول قطر .. فقطر بلد كبير.. وجد مضياف.. وشعب قطر منفتح في مجالات متعددة وخاصة كرة القدم، وقطر شريك مهمّ للكونفدرالية الافريقية.
وتابع: كنت محظوظا قبل عدة سنوات بزيارة أكاديمية اسباير.. في ذلك الوقت -أي قبل 6 او 7 سنوات- رأيت في هذا الصرح أداة مهمة، ولكن خلال زيارتي للأكاديمية بالامس رأيت انها تطورت بشكل كبير. وفِي تقديري كل جهة وصية على كرة القدم في حاجة لمثل هذا المعلم لتطوير اللعبة داخل البلد بل وحتى على مستوى القارة.
وأضاف: اليوم هناك التزام كبير من جانب رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم من أجل الرقي بهذه الشراكة الى مستويات أعمق، وهذه شراكة موجودة مند زمن بعيد. علاوة على ما تم تحقيقه سلفا فالجانب القطري دوما سباق ومبادر، ونحن اليوم مطالبون بتطبيق كل الجوانب الخاصة باتفاقياتنا.
وأوضح أحمد أحمد: شخصيا وبعيدا عن مشاعرنا المقتنعة تماما بالالتزام الراسخ من قبل اعلى سلطة في البلاد. فعندما نرى ما يتم اعداده، وبالمناسبة، اطّلعت امس في مقر الاتحاد على المراحل التي بلغتها التحضيرات الى جانب ما هو قيد الإنشاء من اجل استضافة الحدث العالمي الكبير، فليس هناك أدنى شك من جهتنا ان البطولة ستكون ناجحة بامتياز. والاهم من ذلك فكل بطولة عالم كما نعلم لها خصوصيتها، لذلك كنت منبهرا بخصوصية كأس العالم في قطر زيادة على امتياز التنظيم .. وتتجلى في قرب الملاعب من بعضها البعض، مما سيسمح للمشجعين بمتابعة اكثر من مبارة في اليوم.. اعتقد ستكون هذه المرة الاولى في التاريخ التي تتاح فيها هذه الفرصة.
وكشف: كما تعلمون كوبا أمريكا تلعب بين كونفدراليتين وتتم دعوة بلدان اخرى للمشاركة، وانا اعتقد انه قرار استراتيجي للاتحادين. ولكني صراحة ليست لدي وجهة نظر لأنني ومن موقعي البعيد لست مطلعا على التفاصيل مثلما هو الحال بالنسبة إلى اتحاديْ امريكا الجنوبية (كونميبول) وأمريكا الشمالية والوسطى والكراييب (كونكاكاف)، ولَكن الكنفدراليتين المعنيتين تدركان جيدا السبل الكفيلة بتطوير كرة القدم في تلك المنطقة. أما بالنسبة إلى قطر فالمشاركة في هذه البطولة أمر جيد، خاصة من اجل التحضير للمونديال حيث سيتسنى لقطر مواجهة منتخبات وخصوم من الوزن الثقيل، والمشاركة في بطولة كبرى وهو شيء جيد لقطر. إذاً فالأمر مهم لقطر بقطع النظر عن كل شيء.
واستطرد: نعم انا عادة لا أحب التدخل في شؤون الآخرين، اما عن التأثير الذي تتحدثون عنه فنحن في إطار كرة القدم ندين اي تدخل سياسي، وهذا شيء تشير اليه حتى لوائح الفيفا. التدخل السياسي مرفوض في مجال كرة القدم. بالنسبة لحلحلة الامور والوصول الى مخرج فيما يخص العلاقات بين الناس فانا عادة ما أوجه الدعوة للأشخاص ليكونوا أكثر انفتاحا … أكثر تسامحا … أكثر توافقا، فانا ارى أن حياة جد قصيرة لاينبغي هدرها في هكذا خصومات، هذه اذن هي نظرتي للامور.
