“ذا جلوب آند ميل” الكندي: مشيرب.. الشاهد على نهضة قطر رغم الحصار

وكالات – بزنس كلاس:

ذكر موقع “ذا جلوب آند ميل” الكندي، في تقرير حمل عنوان “مدينة داخل مدينة تنطلق في الدوحة”، أنه  بالرغم من التعقيدات التي يشهدها الواقع السياسي الخليجي ، لم يمنع قطر أن تقوم بالبناء في واحد من أقدم الأجزاء بمدينة الدوحة، مدينة أخرى بداخل العاصمة القطرية، يشار إليها بمشروع “مشيرب”.

وقال التقرير إن “مشيرب”، والتي تعني بالعربية المكان الذي يشرب فيه الماء، تتواصل فيها الأعمال الإنشائية  منذ عام 2010،  حيث تبدو “مشيرب” كموقع بناء هائل، فيما تبدو العاصمة القطرية والتي يبلغ عدد سكانها المليون ونصف المليون نسمة تقريبا، وكأنها بداخل مشروع دائم في إطار استعداداتها لاستضافة كأس العالم لعام 2022، حيث تقوم قطر بإنشاء 8 ملاعب جديدة استعداداً للبطولة.

وتابع التقرير، أن ذلك يأتي أيضا في ظل مشروع الرؤية الوطنية القطري لعام 2030 والذي يهدف إلى تحويل قطر إلى مجتمع متقدم قادر على تحقيق التنمية المستدامة.

وأوضح التقرير أن الحصار المفروض على قطر من قبل بعض جيرانها تتصدرهم السعودية والإمارات، لم يمنع الدوحة أن تتقدم و تستمر في  تحقيق رؤيتها، حيث يقول دبلوماسيون كنديون إن قطر نجحت في تجاوز أزمة الحصار التي تعرضت لها منذ يونيو من العام الماضي، من خلال التعاون الذي عقدته الدوحة مع دول مثل الصين وإيران وماليزيا.

وتابع التقرير أن قطر تعد من أكبر مصدري الغاز المسال (LNG) في العالم، ويمتلك الصندوق السيادي القطري العديد من الممتلكات والشركات القيمة في مختلف دول العالم، مما يجنبها أية أزمة على الإطلاق، وبالنسبة لـ”مشيرب” فتقع في منتصف كل شيء بالدوحة ووسط الأماكن التجارية والمنشآت الرياضية وطرق النقل الجماعي بالإضافة للبنية التحتية الأخرى بالمدينة، التي بدأ المشروع الخاص بها قبل ثمانية أعوام من الآن وهي عبارة عن مشروع مساحته 31 هكتارا ويضم أكثر من 100 مبنى، ومن المتوقع أن تكتمل المدينة الجديدة التي تبلغ تكلفة إنشائها 5.5 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2020، ويقول لي تالبوت، مدير المبيعات والتأجير بشركة “مشيرب العقارية” التي تشرف على إنشاء المشروع: إن المشروع يتم تنفيذه بالكامل على مراحل مختلفة.

في حين تشرف شركة “مشيرب العقارية” على أعمال البناء ، فقد منحت عقد إدارة المشروع المكتملة لشركة SNC-Lavalin في مونتريال، ويرى دبلوماسي غربي بالعاصمة الكندية: “إن هذا التعاقد يعد فوزا كبيرا لكندا”، فيما أوضحت شركة SNC-Lavalin في بيان لها، ذكرت فيه: “لقد حصلنا على عقد إدارة كاملة ومتكاملة لمدة ثلاث سنوات ويضم العقد أيضا خيار تمديد التعاقد لعام إضافي.

وتابع البيان أن “بعض أجزاء المدينة تم افتتاحها بالفعل، تتضمن مسجدا ومدرسة وساحات للصلاة، كما تضم المنطقة أيضا متحفا، ويقع في منطقة كانت في وسط مدينة الدوحة القديمة، ولكن تلك المنطقة كان الاهتمام بها منخفضا بسبب استبدالها بأبراج المكاتب اللامعة ومراكز التسوق في المنطقة التجارية الجديدة في المدينة، وبات ممكنا الآن للزائرين مشاهدة معالم وحجم ونطاق مشروع “مشيرب” ببساطة عن طريق السير في الأجزاء المكتملة من المشروع والتأمل في العمل الذي لا يزال قيد الإنشاء في المدينة الجديدة، ومن أجل الحصول على فكرة أفضل عن رؤية المعماريين والمصممين، أنشأت شركة “مشيرب العقارية” مركزًا كاملًا للزائرين في مبنى تم إنشاؤه تحديدا لهذا الغرض، ويتضمن نموذجًا للمشروع بأكمله وشاشة وسائط متعددة للتعرف على معالم المشروع، كما دعت شركة “مشيرب العقارية” لمبادئ التصميم التي من شأنها أن “تراعي القيم المعمارية التقليدية ولكن في إطار حديث”.

وتصف شركة مشيرب العقارية المشروع: “بأن المخطّط العام لضاحية “مشيرب قلب الدوحة” يتماشى مع الرؤى العامّة التي تسعى دولة قطر للوصول إليها،  كما هي واردة في الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 بموجب هذه الرؤية الطموحة التي أطلقتها القيادة القطريّة، تسير قطر بخطى حثيثة نحو المستقبل، سعياً لأن تكون دولة قادرة على تحقيق النموّ بشكل مستدام، توفّر للأجيال الحالية والأجيال المقبلة مستويات معيشيّة عالية. وتُعتبر ضاحية “مشيرب” مشروعاً رائداً فريداً من نوعه، يعيد الحياة إلى المركز التجاريّ القديم في العاصمة القطريّة، ويعيد الحياة أيضاً للأسلوب المعيشي الذي كان لطالما متجذراً في الثقافة القطريّة.

وعلى خلاف الاتجاهات السائدة في معظم المدن والعواصم الكبرى، التي تشهد عزوفاً عن السكن في أواسط المدن والتوجه إلى ضواحيها الخارجيّة هرباً من الزحام والضوضاء، فإنّ ضاحية “مشيرب” تعمل على اجتذاب السكان إلى موقع في قلب العاصمة القطريّة، إنّ المخطّط الرئيسيّ لضاحية “مشيرب” هو ثمرة ثلاث سنوات من الأبحاث التي شاركت فيها كبرى الدور الهندسيّة وبيوت الخبرة العالميّة. فطوال هذه المدّة، عكف مهندسون معماريون، وأخصائيون في تصميم التجمّعات العمرانيّة المتكاملة، ومهندسون، ومصمّمون، وغيرهم من الخبراء من شتى أنحاء العالم، على دراسة الكيفيّة التي يمكن بها المزج بين أفضل المفاهيم الهندسية التي سادت في قطر قديماً، وبين حداثة الحاضر بكل ما فيه من ابتكارات، وتقنيّات، ومفاهيم. وهدفت هذه الأبحاث إلى التوصّل إلى لغة جديدة في مجال العمارة، تعكس مفرداتها الروح القطريّة الأصيلة.

السابق
360 طائرة مسجلة في قطر
التالي
دعم الشركات الصغيرة.. أوريدو: باقة جديدة للخط الأرضي