حوار رئيس الوزراء.. قريبا سيتم الإعلان عن مشروعات استراتيجية جديدة

الدوحة – بزنس كلاس:

أكد معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أن التدخل في الشؤون الداخلية لدولة قطر، أمر مرفوض وخط أحمر.
وأضاف في لقاء مع برنامج الحقيقة بتلفزيون قطر بثه أمس أن الازمة الخليجية ليست الاولى بين دول مجلس التعاون، وكانت دائما تحل عن طريق الحوار والاتصال المباشر.
وقال «سنسعى الى فتح الابواب امام صناعات جديدة، مع دول ونطمح ان تكون شراكات حقيقية، للاستثمار معا في عدة مجالات لنحصد لاحقا عوائد تلك الاستثمارات ونتائجها، ونحن ننتقل الى الافضل في البلاد، وهذا حقيقة يأتي مع رؤية قطر 2030 ونسعى إلى تحويل اقتصادنا الى اقتصاد معرفة، واطلاق قوة شبابنا للابداع والابتكار».
وتطرق معاليه لقضايا اقتصادية ومعيشية والاجراءات التي قامت بها الدولة لمواجهة الحصار والخطط المستقبلية، وفيما يلي نص اللقاء:

معاليك، نريد أن نتطرق بداية الى الازمة الخليجية والحصار المفروض على دولة قطر، هناك تساؤلات من قبل المواطنين والمقيمين على ارض دولة قطر حول الاسباب الحقيقية التي دعت الى حصار دولة قطر؟

◗ بداية لا بد من التأكيد على انه لا يوجد خلاف مع دول الحصار، سواء كان خلافا على حدود او جمارك، وغيرها من الامور، ونحن ايضا نشارككم هذا التساؤل، هل هذا الخلاف المزعوم بسبب نجاحات دولة قطر، اقليميا وعالميا ودعمها للقضايا الانسانية، ودعمنا لاستقرار المنطقة واحترام الشعوب ، ام هو بسبب استضافة قطر لكأس العالم، ام هو تدخل في الشؤون الداخلية لنا، الحقيقة ان الهدف من الازمة اصبح واضحا للجميع هو التدخل في الشؤون الداخلية لدولة قطر، وهذا امر مرفوض وخط احمر بالنسبة لنا وللشعب القطري، ونحن ماضون في تنفيذ كل مشاريعنا الرئيسية منها المشاريع المتعلقة بكأس العالم التي ستنتهي قبل الوقت المحدد لها، ونحن دائما نقول ومنذ اليوم الاول من حصولنا على استضافة كأس العالم، أن كأس العالم ليس فقط للقطريين بل لكل العرب، وسيكون تنظيما مميزا للغاية من دولة قطر، وسيكون شيئا نفتخر به كعرب.

◗معاليك، هناك من يتساءل ايضا، كيف ستحل هذه الازمة؟

◗ هذه الازمة ليست الأولى بين دول مجلس التعاون، وكانت دائما تحل عن طريق الحوار والاتصال المباشر، في هذه الازمة لا بد من توفر الارادة والنوايا الطيبة لحلها، خاصة بين دول مجلس التعاون التي تربطها علاقات اخوية تاريخية متينة، موقف دول قطر واضح منذ بداية الازمة، بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل هذه الازمة، ونحن منفتحين على الحوار، لكن بشرط عدم المساس بسيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، واذا كان هناك اية ملاحظة لاي دولة من دول الحصار فعلى كل طرف ان يقدم أدلته، وتتم المناقشات في ظل الاحترام المتبادل، الذي تعودنا عليه في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي.

