إنه الأزرق، اللون الموجود بكثرة في الطبيعة. هو لون المبدعين، يرمز إلى الحرية، ويمنح الشعور بالامتلاء والانسجام مع البيئة المحيطة بنا. يكفي أنه لون السماء والبحر، والذي يجعل نفوسنا مفعمة بالتفاؤل والأمل والسلام.
ومن حيث لا ندري، فالأزرق منتشر في كل مكان من حولنا، إضافة إلى أنه رمز الإخلاص والحكمة والعدل والإيمان. ينصح الكثير من مصمّمي الديكور بلمسة الأزرق في بيوتنا، ولا سيّما إذا كنا نرغب في أن تبدو رحبة كما البحر.
فالأزرق بكل تدرّجاته يضفي أجواء مريحة، ويسمح لنا بالهروب بعد يوم عمل طويل من عالم مشحون بالتوتر.
وتدرّجات الأزرق عديدة ترضي مختلف الأذواق وتليق بالتصاميم الداخلية، بدءًا من الأزرق السماوي والبحري والفيروزي والأزرق الضارب الى الرمادي والنيلي واللازوردي، وصولاً إلى الأزرق البترولي…
يعتبر جمع الأزرق مع الأبيض، مبدأً كلاسيكيًا في عالم الديكور المنزلي، ويستخدم على نطاق واسع في مجال الفنون الزخرفية. فيما دمجه مع البيج والعاجي هو تماهٍ مع الطبيعة. وتضفي أقمشة الأثاث المطبّعة بالأشكال الهندسية أو المخططة أو المنقّشة بالورود، الكثير من الحيوية والمزاج العصري.
تتميّز المنازل الحديثة بالمساحات المفتوحة بين صالون الضيوف وغرفة الطعام مع حد أدنى من الجدران، فيما المساحة تبدو غير محددة، وفضاؤها مفتوحًا، مما قد يسبب حيرة في اختيار التصاميم والألوان المناسبة، وبالتالي يمنح الصالون وغرفة الطعام مشهدًا منسجمًا متكاملاً.
صالون يدمج بين الحداثة وعصر النهضة… والأزرق سيّدهما
يدمج هذا الصالون بين نمطي الحداثة والقرن التاسع عشر في الديكور الداخلي، حيث زُيّنت جدران الصالون بورق جدران بطبعات الزهور، التي كانت تزين قصور النبلاء في عصر النهضة، وقد تدرّجت فيه ألوان السماء من الأبيض والأزرق الفاتح والرمادي، والموشّى بالنيلي، فيما اللوحتان تظهر فيهما سيدتان نبيلتان بألوان عاجية موشّاة بالقليل من الأزرق، وخلفيتهما سوداء وإطارهما ذهبي… إنها لعبة الألوان التي يعتمدها مهندسو الديكور حين يستعملون الأزرق، ليحققوا المزاج الملكي الذي يرمز إليه اللون.
فيما مُزج اللونان الأبيض والأزرق في الكنبة الكبيرة العصرية، وجاءت قاعدتها بالأزرق النيلي، وأُضيفت إليها وسادات بيضاء وثيرة، مما يمنح شعورًا بالاسترخاء.
في مقابلها كنبة صغيرة، بتصميم كان رائجًا في نهاية ستينيات القرن الماضي، قماشها مخطط بالأبيض والأزرق، وكذلك السجادة. يلاحظ هنا أن الأبيض يبدو عتيقًا وضاربًا إلى الرمادي، مما يوقظ الشعور بالنوستالجيا.
فيما يلاحظ الدمج بين الحداثة والكلاسيكية في مائدة الطعام، حيث الطاولة عصرية جدًا، فيما الكراسي جاءت على نمط لويس فيليب الذي كان رائجًا في فرنسا في القرن التاسع عشر، ممّا يعكس نمط الحياة البورجوازية في ذلك الزمن.
الأكسسوارات
الخزفيات بالأزرق من الأكسسوارات الأساسية التي تمنح المكان، تفصيلاً مترفاً، مهما كان لون قطع الأثاث، وقد يجلب الحظ السعيد كما كان يعتقد الفراعنة، فيما يرى الكثيرون أن الأزرق يبعد الحسد، فهو لون الأمل والتفاؤل.
