الدوحة – بزنس كلاس:
بالتزامن مع تدشين خط ملاحي مباشر بين ميناء حمد وميناء كراتشي يلغي الحاجة نهائياً لأي موانئ تحويل كتلك الإمارتية، كانت غرفة قطر تعمل على تنسيق الجهود وبحث سبل تطوير التعاون مع وفد رجال أعمال باكستاني يزور الدوحة حالياً بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدوحة وإسلام آباد.
وفي التفاصيل، رست بميناء حمد، أمس الأحد 13 أغسطس / آب، سفينة الحاويات «ليبرا»، قادمة من ميناء كراتشي، معلنة إطلاق خط ملاحي أسبوعي جديد يربط الميناءين مباشرة، ضمن خدمة (باكستان- الخليج) من شركة وان هاي لنقل البضائع والحاويات المتجهة من باكستان إلى الخليج والعكس، بالتعاون مع «سيماتك للشحن».
ويعزز الخط الملاحي الجديد الأهداف الرامية إلى استقلال ميناء حمد، من خلال استقبال الحاويات والبضائع من مصادرها مباشرة، وذلك في إطار خطة وزارة المواصلات والاتصالات الهادفة إلى تعزيز ريادة ميناء حمد إقليمياً ودولياً. كما يدعم حركة التجارة بين دولة قطر وجمهورية باكستان، ويساهم في توفير حلول سريعة ومضمونة للمصدّرين والمورّدين من كلا البلدين، فضلاً عن تقليص الوقت المستغرق لوصول الحاويات، ليصبح 6 أيام من ميناء حمد إلى كراتشي و8 أيام في العودة.
وتعتزم «وان هاي» و»سيماتك» تشغيل سفينتين على الخط الجديد، بواقع سفينة واحدة لكل شركة، وبحمولة إجمالية تبلغ 1200 حاوية نمطية قياس 20 قدماً لكل سفينة. وبفضل انتشار خدماتها -والتي تشمل موانئ عديدة في آسيا وأوروبا وأميركا- سيكون بإمكان المصدّرين والمورّدين شحن بضائعهم من دولة قطر وإليها عبر كراتشي بشكل أسبوعي وبدون توقف.
إضافة
وبالمناسبة، أعرب الكابتن عبدالعزيز اليافعي -مدير ميناء حمد- عن سعادته بتدشين الخط الجديد، مؤكداً أنه سيكون إضافة مهمة للخطوط التي دُشّنت في وقت سابق، والتي تأتي في إطار الاستراتيجية الموضوعة الهادفة إلى استقرار السوق المحلي، وتحويل ميناء حمد إلى مركز لإعادة الشحن في المنطقة.
خيارات
وأضاف اليافعي: «يقدّم الخط الملاحي الجديد المزيد من الخيارات للعملاء والمصدّرين والمورّدين من كلا البلدين، حيث يغطي قائمة جديدة من الموانئ المهمة حول العالم؛ مما سيكون له دور مهم في دعم التبادل التجاري بين دولة قطر والعالم الخارجي، ويعزز مكانة ميناء حمد الريادية في المنطقة».
وأشار إلى أن تدشين الخط الجديد يأتي في إطار خطة شاملة، تهدف إلى الاستغناء عن الموانئ الوسيطة بنسبة 100 %، موضحاً أن موانئ قطر -بوصفها المشغّل الحصري للموانئ التجارية والسياحية في الدولة- تتولى تنفيذ هذه الخطة، وذلك بالتعاون مع شركائها من مختلف أنحاء العالم؛ مما يدعم التنويع الاقتصادي، ويساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
تأسست «وان هاي» في العام 1965، وتُصنّف اليوم ضمن أفضل الخطوط الملاحية على مستوى العالم. وتوفر الشركة خدمات نقل الحاويات حول العالم، من خلال سلسلة موانئ تغطي الصين، وتايوان، وكانتو وكانساي باليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وإندونيسيا، والفلبين، وسنغافورة، وماليزيا، وهونج كونج، وفيتنام، والهند، وباكستان، وسريلانكا، ومنطقة الشرق الأوسط، والولايات المتحدة الأميركية، وهولندا، وبلجيكا، وألمانيا، ورومانيا، وأوكرانيا، وتركيا، وغيرهم. أما شركة سيماتك للشحن، فقد تأسست في العام 1992، وهي متواجدة في شبه القارة الهندية، والشرق الأقصى، وشرق إفريقيا، بالإضافة إلى منطقة الخليج.