وقال أحمد أحمد: هذا لا يحدث في الاتحاد الآسيوي فقط، نحن ايضا نعيش هذا الوضع من تضارب المصالح .. ومن التسلّط ومن التدخلات السياسة في شؤون ادارة كرة القدم. ولكن لكل قارة طريقتها في حل هذه الخلافات. اعتقد انه بالرغم من كل هذه المشاكل، والدليل هو أن الاتحاد الآسيوي نجح في التعامل مع الموضوع وفي إقامة كل المباريات الخاصة بتصفيات المونديال، وهذا في حد ذاته حل جيد وانجاز مشرف .. بالنسبة إلى الاتحاد الآسيوي الوصول الى هذه النتيجة. اما بالنسبة لنا، فنحن فقد توافقنا مع رئيس الفيفا لتعيين سياسيين كمبعوثين خاصين لحل هذا النوع من المشاكل، كما تعلمون افريقيا وآسيا في هذا الموضوع .. يتشابهان كثيرا فيما يخص تدخل السياسة في شؤون كرة القدم.
وتابع: من الداخل، نحن نرى الامور من زاوية مختلفة، اما نظرتكم أنتم من الخارج فهي مغايرة .. كما جرت العادة .. لذلك أقول دوما : يجب ان نستقي الحقائق ممن هم في الداخل. عندما ننظر من الخارج .. فهناك هوة شاسعة مع الواقع الموجود بالداخل. بمناسبة طرحكم هذا السؤال فانا ادعوكم لتتصوروا معي انني اتخذت قرار الترشح خلال 4 أشهر.. ولم أكن اتخيل قط أنني سأصبح رئيس الكونفدرالية الافريقية. لم يكن طموحي ان اصبح رئيس الكونفدرالية لان لدي عمل في بلدي وانا جد مرتاح، رغم ان العمل على مستوى عالي يتطلب معالجة مجموعة من المشاكل. ولكن عندما زارني زملائي رؤساء الاتحادات -وكان عددهم 15- خلال الأشهر الأربعة المذكورة، أقنعوني بضرورة الترشح وقالوا لي بان حظوظي وفيرة لأكون قائد التغيير. والالتزام المعلن كان هو احداث تغيير داخل الكاف بما في ذلك تغيير القيادة وتغيير طريقة ادارة الكاف. فكرت عندها في الامر واستغرق مني الموضوع أربعة أشهر لاتخاذ القرار والتقدم بمطلب ترشحي للمنصب حسب لوائح الكاف، وبعدها قمت بحملتي الانتخابية خلال شهر واحد. من يستطيع ان يفعل هذا؟ لا أقبل أن أحدا بإمكانه فعل ذلك .. ولا أنا ولا أي أحد … ولكن كان ذلك ممكنا لان رؤساء الاتحادات هم من أرادوا ذلك .. وهم الناخبون .. لذلك أصبح الأمر سهلا فمنهم اعرف تقريبا .. عدد الأصوات التي سأحصل عليها من اجل كسب الرهان الانتخابي، هكذا جرت الامور ولم تكن هناك اية معجزة، كل ما في الامر هو ان الله تعالى شاء ان يأتي التغيير.
وأشار: الحياة تتطور .. والتغيير جزء من الحياة اليومية للإنسان. واذا اخذنا بعين الاعتبار ما تقدم، الوضعية قد تغيّرت .. وتطوّرت هذا ينطبق على حالة بلاتر الذي فعل الكثير في العالم كرة القدم. وكذلك الحال مع السيّد حياتو الذي أبلى بدوره البلاء الحسن، اذا فعهدهم الآن مضى وانقضى بالنظر إلى سنّهم ولا أعتقد أنهم سيعودون. اليوم حان دور الجيل الجديد أكثر شبابا يأتون لمسك المقاليد أما على مستوى الكونفدراليات أو حتى الفيفا. يتعلق الامر بحقبة جديدة وتطور منطقي للمجتمع. أريد ان أقول للناس الذين يتحدثون وخاصة الصحفيين الذين يسألون دائما هل ستكون قادرا على محو .. وكنت أقول لهم : لا يمكن! وانا شخصيا لا أريد محو الماضي وسجلات المسؤولين السابقين لأنهم قدموا الكثير من الأشياء الإيجابية وكانت هناك أشياء سلبية يمكن تغييرها مع تحسين الأشياء الإيجابية، وهذه سنة الحياة.
