الدوحة – وكالات:
أشاد ساباربيك توياكباييف رئيس مؤسسة الاستثمار الوطنية الكازاخية في حوار خص به صحيفة “الشرق” القطرية بالتطور الكبير الذي حققه الاقتصاد القطري وتجاوزه للأزمة التي مرت بالبلاد خلال المرحلة الماضية، مؤكدا على أن كازاخستان اليوم باتت تملك كل المقومات لاستمالة رجل الأعمال والقطري وتوجيه استثمارته إليه، خاصة مع كل التسهيلات التي تقدمها الحكومة الكازاخية لرواد الأعمال الأجانب، متوقعا زيادة في حجم الاتفاقيات التجارية التي تربط بين البلدين في المستقبل القريب في ظل المجهودات المبذولة لحل مشكلة الشحن.
◄ كيف ترى الاقتصاد القطري ؟
► الاقتصاد القطري حقق نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ونجح في تجاوز الأزمة التي مرت به في وقت لاحق، وذلك من خلال المجهودات التي بذلتها الحكومة في توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية مع عدد كبير من دول العالم بما في ذلك كازاخستان التي تعمل في المرحلة الماضية على توريد العديد من المنتجات للدوحة، بالإضافة إلى اتجاهها إلى الاستثمار في الخارج وبرؤوس أموال أكبر، مع تقديم كل التسهيلات لرجال الأعمال القطريين الراغبين في إقامة مشاريع بعيدا عن البلد، ناهيك عن التطور الرائع الذي شهده قطاع البنى التحتية وبالأخص المواصلات، فالدوحة تمتلك اليوم مطارا وميناء من بين المناطق الأكثر نشاطا في المنطقة، كل هذه العوامل التي ذكرتها تؤدي إلى بناء اقتصاد قوي وهو ما نجحت فيه قطر.
◄ ما الهدف الرئيسي لزيارة الوفد الكازاخستاني للدوحة؟
► هذه الزيارة جاءت بهدف تعزيز الشراكة التي تربطنا بقطر، والبحث عن سبل رسم اتفاقيات جديدة تجمعنا برجال أعمال جدد باختلاف توجهاتهم، خاصة وأن كازاخستان باتت اليوم من أكثر البلدان جذبا للاستثمارات الأجنبية بما في ذلك القطرية التي بلغت لحد الآن 47 اتفاقية نعمل من خلالها على تمويل السوق المحلي بالعديد من المنتجات في صورة المواد الغذائية من عسل وبقوليات، بالإضافة إلى أجهزة قذف السوائل والبخار.
◄ ما هي القطاعات القادرة على توجيه الاستثمارات القطرية إلى كازاخستان؟
► بالتأكيد هناك العديد من القطاعات التي تعد بالأرباح في كازاخستان ومن شأنها إثارة اهتمام رجال الأعمال القطريين، ودفعهم للاستثمار في بلدنا أذكر منها الزراعة بالنظر لطبيعة تربتنا ومناخنا الملائم، بالإضافة إلى مجالي السياحة والعقار باعتبار أن كازاخستان تعد اليوم من أهم وأبرز البلدان في المنطقة، دون نسيان القطاعات الكيمياوية والبتروكيمياوية، خاصة وأننا نمتلك احتياطيا معتبرا من الغاز والمعادن النادرة الوجود، ما يجعلنا مميزين عن غيرنا وقادرين على جلب الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير.
◄ هل من تسهيلات للمستثمر القطري في كازاخستان؟
► كازاخستان حريصة على تقديم العديد من التسهيلات للمستثمر الأجنبي بصفة عامة ما مكننا من احتلال مكانة مرموقة بين أكثر البلدان جذبا للاستثمارات الأجنبية بقيمة بلغت خلال الثلاث سنوات الماضية 300 مليار دولار، وذلك بفضل نظام الإعفاء الضريبي الخاص برواد الأعمال الأجانب والذي قد تصل مدته إلى 10 سنوات كاملة، زد إلى ذلك القوانين الصارمة التي أقرتها الحكومة في الدفاع عن حقوقهم وحمايتهم من التعرض لأي شكل من أشكال التضرر، دون نسيان سعر المواد الأولية في كازاخستان والذي يعتبر من بين الأرخص في العالم، مع ذكر البنى التحتية القوية التي نتمتع بها وتمكننا من إنشاء سكة حديدة تربطنا بالصين على طول 5000 كلم و استغلال العديد من الموانئ فيها، بالإضافة إلى المستوى التعليمي للشعب الكازاخي الذي يجيد أغلبه التكلم بلغتين توضع الإنجليزية في مقدمته ما ييسر التأقلم والتواصل معه.
◄ ما الذي يعزز تطور العلاقات الاقتصادية أكثر بين البلدين؟
► كل شيء متوفر سواء تعلق الأمر برغبة أو التسهيلات المقدمة من كلا الجانبين، لكن العقبة الوحيدة التي تواجهنا في تحقيق تعاون أكبر بين البلدين، هو صعوبة عمليات الشحن في ظل غياب خط جوي مباشر يربط كازاخستان بقطر، ما يحول بيننا وبين زيادة الشراكات بين البلدين، لكن وضعنا هذه العقبة في الحسبان ونحن بصدد العمل على تجاوزها بعد تفويضنا من طرف الحكومة لمناقشة إمكانية ربط الدوحة بالعاصمة أستانا برحلات مباشرة في المستقبل خاصة وأننا نملك مطاراً خاصا بالتبادل التجاري في كازاخستان، وهو ما يجب استغلاله.
◄ هل تتوقع نمو عدد الشراكات القطرية – الكازاخية خلال المرحلة القادمة؟
► بكل تأكيد خاصة في حال ما إذا حللنا مشكلة الشحن، فالمستثمر القطري أكد نجاحه في العديد من الدول وهو ما يمكن ترجمته في كازاخستان، في ظل توفر كل عوامل النجاح فنحن نتربع على 12 منطقة حرة و22 منطقة صناعية، ناهيك عن حيازتنا سوقا استهلاكية مميزة جدا لقربنا من الصين ذات الكثافة السكانية الكبيرة، بالإضافة إلى الحدود التي تربطنا بروسيا والتي تجعلنا معبرا مهما لقارة أوروبا.
نقلاً عن صحيفة الشرق