حوار وزير الخارجية مع مجلة “جون أفريك”

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية أن ماحدث في اليونسكو من تآمر ضد مرشح قطر من جانب دول الحصار يعد خيانة وطعنة بسكين في الظهر ممن كنا نعتبرهم أشقاء ، محذرا من أن دول الحصار تسعى لزعزعة استقرار قطر ومصادرة قرارها وسيادتها .

وقال في حوار مع مجلة جون أفريك الصادرة هذا الأسبوع ضمن ملف “أزمة الخليج الذي خصصته حول : إفريقيا في وسط الصراع بين قطر والسعودية” أن الدول التي لم تصوت لقطر تعرضت للابتزاز ومنها دول إفريقيا خاصة جزر القمر والصومال التي قال إنها تعرضت لأعمال انتقامية بسبب عدم طاعتها لدول الحصار.

وفيما يلي نص الحوار ..

بعد أربعة أشهر على بداية الأزمة، كيف تفسر الهجمات التي شنتها الدول الرباعية متهمة إياكم بتمويل الإرهاب ؟

إنها خيانة، طعنة سكين في الظهر من ناس كنا نعتبرهم أشقاء ، وكل هدفهم هو زعزعة استقرار نظامنا من أجل تغييره واتخاذ سيادتنا كرهينة، والقضية الحقيقية في هذه الحالة ليست الإرهاب، فليس لديهم أي أساس يستندون إليه في توجيه تهمهم.

في هذه الحالة ، احتجزت إفريقيا كرهينة، فقد اتخذت 6 بلدان في القارة رسميا مواقف ضد قطر في اليونسكو ؟

لا ليست ستة، بل خمسة، يرى البعض أن ليبيا هي إحدى هذه البلدان، ولكن في الواقع، كان الجزء غير الشرعي الذي انضم إلى الدول الرباعية، فالجزء الشرعي في طرابلس يدعمنا.

ومع ذلك، لم تضع أية دولة إفريقية نفسها في صالح قطر ؟

لقد التقى سمو الأمير خمس أو ست مرات برئيس الاتحاد الإفريقي ألفا كوندي، ولكن حشدت الدول الرباعية منذ بداية الحصار جميع مسؤوليها في القارة. أرادوا دفع الدول الإفريقية إلى اتخاذ نفس الإجراءات التي تتخذها. وقد قاوم معظمهم وظلوا مخلصين لمبادئ القانون والنظام الدوليين. أما أولئك الذين خضعوا فكانوا ضحية الابتزاز أو عرضت عليهم مبالغ مالية كبيرة.

هل لديك أي أمثلة؟

كنا أول دولة عربية تضع رحالها في جزر القمر، وقد دعمناها سياسياً وفي مشاريعها الإنمائية، ولكنهم فجأة غيروا موقفهم بسبب العرض المقدم المغري لهم، وقد تعرضت الصومال إلى أعمال انتقامية لعدم طاعتها لهم : فقد ألغيت المساعدات الإنسانية للدولة، وتعرض بعض السياسيين الصوماليين إلى ابتزاز، ومع ذلك، ظلت الحكومة ثابتة وصمدت.

حديث وزير الخارجية لمجلة جون افريك

تؤيد جيبوتي الحصار، فهل هذا هو السبب في أنكم قررتم سحب قواتكم لحفظ السلام ، المتمركزة على الحدود مع إريتريا؟

في جيبوتي، يوجد موقف قوي جدا، للسعودية والإمارات مع ميناء دوراليه وقريبا مع قاعدة عسكرية تابعة لهما . وعندما قرر ذلك البلد أن ينسجم معهما، سحبنا بالفعل قواتنا لحفظ السلام، وفي ظرف الاثنتي عشرة ساعة التالية، تم إخلاء الإقليم من قبل القوات الإريترية، ونرى جيدا هنا على وجه التحديد، كيف تؤثر هذه الأزمة على القارة.

أمة ذات سيادة

في البداية قطعت السنغال معكم، ثم خففت موقفها، كيف تفسر هذا التطور؟

لا أدري ما هي الوعود التي تلقتها السنغال، لكننا كنا واضحين: فالدول التي تصطف مع موقف دول الحصار ضد قطر، ضد أمة ذات سيادة، تكون بالتالي تؤيد تغيير النظام لكن أدركت داكار في نهاية المطاف أنها اتخذت قرارا خاطئا، وقال الرئيس السنغالي ماكي سال لسمو الأمير إنه أخطأ وأعلن بأنه يريد إعادة سفيره إلى الدوحة.

