انتقاد اللاعبين بات جزءاً في كرة القدم خلال العصر الحالي، فلا يوجد أي لاعب فوق النقد بجميع أنواعه، مهما بلغت نجومية اللاعب والعطاء الذي يقدمه سيأتي يوم وينخفض مستواه في بعض الفترات من مسيرته، وحينها النقد يكون مشروعاً سواء من وسائل الإعلام أو من النجوم السابقين أو حتى الجماهير.
لكن نرى أحياناً بعض الأشخاص ينتقدون لأجل الانتقاد فقط، لأجل التميز، لأجل تصدر عناوين الصحف، لأجل لا يفهمه أحد على كوكبنا سواهم، وهذا ما ينطبق على ريمون دومينيك المدرب الفرنسي القدير والذي قاد منتخب الديوك لنهائي كأس العالم 2006 وكان قريب جداً من معانقة اللقب.
دومينيك فتح النار على ليونيل ميسي أفضل لاعب في السنوات 10 الأخيرة بحصوله على 5 كرات ذهبية، حيث يرى أنه كان أسوأ لاعب في مباراة باريس سان جيرمان التي حقق فيها برشلونة عودة تاريخية، كما يدعي أن ميسي يحتكر الركلات الحرة له فقط رغم أن زميله نيمار ينفذها بشكل أفضل، ويظن أيضاً أن النجم الأرجنتيني بدأ يفقد قدرته على المراوغة وانخفضت سرعته عن السابق ولم يعد نشيطاً كالسابق. (يمكنك قرأة التصريح كاملاً من هنا)
كما أسلفنا، لا يوجد لاعب فوق النقد، وميسي ليس شاذاً عن هذه القاعدة، لكن الانتقادات التي وجهها دومينيك للبرغوث لم تتمحور فقط على مباراة سان جيرمان التي فعلاً لم يظهر بها بمستواه المعتاد، بل ذهب ليختلق تهم لم نسمع بها من قبل، وتخالف المنطق شكلاً وموضعاً، لذلك دعونا نحلل تصريح دومينيك ونأخذ كل قسم لوحده.
هل ميسي كان الأسوأ في اللقاء ؟
ميسي لم يكن بمستواه، لكن القول أنه كان الأسوأ في اللقاء هذا ما لا يمكن تفسيره، فماذا عن مدافعي سان جيرمان ولاعبي خط الوسط ؟
بحسب موقع هو سكورد العالمي المتخصص بإحصائيات وأرقام اللاعبين حصل ميسي على تقييم 8.3 من 10، وهو ثالث أعلى تقييم بين لاعبي الفريق بعد نيمار (10) ولويس سواريز (8.6)، لا يوجد داعي للاهتمام بهذا التقييم، فربما عين دومينيك المجردة تقيم بشكل أفضل.
ميسي يحتكر الركلات الحرة ونيمار ينفذها بشكل أفضل
يمكننا تقبل وجهة نظر دومينيك أن ميسي كان الأسوأ في المباراة، لكن التشكيك بقدرة ميسي على تنفيذ الركلات الحرة أمر تخطى جميع الحدود، صاحب الكرة الذهبية 5 مرات نجح في تسجيل 4 ركلات حرة منذ بداية عام 2017، علماً أنه أحرزهم خلال شهر ونصف فقط، وهو أكثر لاعب هذا الموسم تسجيلاً للركلات الحرة متفوقاً على جميع اللاعبين في أوروبا.
أما الشق الثاني هو أن ميسي يحتكر الركلات الحرة لنفسه فهذا كلام لا يمت للواقع بصلة، النجم الأرجنتيني يمنح العديد من الفرص لنيمار وحتى لويس سواريز، والدليل أن نيمار سدد 13 ركلة حرة هذا الموسم وركلتين للمهاجم الأوروجوياني.
ميسي بدأ يفقد سرعته ومهاراته في المراوغة
لا أعلم إن كان دومينيك يتابع المباريات حقاً أم أنه يعيش في كوكب أرضي آخر في عالم موازي يوجد فيه لاعب أسمه ميسي يلعب في دوري الدرجة الخامسة، فكيف لتصريح كهذا أن يخرج من مدرب يملك إنجازات كبيرة وميسي سجل هدفين في غاية الروعة أمام سيلتا فيجو قبيل بضعة أيام فقط تخطى خلالهما العديد من اللاعبين.
الأرقام لا تكذب، فهي تقول أن ميسي يقوم بـ3.1 مراوغة في المباراة الواحدة بالدوري الإسباني، وفي الحقيقة لا داعي للاستشهاد بالأرقام، فمقطع فيديو كهذا يوضح كل شيء.