وواصل: بالتأكيد، بمجرد انتخابي اتخذنا مجموعة من الإجراءات الإصلاحية داخلة الكونفدرالية. أنا اعمل على الوفاء بالوعود الانتخابية ومن جملتها جعل أساطير كرة القدم الافريقية في مراكز القرار من أجل مستقبل الكرة الإفريقية وقد قمنا بذلك .. وقد سمعتم بذلك ونظّمنا ملتقى ودعونا الجميع .. وكل الجهات ذات الصِّلة وناقشنا كل ما يتعلق بمستقبل كرة القدم.. وقامت اللجنة التنفيذية والكونغرس باعتماد %90 من القرارات المنبثقة عن الملتقى.. كأس افريقيا في 2019 سيضم 24 منتخبا وليست بتسعة عشر. وسنلعب في شهر يونيو عِوَض يناير ولكن مع ضرورة التحلي بالمرونة فيما يتصل بالمناخات السائدة في البلدان المنظمة. إذا هناك الكثير … كما ان هناك تعديلا على مستوى اجندة المسابقات الخاصة بالأندية لكي تكون متفقة ومنسجمة مع الاجندة المسابقات الدولية.
وشدد رئيس الكاف: كما تعلمين، اذا امضيت فترة واحدة او 10 فترات .. فهذا لن يمكّنك من بلوغ كل الأهداف التي وضعتها ورسمتها لكن الأهم من كل ذلك -وهذا ما أصبح فعلا بفضل الإصلاحات الجديدة- هو أن ايّ رئيس لا يمكن أن يترشّح إلا مرّتين فقط مما يعني ان الحد الأقصى هو 3 ولايات رئاسية. أما بالنسبة إلي -كما سبق واعلنت- فإن الهدف الرئيسي لي هو الاصلاح لتفادي كلّ حالة من عدم الانسجام أو عدم التوافق مع الرهانات العالمية حاليا سواء على المستوى الاداري والمالي .. وإعادة ترتيب البيت بالكامل في الكاف، وهذا هو التحدي. هل تعلمون .. ان هناك العديد حتى من الشباب من لا يريدون الإصلاح ولا يريدون حتى ان يسمعوا عنه اي شيء، وهو ما يخلق لي المزيد من الأعداء ان صح القول، ولكن كما سبق واعلنت انني سأمضي في طريق الإصلاح حتى ولو كلفني ذلك بقائي لولاية واحدة لن أتراجع عن ذلك..
في سنة 2022، هل ستأتي هنا إلى الدوحة كرئيس إذاً هنا.
الله وحده يعلم الغيب، فلا احد يدري ما الذي سيحدث قبل 2022 وبعده لذلك، فانا أركّز على انجاح فترة رئاستي لن أغير موقفي ولا عقليتي كما أعلنت من البداية وأدعو الله ان يعينني على تحقيق ذلك. وحتى اذا جاءني رؤساء الاتحادات ذاتهم وقالوا لي :”أحمد ابق معنا هنا لولاية ثانية” فسأفكر في الامر، واذا قال لي 15 رئيس اتحاد فقط : انك فشلت سيدي الرئيس في تحقيق ما طلبناه منك ونحن نشكرك فانا سأتنحى دوى أدنى مشكل.
وأضاف أحمد أحمد: هذا الترشّح .. كما اصرح دوما يشرّف القارة الافريقية جمعاء وانا بهذه المناسبة اشكر ملك المغرب على التزام بلاده بتقديم ملف الترشح. ولكنّه شرف لكلّ القارة الافريقية. تعلمين .. يجب قول الحقيقة؛ افريقيا لا تضم دول كثيرة يمكنها تنظيم المونديال، لكن المغرب بفضل تطوره وإمكانياته يمكنه القيام بذلك، وهو ما يجعلنا فخورين جميعا.. ويجعلني أنا شخصيا كرئيس للكاف فخور أن بلدا ضمن الاتّحاد الذي أترأسه يقدم نفسه لمنحنا هذه الفرصة كقارة لاستقبال المونديال، لذلك فانا ألتزم بكلّ قواي في دعم الملف لشكر لجلالة ملك المغرب ودعم هذه المبادرة، من أجل ان تنظم افريقيا كأس العالم، ولا أقول حتّى ملفّ المغرب بل هو ملفّ افريقيا بأكملها. لأن افريقيا كلها ستستفيد من تنظيم كاس العالم في بلد أفريقي.
