خيال خصب.. الدوحة تتجسس على القطريين بالتاكسي!

 

رغم أن الجميع يعرف حتى الأكثر سذاجة بأن حبل الكذب قصير إلا أن الكاذب غالياً ما يكون ذلك الشخص الذي يتمتع بمخيلة خصبة للغاية. ويبدو  أن بعض أبواق أبوظبي والرياض مبدعين في هذا المجال لدرجة أنهم لا يجيدون سوى تغذية خيالهم الخصب وإطلاق مزيد من الأكاذيب لاسيما عندما يتعلق الموضوع بدولة قطر التي عملوا بجهد كبير على شيطنتها بكل ما هو مباح وغير مباح، إلا أنهم وقعوا في الحفرة التي حفروها. لقد ولى زمن الكذب وخداع الناس فقد أصبحت المعرفة سلاح أساسي في كشف الكذب خاصة النوع الرخيص منه وهو بالتحديد ما  يتاجر به ساسة الإمارات والسعودية  وعلى رأسهم MBZ و MBS.

ففيما يشبه عملاً درامياً كوميدياً رمضانياً تقول جريدة عكاظ السعودية في عددها الصادر الإثنين الماضي إن قطر أطلقت “تاكسي الدوحة” لتقديم خدمات النقل البري تحت مظلة أمن الدولة وذلك بهدف التجسس ورصد تحركات القطريين.

وتضيف الجريدة أن الشركة انطلقت للتجسس على الشعب القطري، وهي أي “شركة تاكسي الدوحة” تعمل على رصد تحركات القطريين لحظة بلحظة بالتنسيق مع أمن الدولة خشية انتفاضة شعبية.

ليس بمعيب ولكن هل شاهدت يوماً ما قطريا أو قطرية يركبون التاكسي؟ ربما.. ولكن ذلك نادر جداً وفي حالات اضطرارية تصل لحد الانعدام، فبفضل الله كل عائلة قطرية تمتلك أكثر من سيارة وهذا ما يؤكده الواقع وتوثقه الإحصائيات.

ولكن بحسب طرح جريدة عكاظ فإن المواطن القطري يركب التاكسي بشكل اعتيادي، وذلك ربما يحدث في حالة أن المواطن القطري قرر يوماً ما لصدفة كونية ما بيع كل سياراته وسيارات عائلته وسيارات أبنائه وبناته بعد أن دخل في صفقة تجارية خاسرة خسر فيها كل أمواله وأملاكه ورصيده البنكي، مما سيدفعه ليركب “تاكسي الدوحة” فيصبح تحت قبضة أمن الدولة وتتم مراقبته والتجسس عليه ورصد كل تحركاته وتسجيل كل بيناته. إنها خطة عكاظية سعودية جهنمية لا تخطر ببال إبليس نفسه.

ومن ثم فإن جل سائقي التاكسي في قطر هم من الجالية الآسيوية التي يكن لها الجميع الحب والاحترام. ولكن تخيل معي يا من تقرأ أن يكون محمد خان أو سانيه أو كومار أو بهادور أو شيتر أوانديف يعملون جواسيس لأمن الدولة، ويتجسسون على المواطنين القطريين الذين يركبون “تاكسي الدوحة” بعد أن باعوا سياراتهم كما أسلفنا.

وتخيل معي عزيزي المواطن القطري الفقير لله أن يجرجرك السائق الآسيوي في الكلام ويسحب منك الاعترافات ويسجلها من دون أن تدري، وبعد وقت من الحديث وعندما ترتاح للسائق تتحدث معه عن غضبك من الحكومة، وبأن الوضع الاقتصادي “ماهو بزين” وإن الحجز لثلاث ليال في جزيرة البنانا مكلف للغاية، فيكتب السائق بهادور تقريراً محكماً ضدك لأمن الدولة، ويتم اعتقالك وتعذيبك بحسب جريدة عكاظ.

ربما لو قلت لأحد من سائقي “تاكسي الدوحة” إن عكاظ تقول عنك إنك جاسوس وتعمل لصالح أمن الدولة لرد عليك بالقول. هادا عكاظ مخ خربان.. ايش هادا “زاجوس” انت يساوي مسخرة زيادة.

“مسخرة زيادة” فعلا هي ما وصل إليه حال الإعلام السعودي المرئي والمكتوب والمسموع من الكذب، وليس الكذب فقط هو المشكلة الكبرى على ما يبدو، ولكن الكذب الغبي هو المصيبة الكبرى، فجريدة عكاظ التي سميت تيمناً بسوق عكاظ وهو من أسواق العرب في الجاهلية، يتضح أنها ما زالت تعيش بعقلية عصر الجاهلية، لو قرأها أبو جهل آنذاك لعلم أنها من عمل الشيطان فأسلم.

عزيزي القارئ لا تضحك! فلا توجد شركة في قطر اسمها “تاكسي الدوحة” أصلا.

السابق
بالتفاصيل.. عين أبوظبي على غاز آسيا الوسطى
التالي
تفاصيل.. ماذا يحدث مع مرسي خلف القضبان؟!