الدوحة – بزنس كلاس:
منذ بداية الأزمة بدا واضحاً النوايا العدوانية لبعض جيران الدوحة في استهدافها بدون وجه حق وإنما فقط من أجل سلب إرادتها السياسية وجعلها تخضع لجملة من الإملاءات التي تسلب سيادة الدولة وتجعلها مجرد محمية للرياض وأبوظبي. وبسبب النوايا المبيتة لعداون عسكري كان وشيكاً على الدوحة لولا عدة عوامل عملت عليها الدوحة بسرعة كبيرة لكان، لا سمح الله، وقع المحظور وشاهدنا القوات الإماراتية والسعودة على التراب القطري كقوات محتلة. من جانبها أدركت قطر أن هذا الأمر لا بد من وضع حد نهائي له فباشرت بإنشاء منظومة دفاعية متكاملة تضمن عدم وقوع الوطن تحت نير أي نوع من التدخل العسكري السافر على أراضيها، فعقدت الدوحة عدة صفقات حيوية في هذا الإطار للحصول على طائرات مقاتلة من الولايات المتحدة الأمريكية وهي بصدد الإعلان عن صفقات جديدة تتضمن أنواع أخرى من العتاد الحربي مع دول أخرى. إضافة إلى التفعييل الفوري لاتفاق الدفاع المشترك مع تركيا وانطلاق عمليات تأسيس القاعدة السعكرية التركية في قطر.
لكن مع تعقد المشهد في الأزمة الخليجية التي أثارتها من “لا شيء” السعودية والإمارات العربية المتحدة، أصبحنا نرى كل يوم تورط فريق جديد فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث يقع المزيد من الدول والمنظمات الدولية في دوامة الأزمة.
وأما بيت القصيد في كلالقضية فبات واضحاً أنه إسرائيل. فقد أعلنت هذه أخيرا نية وقف بث برامج قناة الجزيرة القطرية. وكشفت إسرائيل بذلك عن تضامنها مع الدول العربية التي أوقفت بث برامج الجزيرة.
وتشير الدلائل إلى انجرار منظمة الطيران الدولية إلى الأزمة القطرية. فقد أعلنت الدول العربية الأربع التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في بداية يونيو/حزيران قرار فتح 9 ممرات جوية للطيران القطري بموافقة منظمة الطيران الدولية.
وتخضع قطر للضغط الإعلامي أيضا. فقد أظهرت نتائج استطلاع آراء الأمريكيين التي نشرها موقع سعودي أن نحو 50 في المائة من الأمريكيين يرون أنه من الضروري أن تنقل بلادهم القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر إلى منطقة أخرى.
في كل الأحوال فإن قطر لا تستسلم وتفعل ما من شأنه أن يزعج الدول التي تقاطعها. وهكذا اخُتتم قبل أيام تمرين “الدرع الحديدي” الذي نفذته القوات البرية القطرية مع القوات التركية.
وقالت مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع القطرية في بيان إن التمرين جاء لتحقيق مهمة القوات البرية القطرية في الدفاع عن أراضي الدولة.
وذكرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية أن قطر مطالبة بإغلاق قناة الجزيرة ووقف المساعدات لمنظمات توصف بالإرهابية، وقطع العلاقات مع إيران وإخراج القاعدة العسكرية التركية من أراضيها. وأشارت الصحيفة إلى أن قطر لم تستجب لهذه المطالب حتى الآن.