دراسة لجامعة قطر: “مياه البحر” وقود بديل للطائرات

أظهرت دراسة جديدة قام بها فريق من الباحثين من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة أنه يمكن استخدام مياه البحر كمصدر لوقود الطائرات.
وركزت الدراسة على نظام الزراعة المتكامل باستخدام مياه البحر (ISEAS)، الذي يمكن من خلاله إنتاج الوقود الحيوي لقطاع الطيران، بالإضافة إلى المنتجات الغذائية من الاستزراع المائي المستدام بدون استخدام المياه العذبة.
وقد اشترك في الدراسة الدكتور جد براون من مركز التنمية المستدامة في كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر بالاشتراك مع الدكتور سجويورس سجويريدس من معهد مصدر في أبوظبي ، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستخدم الباحثان (نظام ISEAS،) وتتمثل فكرته بضخ مياه البحر إلى البرك التي ينتج فيها الروبيان ذو النوعية العالية والأسماك المعدة للاستهلاك البشري ومن ثم يتم صب النفايات السائلة الغنية بالمغذيات خارج البرك في حقول النباتات التي تتحمل الملوحة (النباتات الملحية المعروفة باسم الأشنان أو سامفيري التي تنتج البذور الزيتية المماثلة لفول الصويا).
كما تمت دراسة إمكانية معالجة الزيت المستخرج من البذور وتحويله إلى وقود حيوي للطائرات وإعادة تدوير بقايا تلك البذور بعد استخراج الزيت عال البروتين مرة أخرى واستخدامه في تغذية الأسماك والروبيان وكذلك استخدام القش المجفف الذي يبقى بعد إزالة البذور الزيتية في توليد الكهرباء.
ووفقا للدراسة فقد أجرى الباحثان أيضا تقييم دورة الحياة (LCA) لنظام ISEAS المحتمل، وقاسوا كمية تدفقات الطاقة والمواد في جميع أنحاء النظام وتم حساب انبعاثات الغازات الدفيئة الصافية الناتجة عن ذلك.
وخلصت نتائج التقييم LCA إلى أن وقود الطائرات الحيوي الذي ينتج من نظام ISEAS ينبعث منه ما يصل إلى 68 بالمائة أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مقارنة مع وقود الطائرات الأحفوري، وكانت النتيجة هي ناتج إيجابي كلي للطاقة في جميع السيناريوهات التي تم تقييمها.
ويشير الباحثان إلى أنه في نظام ISEAS، تعد النفايات السائلة الغنية بالمغذيات من أحواض الاستزراع السمكي بمثابة مصدر الأسمدة للنباتات الملحية وأشجار المانغروف، والتي تنظف المياه عن طريق إزالة المواد المغذية.
وتستخدم أشجار المانغروف أيضا في أجزاء كثيرة من منطقة الخليج لتحقيق الاستقرار في المناطق الساحلية المعرضة للتآكل، وإعادة بناء البيئات المناسبة لنمو الحياة البحرية، ولتقديم بعض مخزون الكربون الدائم في كتلتها.
ويقول الدكتور جد براون من مركز التنمية المستدامة في جامعة قطر “إن طاقة مياه البحر، وأنظمة الزراعة المتكاملة لديها إمكانيات كبيرة لإنتاج الغذاء والوقود في منطقة الخليج القاحلة، ولكن تكلفة الإنتاج الفعلية واقتصاديات الدول بحاجة إلى تقييم مفصل”.
ويضيف الدكتور سجويورس سجويريدس من معهد مصدر في أبو ظبي، بالإمارات العربية المتحدة “نأمل أن تتبنى صناعة الطيران هذه التكنولوجيا وتسعى للشراكة مع مرافق تربية الأحياء المائية لنشر مثل هذه الأنظمة”.
ولفت الدكتور سجويريدس إلى أن ISEAS هو وسيلة للإنتاج الغذائي المستدام والوقود الحيوي في المناطق الساحلية القاحلة دون أن يؤثر سلبا على موارد المياه العذبة”.

السابق
جامعة قطر: ختام مسابقة الابتكار وريادة الأعمال
التالي
مجلس التخصصات الصحية يحصل على الاعتماد الدولي.. المعادلة الجوهرية