عواصم – وكالات – بزنس كلاس:
أشارت بعض وسائل الإعلام أن الاستقبال “الحار” من قبل الرياض للزعيم الشيعي البارز في العراق مقتدى الصدر وما تلاه من قرارات سعودية تجعلها أقرب لبغداد من أي وقت مضى، إنما يأتيي في إطار خطة سعودية محكمة لضرب النفوذ الإيراني المهيمن في العراق و”تلقين” الدوحة درساً قاسياً لأنها اختارت تحدي الإرادة السعودية بعدم الرضوح لإملاءات الرياض. فقد قال خبير سياسي تركي إن السعودية قد تتحدى دور إيران في الشرق الأوسط لتوسيع نفوذها وزيادة الضغط على قطر.
النسخة الإنجليزية من “سبوتنيك” تحدثت مع لمناقشة التطورات المستقبلية المحتملة في الخليج.ووفقا لـ هاكان غونيس، وهو خبير سياسي في جامعة اسطنبول، فإنه من المرجح أن تحاول الرياض تغيير ميزان القوى في المنطقة، بما في ذلك اتخاذ مواقف إيران.
ومؤخراً قام الزعيم العراقي المؤيد مقتدى الصدر بزيارة نادرة للمملكة العربية السعودية التي اعتبرت جهدا آخر لإصلاح العلاقات المضطربة بين الرياض وبغداد. وفي شباط / فبراير، زار الجبير بغداد في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية سعودي إلى العراق منذ عام 1990. وقد شعرت السعودية بقلق إزاء التأثير الإيراني المتنامي في العراق وتسعى إلى تقييده. كما أدانت إيران الحصار المفروض على قطر من قبل الدول العربية الأربع وقدمت الدعم السياسي والاقتصادي للدوحة.
وقال الخبير “إن المملكة العربية السعودية تبحث عن توازن جديد في دبلوماسيتها، أحد السيناريوهات المحتملة هي أن المملكة العربية السعودية قد تحاول تحييد النفوذ الإيراني لتعليم قطر درساً، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في توازن القوى الإقليمي لصالح الرياض”.
وأشار الخبير إلى أن التوترات الحالية بين الرياض وطهران على مستوى عميق جداً ومتجذرة في نضالها الطويل من أجل السلطة في الشرق الأوسط.
ويضيف “الغرب ليس قلقاً بشأن هذا ولا يرى قيمة سياسية لهذا الاتجاه، لكن هذه المواجهة بين السعودية وإيران استمرت منذ ما يقرب من 40 عاما، وقد أنفقت أموالا كثيرة للفوز بمناطق نفوذ عبر العالم العربي”. وأشار إلى أن السعودية لديها أيضا خلافات مع تركيا، التي تدعم قطر منذ أول يوم لاندلاع الأزمة.
“من ناحية أخرى، فإن السعودية، من جهة، وتركيا وقطر، من ناحية أخرى، هناك خلافات حول عدد من القضايا، ومستوى التوتر الحالي بين الرياض والدوحة يؤدي إلى إعلان حرب متبادل، دون تدخل تركيا، التي تقف ضد السعودية”، لكنه استبعد هذا الاحتمال لأن وجود القوات التركية في قطر يعتبر رسالة بالغة الوضوح للرياض أن المواجهة العسكرية مع الدوحة سوف تعني إعلان الحرب على تركيا وعلى السعودية بالتالي تحمل نتائج أفعالها.
ووفقا للخبير، فإن وجود القوات التركية في قطر يخفف من خطر المواجهة العسكرية بين الرياض والدوحة.
وكان وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد اجتمعوا يوم الأحد الماضي في العاصمة المنامة المنامة لبحث الأزمة الدبلوماسية في الخليج.
وأعرب دبلوماسيون كبار عن استعدادهم لإجراء حوار مع قطر إذا ما أكدوا وقف دعم الإرهاب. كما ذكرت الدول العربية الأربع أن الإنذار الذي وجهته إلى قطر في وقت سابق لا يزال ساري المفعول.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الدعوات التي وجهتها الدوحة لتدويل الحج كانت “عدوانية وإعلان حرب ضد المملكة”.
ورداً على هذه المزاعم قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الدوحة لم تصدر مثل هذه الدعوة واتهمت الرياض بتسييس قضية الحج.
وفي بداية يونيو حزيران الماضي قطعت الدول العربية الأربع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة متهمة إياها بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية وفرضت حصاراً اقتصاديا على هذه الدولة الخليجية الصغيرة.
وأصدروا بعد ذلك إنذارا إلى قطر يتضمن 13 مطلباً، بما في ذلك طلبات قطع الدوحة جميع العلاقات مع طهران، وغلق قاعدة عسكرية تركية في قطر، وإغلاق قناة الجزيرة وإنهاء دعم جماعة الإخوان المسلمين.