لقد تطور الموقف التشادي أيضا، ولكن في الاتجاه المعاكس …

كان لدينا أفضل علاقة مع إدريس ديبي اتنو حتى يونيو الماضي، والآن يتهمنا بدعم المعارضة لزعزعة استقرار نظامه ! وهكذا، ، فإننا في نظره نساعد من جهة المعارضة المسلحة التشادية في ليبيا، في حين أنها تقاتل إلى جانب الجنرال حفتر، الذي لم نؤيده قط، كما نقوم بتمويل تيمان إرديمي، زعيم المتمردين الذي لجأ إلى الدوحة، بينما رحبنا به في إطار اتفاق السلام في دارفور بين تشاد والسودان!.

لكنه تحت مراقبتنا، ونحن نتأكد من أنه لا يقوم بمزاولة أي نشاط سياسي. فلو عرفت الحكومة التشادية خلاف ذلك، كان عليهم تنبيهنا حتى نتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأسأل بدوري هذا السؤال: لماذا حصلت تشاد، بعد فترة وجيزة من دعمها للرباعي على مؤتمر لإعادة إعمارها في الإمارات العربية المتحدة؟

طردت تونس مؤخراً ، المعارض المغربي مولاي هشام هل تربطه علاقات مع قطر ؟

ليس لدينا علاقة مع مولاي هشام ولا نعرف ما حدث‘ إن لدينا علاقات جيدة للغاية مع الرئيس التونسي، وهذا البلد هو مثال على فعاليتنا في مكافحة التطرف: وبفضل صندوق الشباب الذي أنشأناه في هذا البلد، وجد 20000 تونسيا فرص العمل. وهم لن يأخذوا الطريق إلى الجهاد، في حين أن التونسيين هم أول وحدة أجنبية في صفوف الجماعات الإرهابية، في المقابل يدفع خصومنا الناس إلى التطرف ثم يقاتلونهم.

دبلوماسية التنمية لا الحقائب

الجابون، بعيدة جغرافيا وغير معنية بالجهاديين، لماذا برأيك تنضم إلى الرباعية؟

هذا بلا شك نتيجة لاتفاق. فبعض الدول في حاجة إلى مساعدات، ولا يمكن إلقاء اللوم عليها بسبب الاستسلام للإغراءات، ولكن يجب على المجتمع الدولي أن يدين الفاسدين.

ألا تستخدم قطر أيضا أموالها لخدمة دبلوماسيتها؟

نحن لا نلجأ إلى دبلوماسية الحقائب ، بل إلى دبلوماسية التنمية ، وهذا يعزز بطبيعة الحال علاقاتنا مع البلدان الأخرى، ولكن انظر إلى جزر القمر كمثال: لم يكن لنا أية فائدة.

بلد آخر معاد لقطر هي موريتانيا ؟

نعم.. ومع ذلك، منذ تحمل صاحب السمو الشيخ تميم قيادة دولتنا، كانت هناك عدة زيارات رسمية من كلا الجانبين، لم تكن هناك مشكلة، والواقع أننا نعتقد أن الموقف الموريتاني في هذه الأزمة كان مدفوعا بالعمليات الدبلوماسية الأخيرة للدول الرباعية.

على العكس من ذلك، فإن المغرب، على الرغم من قربه من السعودية، قد ساعدكم. فهل كانت مفاجأة لكم؟

لا، فالمغاربة دائما شركاء موثوق بهم. وتدرك السلطة في الرباط بأن هذه الأزمة لا أساس لها من الصحة وأن المغرب وسيط قيم لنا.

ألم تكن بعض المنظمات غير الحكومية الأهلية مرتبطة بالمجموعات المتطرفة في منطقة الساحل؟

لا، ففي هذه المنطقة، منذ بداية الحصار طلبت منا النيجر عدم إغلاق مؤسساتنا الخيرية، على الرغم من أنها تعتقد أيضا أنه من المناسب تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في الدوحة.

وجهت اتهامات لقناة الجزيرة، بشدة في المغرب العربي، واضطرت إلى إغلاق مكاتبها في مصر، ألم تلعبوا بالنار خاصة خلال الربيع العربي؟

الجزيرة هي قناة إخبارية مستقلة، تمولها الحكومة ولكن على نفس النموذج الذي تستخدمه شبكة بي بي سي في المملكة المتحدة. تقدم معلومات ووجهات نظر مختلفة.

السابق
انتخابات اليونسكو.. موقف قطر المشرف
التالي
سمو الأمير يغادر ماليزيا إلى سنغافورة