عصرية بكل تفاصيلها
طبعات الزهور والأشكال الهندسية والخطوط استراحت على الأثاث العصري. في الصالونين، دُمج اللون الأزرق بتدرّجاته النيلي والسماوي والفيروزي بالعاجي والرمادي، وهو تزاوج مثالي كما نجده في الطبيعة، كما اخترق الأصفر الكنبة الكبيرة في الصالون الأوّل، وهذا المزيج هو الرائد! إنها رياح الديكور الاسكندنافي، سيادة الأزرق وتدرجاته في الديكور، فيما يستعمل الأصفر في الأكسسوارات مثل المصابيح والزهريات أو الوسائد، لأنهما في الواقع من الألوان القوية التي يستحيل دمجها في منزلك في المستوى نفسه.
أما الستائر فقد اتخذت لونًا محايدًا مثل الأبيض، وطُليت الجدران بالأبيض الغاردينيا، فيما تميزت السجادة بلونها الرمادي المطعّم بالأبيض. وفي الصالون الثاني توزعت كنبات عصرية جمعت الأزرقين، السماوي والبحري، وقد تخللهما العاجي.
الطاولات الصغيرة بدت مروحة من الأزرق يستريح عليها لوح زجاجي، مما يعكس مظهر الماء البلوري. الأزرق السماوي لون منعش يعكس الضوء بشكل جيد، ويمكن مزاوجته مع الأبيض والبيج للبقاء في الضوء، ولكنه قد يتفق أيضًا مع الألوان الداكنة مثل البنفسجي، كما هو الحال في غرفة الطعام التي جاءت على نمط «الآرت ديزاين» الرائج في الكراسي… وسطح الطاولة باللون البنفسجي المعتّق، بدا منسجمًا مع أزرق الصالون، وبالطبع حضر الأصفر في باقة الزهر والزهرية التي تحضنها، أما الشمعدان فمن الفضة، مما يريح النظر ويمنح شعورًا بمساحة رحبة.
في مساحة مفتوحة، وجدران تبدو مهترئة اجتاحتها رطوبة الزمن، يخترق الأزرق هذا المشهد ليعطي الأمل، فأُسدلت من السقف ستارة بنقوش هندسية صُبغت بتدرجات الأزرق، يساندها جدار أزرق.
أما الكنبتان العصريتان فتدثرتا بالأبيض ليجتاح الأزرق وسائدهما الوثيرة، فيما بُسطت على الأرض سجادة زرقاء، فبدا المشهد كأنه تنافس، أو ربما تحدٍ بين الزمن الذي يفرض نفسه، والأزرق الذي يحاول فرض سيادته مُبحرًا بين جدرانه.
الأزرق في غرف النوم
بفضل خصائصة التي تبعث على الراحة والاسترخاء، ينصح مصمّمو الديكور بأن يطغى الأزرق على أثاث غرفة النوم لجعلها أكثر هدوءًا، كما يمكن التلاعب بتدرجات الأزرق التي من شأنها خلق الانسجام الحقيقي. لذا نجد الأبيض الناصع والأبيض العاجي يحضنان الأزرق بتدرجاته في غرف النوم.
– ما هي الألوان التي تناسب الأزرق؟
يتزاوج الأزرق بسهولة مع العديد من الألوان الأخرى:
● يعتبر اللون البرتقالي اللون المكمّل للأزرق بكل تدرجاته. وهما ثنائي محفّز إذا كنت لا تخشين التناقضات القوية!
● في الديكور الكلاسيكي، يحقق الثنائي الأزرق والأبيض شعبية كبيرة. ولطالما كان هذا الثنائي التقليدي حاضرًا بقوة في الأعمال الزخرفية، وعلى موائد القصور في البرتغال، وفي العمارة الأندلسية…
● الأزرق هو أيضًا اللون المفضل في التصاميم البحرية من الأزرق السماوي إلى الأزرق الداكن… إنه يتزاوج تمامًا مع الأبيض، وكذلك مع البيج والألوان الخام للحصول على نتيجة طبيعية جدًا… لتصاميم منعشة كما نسائم البحر، اختاري الأكسسوارات والأقمشة ذات الخطوط الزرقاء.
● لإضفاء الحيوية على غرفة النوم، يُفضّل اختيار الأزرق مع ظلال أخف مثل الأصفر أو الأخضر الفاتح.
● الأزرق الفيروزي يتمازج بامتياز مع لون الشوكولاته الداكن.
● لأجواء شبابية مستوحاة من موسيقى البوب، يُنصح باختيار الأزرق الوامض والأزرق البحري، جنبًا إلى جنب مع لمسات صفراء، حمراء أو برتقالية.
● الرمادي اللون الحليف للأزرق، ولا سيما في الزخرفة الاسكندنافية.
● يفضل إضافة اللون البنفسجي ولون الخزامى إلى الأزرق لمنح تصميم داخلي أنيق.