“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
مثير للجدل أينما ذهب، يبهرنا بأدائه الفريد في أوقات تألقه، ويواصل إبهارنا عندما يتراجع مستواه، لأن مستوى تصريحاته لا ينخفض! تخرج منه عبارات يعجز عن مثلها كبار الفلاسفة؛ مثل أفلاطون وأرسطو.. وفان جال! ليس هذا فحسب، بل يلهم الآخرين عندما يتحدثون عنه، فتحمل تصريحاتهم مزيجاً من الحكم.. والخرافات!
زلاتان إبراهيموفيتش؛ اللاعب الذي ضحى بالفوز ببطولات مضمونة، وغادر باريس سان جيرمان، لأن النادي الفرنسي لم يستبدل برج ايفيل بتمثال لزلاتان! لاعب في هذا العمر أمامه خياران؛ الانتقال للدوري الأمريكي، أو الانتقال للدوري الصيني! لكن إبرا لم يفكر في الخيار الأول، ربما لأنهم رفضوا وضع تمثاله بدلاً من تمثال الحرية! ولم يفكر في الخيار الثاني، لأن تمثاله لا يمكن أن يحل محل سور الصين العظيم!
نعود إلى إبرا الذي يلهم الآخرين عندما يتحدثون عنه، لكن عندما يكون مورينيو هو المتحدث، فهل سيحتاج إلى ملهم؟! مدرب اليونايتد تحدث عن زلاتان قائلاً: “يجب أن تكون الجماهير في فرنسا سعيدة برحيل إبراهيموفيتش، فالآن أصبح لديهم دوري تنافسي، في وجوده لم يكن هناك دوري”، هل خدعونا خلال تلك السنوات وأقنعونا أن هناك بطولة تدعى الدوري الفرنسي؟! البرتغالي أضاف: “في وجود زلاتان كان باريس يفوز بكل البطولات، أما الآن فلديهم دوري يمكن مشاهدته”، هذا يعني أن الدوري الذي يسيطر عليه فريق واحد لا يمكن اعتباره بطولة دوري، خبيث هذا المدرب! لأن كلامه يعني أن ألمانيا كذلك لم يكن لديها بطولة دوري في السنوات الماضية، وهو ما يعني أن جوارديولا كان يفوز ببطولة وهمية!
واصل مدرب تشيلسي السابق حديثه قائلاً: “الآن لديهم دوري يشاهده الجميع، وأنا من بينهم، الآن أشاهد الدوري الفرنسي وأهتم به، لذلك عليهم أن يشكروا إبراهيموفيتش على رحيله”، لم يوضح مورينيو نقطة في منتهى الأهمية.. والحساسية! هل يجب أن يشكر الفرنسيون زلاتان لأن الدوري أصبح تنافسياً ويصلح للمشاهدة بعد رحيله؟ أم يجب أن يشكروه لأنه جعل مورينيو يتابع دوريهم ويهتم به؟! لكننا نعلم أن المدرب الاستثنائي لا يمكن أن يقصد المعنى الثاني، لأنه متواضع.. مثل جميع البرتغاليين!! وليس مغروراً مثل إبرا، بدليل أنه يعشق التواجد في إنجلترا، رغم أن الإنجليز لم يضعوا ثمثالاً له بدلاً من ساعة بيج بن!
تعيدنا تصريحات جوزيه مورينيو إلى تصريحات أطلقها مينو رايولا وكيل إبراهيموفيتش، حين أكد أن رحيل زلاتان عن فرنسا أفقد بطولة الدوري الفرنسي 50% من قيمتها! هل نصدق مورينيو أم نصدق رايولا أم نصدق كليهما؟! غريب هذا الدوري الذي يفقد نصف قيمته فيحرص الجميع على مشاهدته! هل يجب على الفرنسيين أن يحزنوا لفقدان الدوري لنصف قيمته؟ أم يجب أن يفرحوا لأنهم أصبح لديهم دوري تنافسي يشاهده الجميع؟ الإجابة واضحة؛ الفرنسيون محظوظون جداً رغم فاجعة رحيل زلاتان، ويجب أن يكونوا سعداء، لأن مورينيو بنفسه أصبح يهتم بدوريهم!
نستنتج من ذلك أن إبراهيموفيتش قدم خدمة كبيرة للفرنسيين عندما ذهب إلى فرنسا، ثم قدم لهم خدمة أخرى كبيرة أيضاً.. عندما غادر فرنسا! لذلك ،ورغم انتقاله للدوري الإنجليزي، يستحق إبرا في نهاية هذا الموسم أن يحصل على جائزة أفضل لاعب.. في الدوري الفرنسي! لكنه سيدخل في صراع شرس من أجل الفوز بتلك الجائزة، لأن هناك بطل قومي آخر يقدم خدمة جليلة للدوري الفرنسي؛ إنه ماريو بالوتيلي!