خبراء: الجراحات المنظارية أفضل الطرق في جراحات السمنة

وكالات – بزنس كلاس:

قال الدكتور محمد خريس استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي والمنظار وجراحة السمنة بالأردن، إن أفضل الطرق في جراحات السمنة، هي الجراحات المنظارية حالياً، وهي تعتبر نعمة كبيرة، وأضاف: تخيل أن شخص وزنه 250 كيلو نفتح بطنه ما الذي سيغلقها بعد ذلك، وسيمكث شهرا في المستشفى دون أن يستطيع الحركة، لكن عمليات المنظار عبارة عن فتحات صغيرة ويخرج في اليوم التالي من المستشفى.
وحول مميزات وسلبيات كل واحدة من عمليات إنقاص الوزن، قال د. خريس: بالنسبة للبالون على سبيل المثال يساهم في إنقاص الوزن من 10 إلى 15 كيلو خلال مدة 6 أشهر، ومن ثم يجب إزالته ويعود الوزن كما كان وممكن أكثر، مبيناً أنهم لا ينصحون به الآن إلا في حالات محددة، وهي حالات وجود أوزان لا يستطيع الطبيب تخدير المريض خلالها، عندئذ يقوم الطبيب بوضع البالون للمريض، ضارباً المثل بقصة مريض كان وزنه 300 كيلوغرام، وضعوا له بالونا.. نزل وزنه 40 كيلوغراما، وبالتالي أصبحت لديهم فرصة التخدير أسهل بكثير مما كان عليه وزنه السابق، وبشكل عام هذه ليست طريقة فعالة نهائياً.. وهذه العملية غير جراحية ومدتها من 20- 25 دقيقة نقوم خلالها بإنزال البالون إلى المعدة عن طريق الفم بالمنظار، يملأ بسائل وينفخ البالون في المعدة، ويأخذ حيزا من المعدة وبالتالي يخفف كمية الطعام في الوجبة ويساعد على إنقاص الوزن، من 10 إلى 15 كيلوغراما فقط خلال ستة أشهر ويزال البالون من المعدة بعد ستة أشهر من وضعه.
ربط المعدة
وبخصوص عمليات ربط المعدة أشار إلى أنها كانت منتشرة كثيرا في نهاية التسعينيات وبداية الألفينات، لكن وعلى المدى البعيد بدأت مشاكلها بالظهور، أبرزها أن المريض يجري العملية ولا يتصل بالطبيب ليساعده (على تخفيف الوزن من حيث شدها وترخيتها) لذلك يمل المريض وبالتالي لا يراجع طبيبه ويقول: «إنني عملت العملية وفشلت».. الأمر الآخر يبقى جسم غريب عن جسم الإنسان.. وقد يحدث التهابا أو تلفا أو يعمل التصاقات داخلية، وعندئذ يجب أن يزال، فهي من الطرق التي قل مستواها عالمياً كعمليات لإزالة السمنة.
وأوضح أن عملية ربط المعدة «عملية جراحية» والتخدير فيها كامل ومدتها من 30 إلى 35 دقيقة، يقوم الجراح بوضع حلقة على الجزء الأعلى من المعدة وبالتالي يصغر حجم المعدة التي يتسع فيها الطعام مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام في الوجبة الواحدة وبالتالي يساعد على إنقاص الوزن، «10» كيلوغرامات كل شهر وصولا إلى الوزن المثالي طالما قام المريض بالمتابعة مع الطبيب وتضييق الحلقة كل أربعة وستة أسابيع، وليس هناك من داع لإزالة الحلقة بعد الوصول إلى الوزن المثالي، إلا اذا كان المريض يستطيع التحكم بكمية الطعام من غير الحلقة.
قص المعدة
وقال د. خريس أما بالنسبة لعملية قص المعدة بالمنظار فهي جراحية والتخدير فيها كامل ومدتها من 45 – 60 دقيقة، يقوم الجراح بقص جزء من المعدة (الجزء المسؤول عن افراز هرمون الشهية وتخزين الطعام) واستئصاله خارج الجسم مما يؤدي إلى تصغير حجم المعدة والتقليل من الشهية، وهذه العمليات تساعد في إنقاص الوزن من 8 – 10 كيلوغرامات في الشهر والوصول إلى الوزن المثالي بعد سنة من العملية تقريبا، وهذا الإجراء غير رجعي وغير قابل للتعديل.
تحويل المسار
وتطرق د. خريس إلى عمليات تحويل المسار، قائلاً: أنصح بها في حالات الإعادة في عمليات القص أو التكميم، فأي وزن أصبحت حالته بحاجة لعملية أخرى نحوله إلى عملية تحويل المسار ويكون وزنه مثلا 250 كيلو نعمل على إفقاده من وزنه 60 كيلو لتكون العملية أسهل تقنياً وفعالة بدون أن يأخذ وقتا طويلا وهو مخدر نعمل له «تكميما» فإذا نزل وزنه 100 كيلوغرام على التكميم فيكون شيئا جيدا عندئذ نستطيع في مرحلة ثانية تحويل المسار.