من جانبها، بحثت غرفة تجارة وصناعة قطر، سبل وآليات تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع وفد باكستاني يزور الدوحة حاليا.
وأوضح السيد محمد بن أحمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر،في كلمة له خلال اجتماع عقد بمقر الغرفة وضم وفدا من رجال الأعمال القطريين والباكستانيين، أن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية باكستان الإسلامية هي علاقات تاريخية، وقد شهدت تطورا خاصا في المجال الاقتصادي والتجاري، وهو ما مثل ترجمة حقيقية لرغبة حكومتي البلدين وشعبيهما في نقل العلاقات الثنائية بجميع مستوياتها إلى آفاق جديدة من التعاون.
وأشار إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين كاتفاق التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات عام 1999 واتفاق التعاون الاقتصادي عام 1984، قد فتحا المجال لتطوير التعاون وزيادة الشراكات بين رجال الأعمال في البلدين.
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد وصل في عام 2016 إلى 85ر2 مليار ريال (783 مليون دولار أمريكي) وتعتبر باكستان الشريك التجاري الـ 21 لدولة قطر، إلا أن رجال الأعمال القطريين يطمحون لأن تتضاعف تلك النسب، بما يتناسب مع طموحات وتطلعات الشعبين.
ودعا نائب رئيس غرفة قطر، القطاع الخاص القطري والباكستاني إلى تأسيس شراكات فاعلة والدخول في مشاريع ذات ثقل تسهم في دفع هذه العلاقات قدما.
وأفاد بأن غرفة قطر تدعو القطاع الخاص إلى استغلال الفرص الاستثمارية في باكستان، وعقد شراكات مع أصحاب الأعمال الباكستانيين، خاصة في قطاعات المواد الغذائية والأدوية والاتصالات والزراعة وغيرها، خاصة وأنها مستعدة لتوفير كافة البيانات والمعلومات اللازمة في هذا الصدد.
وأعرب عن أمله في أن يساهم اللقاء في تعزيز التعاون الاقتصادي بين أصحاب الأعمال من البلدين، بما يعود بالفائدة والنفع على الاقتصاد القطري والباكستاني، وبما يحقق المنفعة العامة.
ومن جانبه، أكد السيد زوبير طوفيل رئيس اتحاد غرف تجارة وصناعة باكستان، في كلمة خلال الاجتماع، أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين رجال الأعمال من الجانبين الباكستاني والقطري، خاصة وأن الظروف الحالية مواتية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين.
ودعا رجال الأعمال القطريين لزيارة باكستان من أجل التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة التي تزخر بها بلاده، لافتا في هذا الإطار إلى وجود العديد من القطاعات التي يمكن لرجال الأعمال القطريين الاستفادة منها عبر الدخول في شراكات بناءة مع نظرائهم الباكستانيين.
وشدد على أهمية الاستثمار في قطاع الطاقة، خاصة وأن دولة قطر تورد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال لبلاده والتي تلعب دورا كبيرا في الحد من نقص الطاقة الذي تواجهه باكستان، ومنوها أيضا بأهمية الاستثمار ليس فقط في قطاع الطاقة ولكن أيضا في قطاعات أخرى كالصناعة (الحديد والصلب) والبناء (مطارات وموانئ) والزراعة والأدوية والاتصالات والخدمات وغيرها من القطاعات التي تخدم الاستثمار المشترك.
وأشار إلى أن باكستان تتمتع ببيئة استثمارية جاذبة وبها العديد من الفرص فهي تضم أسواقا كبيرة ويتجاوز عدد سكانها 200 مليون نسمة، ولديها احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي وخام الحديد والنحاس والحجر الجيري والأراضي الزراعية.