خط بحري مباشر بين قطر والمغرب

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

كشف سعادة نبيل زنيبر سفير المغرب لدى الدولة عن تدشين خط بحري مباشر بين موانئ قطر والمغرب قريباً. وقال إنّ الخط المرتقب سوف يزيد من المبادلات التجارية بين البلدين ويرتقي بعلاقاتهما الاقتصادية إلى مستوى العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

جاء ذلك في حفل أقامه السفير المغربي بمقر السفارة بمناسبة اليوم الوطني للمغرب، والذي شهد حضوراً قطرياً كبيراً ورفيع المستوى، بحضور سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي، وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي، وزير البلدية والبيئة، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وعدد كبير من سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وأبناء الجالية المغربية في الدوحة.

وقال السفير زنيبر إن العلاقات القطرية المغربية التجارية شهدت تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث انتقلت من 73 مليون دولار سنة 2016 إلى 80 مليون دولار سنة 2017، وكان الميزان التجاري بين البلدين يعرف عجزاً لصالح دولة قطر الشقيقة بحوالي 20 مليون دولار سنة 2016 لينتقل إلى فائض خفيف لصالح المملكة المغربية سنة 2017 بحوالي 2.7 مليون دولار.

ونوّه إلى نجاح اجتماع اللجنة العليا القطرية المغربية المشتركة في مدينة الرباط مارس الماضي، بالتوقيع على عدد 11 اتفاقية لتعزيز التعاون في الصناعة والتعليم والإسكان والطيران المدني وغيرها من المجالات الحيوية، إضافة إلى قرارها بإنشاء خط ملاحي بحري مباشر بين موانئ البلدين.

بينها 11 اتفاقية بقطاعات حيوية
ملامح بارزة على تطور العلاقات القطرية المغربية

نوّه سفير المغرب لدى الدوحة بعدد من الملامح البارزة على قوة وتطور العلاقات القطرية المغربية، وأبرزها الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس إلى قطر نوفمبر الماضي، قائلاً: إنها جاءت تعبيراً عن عمق أواصر الأخوة والإرادة الصادقة في تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقال إنّ مدينة الرباط احتضنت خلال شهر مارس الماضي، أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة التي تأسست منذ سنة 1996، وبفضل الجهود المكثفة، تم توقيع 11 اتفاقية شملت ميادين الصناعة التقليدية، التربية والتعليم، الشباب، الإعلام، الصناعة، الفلاحة، الإسكان، الطيران المدني، الرقابة المالية، كما تم إنشاء لجنة وزارية تجارية مشتركة، وقررت إحداث خط ملاحي بحري مباشر بين موانئ البلدين.

وتابع: كما حظيت الفعاليات الكبرى بدولة قطر الشقيقة باهتمام كبير من المملكة المغربية، إذ حضرت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مراسم افتتاح مكتبة قطر الوطنية، هذه المكتبة التي تعتبر صرحاً جديداً يُضاف إلى الصروح المعرفية بدولة قطر الشقيقة، ومركزاً عالمياً متميزاً في مجال التعلم والبحوث والثقافة.

كما حضر وفد رفيع مراسم افتتاح ميناء حمد الدولي في سبتمبر الماضي، هذا الميناء الذي يعتبر من أهم الموانئ في الشرق الأوسط وبوابة مهمة للمبادلات التجارية القطرية مع مختلف دول العالم.
  

فرص واعدة للاستثمار في المغرب

قال السفير نبيل زنيبر إن المملكة المغربية حققت نجاحاً في المسيرة التنموية المستدامة ، كما عرفت استمراراً مبهراً في تطوير البنية التحتية، حيث شملت مشاريعها الكبرى المهيكلة جميع مناطق المملكة، وبدون استثناء.

ونوّه بأن استقرار السياسة الاقتصادية الليبيرالية للمملكة المغربية، يساهم في جعل المملكة فضاء مشجعاً للاستثمار. وتمكن اتفاقيات التبادل الحر الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والأردن وتونس ودول أخرى، زيادة على الاتفاقيات قيد المعالجة مع دولة كندا واتفاقية التبادل الحر الإفريقية، من الولوج إلى سوق من حوالي 2 مليار نسمة، توفر فرصاً تجارية واعدة لكل مستثمر على أرض المملكة المغربية.

