خبراء عقاريون: تركيا والبلقان تحتضنان استثمارات القطريين العقارية بعد الحصار

استبعدوا عودة الاستثمارات القطرية إلى دول الحصار..
إبراهيم الزراع: المستثمر القطري أدار ظهره لدول الحصار
سالم الدوسري: 40% نسبة الزيادة في الاستثمار العقاري بتركيا
د. ميسر صديق: إقبال كبير على الاستثمار العقاري في جورجيا وتركيا والبوسنة
عمرو الأبوز: زيادة الاهتمام بالمعروض العقاري في الداخل بعد الحصار

أكد خبراء عقاريون للشرق أن الأزمة الخليجية احدثت شرخا في نفوس المستثمرين القطريين، يصعب تجاوزه بسهولة، وعليه يتوقعون خروج الاموال القطرية المستثمرة في عقارات دول الحصار بأسرع فرصة سواء عن طريق تسوية المحكمة الدولية او بالتوجه الفردي للبيع والتخلص من العقار طالما ان المستثمر لا يتمتع بأي حقوق تمكنه من الوقوف على املاكه والتصرف فيها كيفما يشاء.

وقالوا ان تركيا استطاعت ان تستأثر بالاستثمارات العقارية الموجهة للعقار بما تتميز به من مزايا عديدة تتعلق بالقوانين والاستقرار السياسي والامن فضلا عن الطبيعة والمناخ المناسب.

 وفيما يلي حصيلة آرائهم حول توقعاتهم لمستقبل الاستثمار العقاري للقطريين:
بداية اكد ابراهيم ثاني الزراع -مستثمر في المجال العقاري- ان المستثمر القطري ادار ظهره لدول الحصار منذ الازمة الخليجية التي ادخلت الخلافات السياسية في الامور الاقتصادية واضرت بالمستثمرين، وتسببت لهم في خسائر كبيرة مشيرا في هذا الصدد الى آلاف القطريين الذين تملكوا عقارات في السعودية والامارات والبحرين ولا يستطيعون الوصول الى عقاراتهم طوال عام كامل، معربا عن اعتقاده بأن المستثمر لابد ان يأخذ خط رجعة تجاه دول الحصار حتى لو تمت تسوية الازمة وعادت المياه الى مجاريها الا في وجود ضمانات مسنودة بقوانين لا تتأثر بالتقلبات السياسية، وحتى في وجود ضمانات لا اتوقع ان يرجع التدفق الاستثماري في المجال العقاري بوجه خاص الى سابق عهده.

واكد ان الاستثمارات بحاجة الى ضمانات ولا ينفع بعد تجربة الحصار الوثوق في الجوار او صلة الدم، ما لم تكن هناك قوانين حقيقية ضامنة للاستثمارات، مشيرا الى ان الازمة الخليجية فتحت الباب على مصراعيه للاستثمار العقاري في دول تتمتع بمميزات افضل سواء في الجوانب القانونية او المميزات الاخرى التي تتعلق بموقع العقار ومواصفاته كما هو الحال في تركيا التي جذبت ما بين 80 و90 % من استثمارات القطريين وهي دولة تتمتع بالامان والطبيعة الخلابة فضلا عن الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، ما جعلها ملاذا آمنا للقطريين الراغبين في الاستثمار العقاري في الخارج، وتأتي في مرتبة ثانية جورجيا والبوسنة.

 شرخ كبير
واستبعد سالم الدوسري المثمن العقاري امام المحاكم والشركات الاجنبية ان تعود الاستثمارات القطرية في المجال العقاري الى دول الحصار مرة اخرى حتى لو تمت تسوية الازمة، لأن الشرخ النفسي الذي حدث للقطريين بالاضافة الى ما تكبدوه من خسائر كبيرة يتطلب وقتا حتى يتعافوا منه تماما، وتوقع ألا يكون ذلك قبل مرور مابين 5 و8 سنوات .

واكد الدوسري ان الاستثمار العقاري في تركيا حقق نسبا عالية في الاشهر القليلة الماضية ووصل الى اكثر من 40 % وذلك لتمتع تركيا بمميزات سياحية جاذبة وعروض عقارات كثيرة، فضلا عن ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منح القطريين خصم 20 % على مشترياتهم في تركيا الامر الذي شجع الكثير من القطريين على التملك العقاري في تركيا، وفي المرتبة الثانية سلطنة عمان وتليها دول البلقان.

