دور إسرائيل في حصار الدوحة

وكالات – بزنس كلاس:

أكدت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” أن إسرائيل حاضرة في حصار قطر بعدة أشكال، كتعبير عن الخلافات العميقة بين فريقين داخل العالم العربي حول العلاقات مع إسرائيل، خاصة بين ما تسمى دول الاعتدال من جانب، والدول الأخرى الرافضة لسياسات إسرائيل أو التطبيع معها على جسد القضية من جانب آخر.

وأوضحت الصحيفة أن دول الحصار تشكل روابط دقيقة مع إسرائيل، رغم أنها تعلن على الملأ دعمها للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، منوهة إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين تبقى بدرجة أو بأخرى متفقة بشكل علني مع المصالح الفلسطينية، لكنها تتعامل مع إسرائيل على مستويات دبلوماسية أو ثقافية أو اقتصادية رئيسية. وقد يكون هذا التحول مستلهما ولو بصورة جزئية من مخاوف وهم النفوذ الإيراني في فلسطين، وهذا الوهم دفع تلك الدول إلى الذهاب لإسرائيل والارتماء في أحضانها.
وقالت الصحيفة إن الدول العربية أدانت بإصرار مقتل أكثر من 50 فلسطينيا في احتجاجات غزة قبل أسبوعين، وتلك الإدانات تحدث دائما في كل مرة بعد أعمال العنف الإسرائيلية السابقة التي ترجع إلى عقود. وأشارت إلى أن المخاوف بشأن إيران قسمت العالم العربي إلى فريقين، فريق منهما على استعداد تام للتواصل بهدوء مع إسرائيل.
وأضافت أن المملكة العربية السعودية، التي استخدمت سيطرتها على الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتنصيب نفسها كحامي الإسلام في جميع أنحاء العالم، قدمت بيانا مقتضبا أدانت فيه ممارسات إسرائيل، وأعلنت على استحياء تأييدها للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة.
علاقات ومقترحات
وتابعت “كريستيان ساينس مونيتور” أنه على مدار العام الماضي قامت سلطات الرياض الجديدة بنسج علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الوسطاء السعوديين نقلوا تفاصيل مقترحات السلام الأمريكية التي تميل بقوة إلى إسرائيل. ويقال إن الإدارة كانت تعمل على خطة سلام لأكثر من عام، لكنها لم تصدر أي تفاصيل، ففي شهر مارس الماضي ومع بدء الاحتجاجات الأسبوعية في غزة التقت سلطات الرياض بقادة أمريكيين موالين لإسرائيل، وهو ما أكده موقع أكيوس الإخباري الذي يركز نشاطه على سياسة واشنطن. وقالت الرياض إن الفلسطينيين يجب أن يقبلوا المقترحات أو يصمتوا ويتوقفوا عن الشكوى. وفي وقت لاحق بدا الحكم الجديد وكأنه يعترف بادعاءات يهودية إسرائيل، وقال لمجلة أتلانتيك إن الإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم. واقترح أيضا أنه إذا كان هناك سلام فإن العلاقات بين دول الخليج العربية وإسرائيل ستكون ذات فائدة مشتركة.
تحالفات جديدة
وحسب الصحيفة هذا الحال أكده أيضا المستشار جارد كوشنر بقوله خلال احتفال نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، إن التحالفات بدأت تتحول بالفعل لصالح إسرائيل. وأضاف: “من إسرائيل إلى الأردن إلى مصر إلى المملكة العربية السعودية وخارجها، يقاتل العديد من القادة لتحديث بلدانهم وخلق حياة أفضل لشعوبهم. وفي مواجهة التهديدات المشتركة والسعي لتحقيق المصالح المشتركة، تظهر فرص وتحالفات لا يمكن تصورها في السابق”. وقد أتى هذا الحديث أطلقت القوات الإسرائيلية النار على 59 فلسطينيا على الأقل وأصابت أكثر من 2700 بجروح خلال احتجاجات جماهيرية على طول حدود غزة.
ونبهت الصحيفة إلى أن كوشنر طور علاقة وثيقة خاصة مع سلطات الرياض الجديدة، حيث استخدم هذه العلاقة لممارسة الضغط ضد إيران. وكانت المملكة واحدة من الدول القليلة التي رحبت بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني.
تقارب واضح
وأكدت “كريستيان ساينس مونيتور” أن المملكة العربية السعودية ليست الدولة الوحيدة التي اقتربت أكثر من إسرائيل، بل هناك دول أخرى مثل البحرين والإمارات، فوزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، على سبيل المثال غرد على حسابه في تويتر بدعم إسرائيل بعد هجوم على أهداف إيرانية في سوريا هذا الشهر. وعلى الرغم من علامات التقارب مع إسرائيل والتوحد على عدو مشترك وفق رؤيتهم، أدانت البحرين استهداف المدنيين الفلسطينيين وأكدت دعمها لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. كما أدانت الإمارات العربية المتحدة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ولكن تبقى تلك الإدانات شكلية بينما التطبيع مع إسرائيل يسير بخطى متسارعة.
يشار إلى أن التطبيع بين دول الحصار وإسرائيل بدأ يخرج للعلن بعد أن كان سريا، حيث شاركت كل من الإمارات والبحرين الشهر الماضي في “طواف إيطاليا 2018” للدراجات الهوائية في الأراضي المحتلة، كما واجهت الإمارات المنتخب الإسرائيلي في بطولة أوروبية لكرة الشبكة مؤخرا في جبل طارق.
ولقيت هذه المقابلات التطبيعية غير المسبوقة ترحيبا إسرائيليا كبيرا ووصفتها بالاختراق الكبير والانتصار الإسرائيلي كما أكد يوناثان جونين المسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وأوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء. وأكدت وثائق ويكيليكس أن الأمر أبعد من الرياضة، فالتنسيق الاقتصادي والدبلوماسي والأمني والعسكري بين أبوظبي وتل أبيب يجري بصورة متقدمة.

السابق
الدولة الذكية..
التالي
“قنا” تعود للنشر عبر “تويتر”