ذكر تقرير أن الهبوط الملحوظ لأسعار النفط خلال شهر أبريل الماضي جاء بفعل 3 عوامل أثرت سلباً على معنويات السوق.
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% خلال الشهر الماضي، لتزيد خسائرها منذ بداية العام الحالي إلى نحو 9% تقريباً، رغم تفعيل اتفاقية لخفض الإنتاح بين منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ومنتجين من خارجها في يناير الماضي ولمدة 6 أشهر.
وهبط سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 0.2% ليصل إلى 49.45 دولار للبرميل في الساعة 12:09 مساءً بتوقيت جرينتش.
وأشار تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني، اليوم الثلاثاء، إلى أن ارتفاع مخزونات النفط تسبب في إرباك خطط أوبك الهادفة لخفض المعروض ودعم الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع الإنتاج الأمريكي، وترقب تطورات تمديد اتفاق خفض الإنتاج لمنظمة أوبك وبعض المنتجين المستقلين.
ارتفاع مخزون خام النفط العالمي
وأوضح التقرير أنه نظراً لتباطؤ وتيرة سحب المخزون العالمي، فإن مباحثات مد اتفاقية تخفيض الإنتاج في أعقاب انقضاء مدتها الأصلية البالغة ستة أشهر في يونيو قد اكتسبت زخماً شديداً.
وبلغت مخزونات خام النفط التجاري والبترول للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية –كمؤشر لمخزون خام النفط ومنتجاته على مستوى العالم- نحو 3.05 مليار برميل في فبراير الماضي، متخطية بذلك مستوى متوسط الخمس سنوات المستهدف من قبل الأوبك بأكثر من 300 مليون برميل.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، تراجع المخزون التجاري للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل 9.2 مليون برميل في فبراير، إلا أن تراجع المخزون كان من جانب المنتجات البترولية (الجازولين والمقطرات المتوسطة مثل الديزل) أكثر مما كان على صعيد النفط الخام، بالإضافة إلى أن ذلك التراجع لم يكن نابعاً من الولايات المتحدة بصفة رئيسية.
وذكر التقرير أن المخزون ارتفع بالفعل في الولايات المتحدة خلال شهري فبراير ومارس، قبل أن يتراجع على مدى ثلاثة أسابيع متتالية في أبريل.
التطورات التنموية لقطاع النفط الأمريكي
يرى تقرير بنك الكويت الوطني أن التطورات المتعلقة بقطاع النفط الأمريكي تضع ضغوطاً شديدة على أسواق النفط، مع الترقب المستمر لبيانات عدد منصات الحفر، ومخزون النفط، والمعدلات الإنتاجية للتنقيب.
ويشير التقرير إلى أن منظمة أوبك اكتشفت أنه على الرغم من الجهود المثلى التي تبذلها من أجل تعزيز فرض موقف قوي على الساحة مع التحركات والإشارات المستمرة إلى تمديد اتفاقية تخفيض الإنتاج، فإن الأسعار كانت تحت رحمة الإشارات السلبية الصادرة عن الولايات المتحدة.
وأدى تضاعف عدد منصات الحفر النفطية منذ الصيف الماضي في الولايات المتحدة إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام الأمريكي بواقع 837 ألف برميل يومياً، أو بمعدل ارتفاع بلغ 10%، ليصل إلى 9.27 مليون برميل يومياً.
تمديد اتفاق خفض الإنتاج
في حال قام منتجو النفط من الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة أوبك بتمديد اتفاقية تخفيض الإنتاج فيما بعد شهر يونيو، كما يبدو مرجحاً، فإنه وفقاً لمعظم التقديرات سينخفض المعروض النفطي ويتراجع المخزون سريعاً، بحسب التقرير.
ويوضح التقرير أنه بافتراض أن منظمة أوبك حافظت على معدل الالتزام الحالي بخفض الإنتاج بنسبة 100% خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وقامت بتمديد اتفاقية تخفيض الإنتاج في النصف الثاني من العام، فمن الممكن حينئذ سحب 300 مليون برميل من المخزون النفطي التي تسعى المجموعة إلى تحقيقها قبل نهاية الربع الأخير من العام 2017.
كما تنطوي تلك الفرضية أيضاً على ألا يكون نمو الطلب العالمي على النفط مخيباً للآمال، وألا يتسارع نمو المعروض النفطي من جانب الدول غير الأعضاء بمنظمة أوبك بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً.
أمَّا على صعيد الطلب، فتتوقع منظمة الطاقة الدولية ارتفاع معدل النمو من 1.1 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال الربع الأول من العام 2017 إلى 1.4 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من العام 2017.
وفيما يتعلق بالمعروض، فتتوقع الوكالة أن يرتفع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 0.8 مليون برميل يومياً في المتوسط بالنصف الثاني من العام 2017.