خاشقجي: الاعتقالات الأخيرة بالسعودية دليل تأزم النظام

وكالات – بزنس كلاس:

انتقد الصحفي السعودي جمال خاشقجي حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات السعودية مؤخرا ضد مجموعة من الناشطين والصحفيين في المملكة في مقدمتهم لجين الهذلول. وشن هجوما لاذعا على السياسة السعودية المتمثلة بالهجوم الشرس من قبل كتاب مقربين من النظام على تركيا وماليزيا،

واعتبر «خاشقجي» المقيم في المنفي في مقال نشره في صحيفة «واشنطن بوست» أن الاعتقالات تسلط الضوء على أكبر مأزق يواجه السعوديين وهو أن عليهم التخلي تماما عن حريتهم السياسية وحقهم في إبداء الرأي مقابل الحصول على بعض الحقوق الاجتماعية، كما أشار في مقاله إلى أن فرص الإصلاح السياسي والحريات الشخصية في السعودية صارت تتضاءل يوما بعد يوم.

وقال خاشقجى في مقاله: (من العجيب رؤية رموز الإصلاح، الذين بلغوا 60 و70 عاما من العمر، يوصفون بالخونة على الصفحات الأولى من الصحف السعودية. وقد تم اعتقال النساء والرجال الذين دافعوا عن نفس الحريات الاجتماعية التي يقدمها النظام الآن. ولقد صدمت حملة القمع حتى المدافعين الأكثر قوة عن الحكومة.

واضاف توضح الاعتقالات المأزق الذي يواجه جميع السعوديين. ونحن مطالبون بالتخلي عن أي أمل في الحرية السياسية، والاحتفاظ بالهدوء بشأن الاعتقالات وحظر السفر، الذي لا يؤثر فقط على المنتقدين بل أيضا على عائلاتهم. وينبغي أن نثني بقوة على الإصلاحات الاجتماعية ونثني على الحكم، مع تجنب أي إشارة إلى السعوديين الأوائل الذين تجرأوا على معالجة هذه القضايا منذ عقود. وقال (كانت اعتقالات الأسبوع الماضي ببساطة تتعلق بالتحكم في السرد. والرسالة واضحة للجميع؛ حيث يجب أن يكون النشاط والدعوة للإصلاح من داخل الحكومة، ولن يسمح بأي صوت مستقل أو رأي مضاد. ويجب على الجميع الالتزام بالخط الحكومي.

وطرح خاشقجى عدة تساؤلات (فهل هناك طريق آخر يمكن أن نسلكه؟ هل يجب على السعوديين الاختيار بين دور السينما وحقوقهم كمواطنين للتحدث بصوت عال، سواء في دعم أو انتقاد أفعال الحكومة؟ هل كل دور السعوديين هو الاحتفاء بقرارات القائد الفذ ورؤيته المستقبلية، في مقابل الحق في العيش والسفر بحرية لأنفسهم ولزوجاتهم وأزواجهم وأطفالهم أيضا؟

وهل يجب أن نقبل، مع الامتنان، بالإصلاحات الاجتماعية التي طالبنا بها منذ فترة طويلة، مع التزام الصمت بشأن مسائل أخرى، بدءا من المستنقع اليمني، والإصلاحات الاقتصادية المنفذة على عجل، وحصار قطر، والمناقشات حول التحالف مع (إسرائيل) لمواجهة إيران، وسجن العشرات من المثقفين ورجال الدين السعوديين؟

الى ذلك شن خاشقجي هجوما لاذعا وحادا على السياسة السعودية المتمثلة بالهجوم الشرس من قبل كتاب وإعلاميين سعوديين مقربين من النظام على تركيا وماليزيا، مؤكدا بأن من الحماقة أن يتخانق النظام يمينه ويساره. وقال “خاشقجي” في تدوينة له عبر“تويتر” رصدتها “وطن” متسائلا:” ما تفسير الحملة المنظمة على تركيا التي يشارك فيها كتاب وصحفيون وليس مجرد معرفات وهمية؟ ما الفائدة منها؟ حتى النظام الإيراني لا يتعرض لهكذا حملة؟ —— ماليزيا ايضا بدأ ينالها من الحب جانبا!! — — الحكيم من يُكثِر أصدقاءه ويحيد اعداءه، والأحمق من يتخانق يمنة ويسرى.”

يشار إلى أن العديد من الكتاب والصحف السعودية، المقربة من دوائر صنع القرار، دأبت على مهاجمة الحكومة التركية خلال السنوات الماضية، وزادت عليها الحكومة الماليزية بعد فوز مهاتير محمد بالانتخابات قبل أسابيع. وكان آخر هذه الهجمات من قبل الكاتب الصحفي المقرب من الديوان الملكي صالح الفهيد.

السابق
القضاء البريطاني: قطر لم تمول بنك باركليز
التالي
خدمة مصرفية.. تحديث منصة بنك الدوحة الإلكترونية