شهدت السوق القطرية للعقارات خلال 2016 حركة نزوح للأموال والاستثمارات المادية من قطاع العقارات إلى توظيفها في أسواق المال لاسيما بورصة قطر. وقال خبراء ومستثمرون عقاريون إن الركود الذي شهده القطاع العقاري خلال العام 2016، تسبب في هجرة السيولة من هذا القطاع خلال تلك الفترة، لافتين إلى أن عودة البورصة إلى مسارها الصاعد خلال المرحلة الحالية سوف يتسبب في جذب مزيد من السيولة إلى قطاع الأسهم.
وأشار الخبراء إلى أنه في ظل الوضع الحالي لقطاع الأسهم، والتوقعات بتحقيقه مسارا مغايرا نحو الصعود يختلف عن مساره الهابط الذي اتسم به طوال الفترات الماضية، فإنه من الطبيعي أن تتحول السيولة من القطاعات الأخرى ومنها القطاع العقاري بالطبع نحو قطاع الأسهم.
وقال الخبير العقاري أحمد العروقي إن تحول بعض المستثمرين من سوق العقار إلى قطاع الأسهم، يأتي في ظل حالة الركود التي تعاني منها سوق العقارات، والتي قد تدفع بعض المستثمرين إلى تسييل جزء من محافظهم العقارية، وإعادة ضخها في سوق الأسهم تفاؤلا بحالة الارتفاع الملحوظ للسوق، من حيث القيمة والكمية لحركة التداول، لافتا إلى أن موجة الركود في القطاع العقاري لم تتغير منذ فترة وما زالت على نفس الوضع منذ ما يقرب من عام.
خروج
وأضاف أن خروج المستثمرين من السوق العقارية والدخول في سوق الأسهم يعد أمرا إيجابيا، وذلك نظرا لما تعانيه السوق العقارية من ركود نسبي في الوقت الحالي، مشيراً إلى إن ارتفاع البورصة حاليا، من شأنه أن يسهم بشكل واضح في سحب جزء لابأس به من السوق العقارية، وذلك نظرا لأن الاستثمار في قطاع الأسهم في الفترة الحالية من الممكن أن يخلق فرصا أكبر من القطاع العقاري.
وأوضح العروقي أن نقص السيولة وانخفاض الطلب على العقارات خلال الفترات الماضية، كانت من أهم الأسباب التي أثرت بشكل سلبي على سوق العقارات، بالإضافة إلى تأثرها بما يتعرض له الاقتصاد العالمي نتيجة لتراجع أسعار النفط.
واعتبر العروقي أنه رغم تحول بعض المستثمرين باستثماراتهم، من سوق العقارات إلى سوق الأسهم، إلا أن السوق العقارية سرعان ما يعود إليها بريقها الاستثماري، مشيراً إلى أن حالة الركود التي يمر بها قطاع العقارات حاليا، ما هي إلا مرحلة مؤقتة فقط، خاصة أن المشاريع التي يتم تنفذها حاليا تعزز من فرص انتعاش السوق العقارية مرة أخرى وعودتها إلى مكانها الطبيعي كإحدى أهم القنوات الاستثمارية في الدولة.
من جانبه قال المستثمر ناصر النعيمي إن الأسبوع الماضي شهد تدفق سيولة جيدة للأسهم، ساعدها على تسجيل مكاسب قياسية ، حيث ارتفعت معظم الأسهم بشكل لافت.
توقعات
وأوضح النعيمي أنه في ظل الوضع الحالي لقطاع الأسهم، والتوقعات بتحقيقه مسارا مغايرا نحو الصعود يختلف عن مساره الهابط الذي اتسم به طوال الفترات الماضية، فإنه من الطبيعي أن تتحول السيولة من القطاعات الأخرى ومنها القطاع العقاري بالطبع نحو قطاع الأسهم.
ونصح النعيمي المستثمرين بضرورة تنويع استثماراتهم وعدم وضعها في سلة واحدة، حتى لا تكون عرضة لأي مخاطر قد يشهدها قطاع بعينه إذا ما شهد هذا القطاع أي حالة من الركود.