وحول ما اذا كان للأزمة الخليجية اي تأثير على زيادة مبيعات العقارات في الداخل قال: الاقبال لا يتجاوز ما بين 8 و12 % وانا اتحدث من واقع احصاءات وتجربة عملية، والسبب هو ان الكثيرين قد يرون ان هناك ارتفاعا في اسعار عقارات الداخل مقارنة مع العقارات في الخارج.

خبرات جيدة
من جانبه يرى د. ميسر صديق -مدير عام شركة تسويق عقاري- ان المستثمرين  القطريين لديهم خبرات جيدة في الاستثمار العقاري، ولديهم ميل لاستكشاف الفرص الاستثمارية في دول جديدة غير التي ألفوها، لذلك حدث تدفق كبير على الاستثمار العقاري في جورجيا وتركيا والبوسنة، في السنوات الاخيرة، يتوقع ان يزيد بعد مواجهة المستثمرين القطريين مشاكل في الاستثمار العقاري في دول الحصار، حيث ان ملاك العقارات لا يستطيعون الوصول الى عقاراتهم بحكم الاجراءات التي منعت دخول القطريين الى السعودية والامارات والبحرين.

واكد د. صديق ان وجهات القطريين السابقة في الاستثمار العقاري بأوروبا وبوجه خاص بريطانيا لم تتأثر بالحصار، ولا تزال مستمرة نظرا لمميزات الاستثمار العقاري في هذه الدول .

 التملك في الخارج
واكد عمرو الأبوز – مدير عام شركة تسويق عقاري- ان القطريين يتميزون بأنهم من الشعوب التي تهتم بالتملك العقاري في الخارج اكثر من غيرهم الامر الذي اكسبهم مهارة فائقة في الاستثمار العقاري مؤكدا ان الحصار الجائر المفروض على الدولة لم يحد من استثمارات القطريين العقارية في الخارج بوجه عام ولكننا لاحظنا زيادة اهتمام بالمعروض العقاري في الداخل سواء في لوسيل او اللؤلؤة، وذلك واضح من خلال تتبع الاحصاءات العقارية الصادرة عن الجهات المختصة في الدولة وبوجه خاص في شهري اغسطس وسبتمبر 2017، ما يعني ان الحصار وما افرزه من عدم تمكن الملاك العقاريين من تفقد عقاراتهم في دول الحصار جعلهم يميلون للاستثمار العقاري في الداخل .

خبرات سابقة
واوضح ان المستثمرين القطريين الذين يملكون خبرات سابقة في التملك العقاري في الخارج واصلوا نشاطهم دون تأثر بالحصار، سواء في اوروبا او الولايات المتحدة الامريكية، وبالتالي فإن الحصار لم يزد وتيرة شراء القطريين للعقارات في الخارج وهذا ما نلحظه كشركات تعمل في مجال تسويق عقارات في الخارج، ويمكننا القول ان وتيرة التملك العقاري لم تتأثر بأي دوافع سياسية، كما ان الاستثمار العقاري في العادة يكون مبنيا على العائد على الاستثمار، لذلك حافظ المستثمرون القطريون على توجههم لاسواق اوروبا وامريكا حيث ان معدلات نمو العقارات مستقرة في هذه الدول كما ان قوانين التملك العقاري ثابتة ولا تخضع للاهواء السياسية، فضلا عن تمتع هذه الدول باستقرار سياسي، ونسب نمو اقتصادي مستقرة ولا تتأثر بالتقلبات.

واشار الى ان الكثير من المستثمرين القطريين اصبحوا يتوجهون في السنوات الاخيرة الى اسواق عقارية جديدة نوعا ما مثل المغرب، تركيا، والبوسنة، ولكن مع تجربة المستثمرين لهذه الدول لم تحدث زيادة ملحوظة في الاستثمارات لأن بعض الاستثمارات لا تحقق العوائد المأمولة في تركيا حيث الطلب اقل من المعروض وبالتالي فإن الاستثمار العقاري في هذه الدول قد لا يكون مجديا مقارنة بدول اخرى العائد على الاستثمار فيها يصل إلى ما بين 10 و15 % الا اذا كان الغرض من شراء العقار السياحة وليس الاستثمار، مشيرا الى ان جورجيا جذبت الكثيرين لأنها تمنح 20 % عائدا على رأس المال، وبالتالي فإن الكثير من القطريين توجهوا الى جورجيا التي تتمتع بمعدلات عالية من الامن والشفافية فوجدوا في جورجيا ملاذا آمنا لاستثماراتهم بعيدا عن النزاعات الدائرة في المنطقة.

السابق
غداً .. قطر تشهد أطول نهار خلال عام 2018
التالي
3970 استمارة قطع شمل أسرة قطرية أمام محكمة العدل الدولية