وتابع: هناك ربما حلقة مفقودة في هذا الاتجاه فانا لم انتقد أبدا “تاسك فورس” بل على العكس ، نحن نريد – علاوة على ” تاسك فورس” من أناس اخرين ان يزوروا المغرب. إن الذين لم يزوروا المغرب بعد يعتقدون ان وضعه يشبه اوضاع معظم الدول الافريقية التي تخلفت عن ركب التطور. انا على العكس ادعو الناس لزيارة المغرب. انتقدت “تاسك فورس” بسبب وضعها ومهمتها وليس بسبب الزيارة. انا اشجع أعضاء ” تاسك فورس” على الذهاب الى المغرب لان هناك منهم من لم يزر المغرب من قبل ليرى كيف يتطور المغرب. لا يمكن ان نقول اليوم ان المغرب “بلد نامي” او بلد متأخر عن ركب التطور، بل المغرب دولة جد متطورة. أنا أقول حتّى لو أغمضتِ عينيك وركبتِ سيارة من فرنسا مررت بإسبانيا ووصلت الى المغرب وفتحنا عينيك عند الوصول، وسألناك : هل أنت في افريقيا ؟ ستقولين : لا، لم أعد في افريقيا ! لانه فعلا لا وجود لفرق بين هنا وهناك، وسيستغرق الامر منك بعض الوقت لاكتشاف أشياء اخرى.. هذه هي الحقيقة !! ومن خلال هذه الزيارة، اعتقد ان معظم أعضاء تاسك فورس الذين جاؤوا الى المغرب أعتقد انهم تعرفوا على الإمكانيات الحقيقية للمغرب ولهم اليوم فكرة مختلفة عن المغرب.
واستطرد: تعليقي بكل بساطة هو انه علينا ان ننتظر. لأن موضوع تاسك فورس طرحناه في إطار الفيفا من الجانب الاخلاقي، وبعد زيارتهم للمغرب نرى عدم احترام للجانب الاخلاقي فيما يتصل بملف ترشيح المغرب. آخذين بعين الاعتبار أن لقب (ضيوف) مثلا : هناك سفير الملف المغربي الحاجي ضيوف -وهو النجم السنغالي السابق – وهناك السكرتير العام الذي يُدعى (ضيوف) وهم هاجموا الملف واعتبروا تشابه الألقاب لاينسجم مع اخلاقيات العمل، وذلك لا أساس له من الصّحة ونحن الان ننتظر .. هذا هو رد فعلنا افريقيا تنتظر اليوم كيف سيكون رد فعل تاسك فورس وردّ فعل لجنة الأخلاق داخل الفيفا بخصوص تدخل رئيس دولة مرشحة لاستضافة كأس العالم. ماذا سيكون ردود أفعالهم ؟؟ رد فعل العالم –اعتقد- ولست أن فقط تحدّثنا مع العديد في هذا الشأن الكل ينتظر : ما هي ردود فعل هذه الجهات، وفي ذلك الوقت يمكن لنا أن نعرف ماذا سنستنتج مقارنة بالحقيقة
وأوضح: الكل في قارتنا يتمنى ذلك. الامر لا يقتصر على مصر وحدها هذا شرف لكلّ افريقيا لأن الحديث سيكون حول تتويج إفريقي بالكرة الذهبية، كما ان هذا سيدعم جهود التغيير والإصلاح التي نقوم بها في الاتحاد الافريقي والنجاح الذي حققه فريق عملنا، حيث كنّا تحدثنا حتى عن إصلاح معايير اسناد جائزة الكرة الذهبية وقد تطور عملنا في هذا الشأن. والآن ها هي أحقية افريقيا بهذا التتويج تتأكد على الميدان.. وهذا ما نتمنّاه وهذا –نحن نعلم- أنه سيتعلّق بأداء فريقه ليفربول ومسار منتخب مصر في كأس العالم، ونتمنى ان يعطي هذا كله مزيدا من الحظوظ لهذا اللاعب الأفريقي كي يكون الثاني بعد جورج وَيَاه كما تفضلتم. وما دمنا في سياق الحديث، أتذكّر وأذكّر دائما سيدتي: ولمَاذا سينجح ملف المغرب .. لأن ذلك يتزامن مع نجاحات متتالية حققتها افريقيا؛ أسطورة كرة قدم يصبح رئيس دولة، هذا ليس صدفة.. هذا يتمّ بفضل الله، وكرة ذهبية افريقية يعتلي المنصة الدولية ولمَ لا: بلدٌ افريقي يفوز بكأس العالم في ذات الوقت.. أقصد تنظيم مونديال 2026. وبالمناسبة، نحن -افريقيا- من بين أكبر الكونفدراليات من حيث عدد الأعضاء القارة الوحيدة .. الإتحاد القاري الوحيد الذي لم ينظم البطولة اكثر من مرة واحدة.