وأكد أن المملكة المغربية منفتحة على المبادلات التجارية، حيث تتوفر على أكثر من 3500 كم من الشواطئ، وعدة موانئ منها ميناء طنجة المتوسطي الذي يعتبر أحدث ميناء، وأحد أكبر موانئ الفضاء المتوسطي، بمحور مضيق جبل طارق الذي تمرّ منه 20% من التجارة الدولية، ويرتبط بـ 169 ميناء بـ 68 دولة بالقارات الخمس، ما يرسخ دور المملكة المغربية في الفضاء المتوسطي، مثمناً صبغته كقطب أساسي للتبادل التجاري بين إفريقيا وأوروبا وبين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي. وكنقطة حيوية من التدفقات اللوجستية العالمية، لا تبعد عن أوروبا إلا بـ 13 كم، على الخطوط الرئيسية شرق – غرب وشمال- جنوب.

وأشار إلى أن المنطقة الحرة لطنجة بها وعاء عقاري من 30 مليون متر مربع، ما يجعل منها منصة للتنافسية الصناعية استقرت بها ما يقارب 800 شركة رائدة دولياً في مجال صناعة السيارات وصناعة الطائرات، الإلكترونيك، النسيج، منها المجموعة الأمريكية DELPHI ،الفرنسية RENAULT،الألمانية LEONI واليابانية YAZAKI. وأكد أن مناخ الاستثمار بالمملكة المغربية جيد وجذاب، حيث تستمر المملكة في تطوير استراتيجية ليبرالية لاستقطاب الاستثمار، بفضل الأمن والاستقرار وبصناديق تمويلية تحفيزية، وفقاً لرؤية الملك محمد السادس.

تعزيز التبادل التجاري بين البلدين

وعن التبادل التجاري، قال السفير زنيبر، عرفت العلاقات المغربية القطرية التجارية تطوراً ملحوظاً، حيث انتقلت من 73 مليون دولار سنة 2016 إلى 80 مليون دولار سنة 2017، وكان الميزان التجاري بين البلدين يعرف عجزاً لصالح دولة قطر الشقيقة (بحوالي 20 مليون دولار سنة 2016) لينتقل إلى فائض خفيف لصالح المملكة المغربية سنة 2017 (بحوالي 2.7 مليون دولار).

وأشار السفير المغربي إلى أن المنتدى الاقتصادي بين الفاعلين المغاربة والقطريين، الذي تم تنظيمه شهر فبراير الماضي، وشارك فيه بنجاح حوالي 30 من رؤساء شركات المقاولات والشركات الكبرى بالمملكة المغربية، أدى إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين. كما تم افتتاح تمثيلية “البنك المركزي الشعبي” بالدوحة في انتظار افتتاح تمثيلية بنك آخر وذلك لتقريب الخدمات البنكية المغربية من الجالية المغربية المقيمة بدولة قطر الشقيقة.

وأكد أن التعاون المصرفي بين البلدين، أثمر عن افتتاح البنك التشاركي “أمنية بنك” بالمملكة المغربية بشراكة بين البنك الدولي الإسلامي القطري والبنك العقاري والسياحي المغربي. وأعرب عن تطلع المملكة المغربية إلى الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين في إطار مشاريع شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف.
مسيرة قطر مصدر فخر واعتزاز للأمة

أعرب السفير المغربي نبيل زنيبر عن إعجابه الشديد بالمسيرة التنموية المستدامة التي حققتها دولة قطر، قائلاً: إنها تشرف الأمة العربية والإسلامية.

وأضاف “اليوم ازداد إعجابي بالنهضة التنموية الكبرى المستمرة والتي ترفع ملامح الدولة إلى مستوى مبهر وعالمي وفي نفس الوقت محافظ على أصالتها. وعبّر عن اعتزازه وفخره باستضافة دولة قطر لمونديال كرة القدم 2022، والذي بدون شك سيكون ناجحاً ومبهراً. وأن هذه التظاهرة العالمية، تُعتبر فعالية لكل العرب، كما ذكر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالعاصمة الروسية موسكو خلال مراسم تسلم سموه رسمياً لشارة تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 .

كما أعرب عن أمنياته لدولة قطر بمزيد من الرخاء والازدهار، وأن تعود اللحمة إلى العلاقات القطرية مع الأشقاء داخل مجلس التعاون الخليجي. وأشاد بالتعاون المثمر من جانب السلطات القطرية والتواصل الدائم من أجل تطوير العلاقات في جميع الميادين بين البلدين.

السابق
بحث أزمات المنطقة.. العطية يجري عدة لقاءات في واشنطن
التالي
دار قطرية لضحايا الإتجار بالبشر