وعملية تحويل المسار هي «عملية جراحية» والتخدير فيها كامل ومدتها نحو ساعة ونصف الساعة، يقوم الطبيب خلالها بتغيير مسار الأمعاء الدقيقة مما يمنع امتصاص الطعام وبالتالي يساعد في إنقاص الوزن بشكل كبير وملحوظ، وتساعد المريض على انقاص ما يقارب 10 كغم في الشهر والوصول إلى الوزن المثالي بعد نحو سنة من العملية تقريبا، وهنا يجب ملاحظة ان العملية قد تسبب إسهالا بسبب سوء امتصاص منقب الأمعاء ويجب على المريض الاستمرار على الفيتامينات والمكملات الغذائية لمدة طويلة لتعويض الجسم بالعناصر الغذائية التي قد تفقد، وقد يستمر بتناول الفيتامينات طوال العمر.
الأكثر انتشارا
وقال: العملية الأكثر انتشارا على مستوى العالم هي عملية التكميم، بالإضافة إلى العمليات الأخرى التي شهدت تطورات كبيرة خلال المرحلة الأخيرة، وهي عمليات الإعادة التي تعمل بعد العملية الأولى للسمنة التي لم يستفد منها المريض أو حدثت له مضاعفات، وبدأ يعود وزنه إلى ما كان عليه، لذلك كان لا بد لنا أن نحضر أنفسنا لعمليات الإعادة التي باتت تستخدم فيها أجهزة حديثة لم تكن متوفرة في السابق، حيث تم الآن اكتشاف أجهزة حديثة ومتخصصة في فك الالتصاقات واستخدام نوع من أنواع الليزر التي تسهل هذه العمليات مهما كان نوع الالتصاقات الموجودة، حتى عمليات فتح البطن من الأعلى للأسفل أصبحت تتم عن طريق المنظار، وهذا دليل على تطور الأجهزة الطبية المستخدمة في العلاج.
الكبسولة الذكية
وأشار د. خريس إلى استخدام الكبسولة الذكية كذلك لإنقاص الوزن الزايد في حدود من 10 إلى 15 كيلو، وهي عبارة عن كبسولة يبتلعها المريض يتم نفخها داخل المعدة وتذوب لحالها بعد فترة من 6 إلى 7 أشهر، أحياناً نستخدمها في مرحلة مؤقتة لبعض الحالات حتى نستطيع تخفيف وزنها لإجراء عملية التكميم أو عملية تحويل مسار أو عملية المنظار.
وفيما يخص العلميات التي يتعرض لها سكان منطقة الخليج تحديداً، قال د. خريس: أن معظمهم يكون قد قام بإجراء عملية سابقة مثل عملية ربط معدة وفشلت، أو عملية تحويل مسار وفشلت، وبعض العمليات ليست فاشلة ولكن يكون وزنهم قد نزل زيادة عن اللزوم، خاصةً في عمليات تحويل الإمعاء الدقيقة وتحويل المسار كونها معقدة قليلاً.
حبوب التخسيس
وأوضح أن بعض حبوب تخسيس الوزن ممكن أن تقوم بإنزال الوزن إلى حدود 10 كيلو، ولكن لها أعراض جانبية على المدى البعيد، وكذلك بعد إيقافها يعود الوزن إلى ما كان عليه في السابق، موضحاً أن معظم الأدوية التي تستخدم لها تأثيرات جانية على الكبد والكلى، وبالتالي نحن ننصح بعدم استخدامها، إلا بإشراف طبيب متخصص.
الآثار الجانبية
وحول الآثار الجانبية الناتجة عن جراحة السمنة، أوضح د. خريس: بشكل عام أن بعض الآثار لها علاقة بنقص الفيتامينات مثلاً والترهلات وتساقط الشعر بالنسبة للسيدات، بالإضافة إلى أن بعضهم يصبح لديهم نقص في البروتينات ونقص في المناعة كذلك، خاصةً في عمليات تحويل المسار الطويل، لكن عمليات التكميم ليست فيها مضاعفات على المدى البعيد، لكن على المدى القريب فيها مضاعفات لها علاقة بنزول الوزن السريع ونقص فيتامينات معينة وترهلات بسيطة، وللاحتياط بعد هذه العمليات يجب نعطي المريض الفيتامينات المناسبة، مبيناً بأنه هناك تطورا كبيرا بالنسبة للأجهزة المستخدمة في عمليات التكميم لذلك تلاشت معظم المضاعفات الأخرى التي كانت موجودة قبل 10 سنوات مثلاً.

السابق
مجلس الوزراء: إعداد مشروع قانون جديد للوقف
التالي
شك في رواية وفاتها.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نجوى قاسم