◗معاليك، دعنا نعود معك الى ازمة 2014، ما عرفت بأزمة سحب السفراء، ومعاليك لعبت دورا في حل تلك الازمة، السؤال ما هو وجه الاختلاف بين تلك الازمة والازمة الراهنة؟

◗ الأزمة في عام 2014، وبتوجيهات من سيدي سمو الأمير، وبعد ايام قليلة من سحب السفراء، كانت هناك فرصة في اجتماع وزراء الداخلية العرب في المملكة المغربية الشقيقة، وتم خلال الاجتماعات مناقشة الازمة ولم تكن على اجندة الاجتماعات تمت مناقشة الازمة مع المسؤولين السعوديين بالرغم من الظروف التي كان يمر بها البلدان، لكن نحن نعرف انه دائما هناك مودة وعلاقات اخوية كانت كفيلة بتجاوز اية ازمة، تم في حينه الاتفاق بالبدء بمفاوضات ثنائية الى حين ايجاد بيئة مناسبة لعقد اجتماع رسمي على مستوى القادة، وتم الاتفاق في حينه على صيغة لا تمس سيادة اية دولة من دول مجلس التعاون، وهذا شيء نحن حريصون عليه، ومن ثم تم التوقيع على آلية اتفاق الرياض بعد ان وافق عليها جميع الاطراف، وهنا اذكر وقفة وصمود سيدي سمو الامير بأن سيادة دولة قطر لن تمس باي حال من الاحوال، وهذه الاجتماعات كانت كفيلة بأن تمهد لاجتماع القادة، الذي عقد في الرياض وتم حل هذا الخلاف من خلال اجتماع القادة، وتم تنفيذ الاتفاق من قبل الجميع، لكن ما حدث مؤخرا في ازمة 2017، وحتى نكون صريحين فان لكل قضية هناك اجراءات تمهيدية، والجلوس على طاولة الحوار تحتاج الى ترتيب مسبق، وهناك امور يتم التوصل الى حلها حتى قبل الجلوس الى طاولة الحوار، وهذا ما تعودنا عليه دائما في جميع اجتماعات مجلس التعاون الخليجي، حتى ان الجلوس على طاولة الاجتماعات يكون بشكل رسمي، ولكن طابع العلاقات الاخوية التي تربط دول التعاون كانت مسيطرة على الجو العام للاجتماعات التي تعقد وكانت هي دائما الكفيلة بأنه مهما كان حجم الخلاف، واريد ان انوه حقيقة الى ازمة 2017 اننا نحن اليوم امام تحديات كبيرة في المنطقة واكثرها يتطلب التعاون الجديد لمواجهة هذه التحديات، بالتالي هذه القضايا من المستحيل ان يتم حلها من خلال جهود فردية، وهنا اريد حقيقة ان اسلط الضوء على موضوع مكافحة الارهاب، والذي يعتبر العدو الاول لنا جميعا.

◗تطرقت معاليك الى مكافحة الارهاب، وانت تترأس اللجنة العليا لمكافحة الارهاب، والجميع يعلم ان هناك اتهامات من قبل دول الحصار ضد دولة قطر، بأن دولة قطر تمول الارهاب وتدعمه، والكل ايضا يعلم معاليك ان هذه الشماعة من اجل تحقيق اهداف خبيثة ومن اجل حصار دولة قطر، برأيك لماذا استخدم الارهاب لتبرير حصار دولة قطر؟

◗ اولا هذا الاتهام غير صحيح، والجميع يعلم ان له اهدافا اخرى، ويتناقض هذا الاتهام مع الاعتراف الدولي بجهود دولة قطر في مكافحة الارهاب، بل يتناقض هذا الكلام مع ما يعرفه نظرائي وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون، ويعلمون جيدا عما يتم نشرة في وسائل الاعلام، ويعلمون ان قطر حريصة على الحفاظ على امن كل مواطن خليجي، وفي بداية استلامي لوزارة الداخلية كان توجيه سيدي سمو الأمير واضحا، كان سموه في ذلك الوقت وليا للعهد وجدد سموه هذا التوجيه في 2013، ان امن المواطن القطري يضاهي امن المواطن الخليجي، وكان لنا دور في الكشف عن خلايا ارهابية في المنطقة، وانا استغرب حقيقة لهذا الاتهام الذي لا يمت للواقع بصلة، وقد اتخذنا خطوات استباقية في مجال مكافحة الارهاب، مثل توقيعنا على مذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة الامريكية في مجال مكافحة الارهاب، وهذا يأتي في مجال التعاون المستمر مع الولايات المتحدة الامريكية، في تبادل الخبرات والمعلومات، اضافة الى تعاوننا مع العديد من الدول في هذا الشأن. ايضا سيدي سمو الأمير كان اول من تجاوب مع قمة مكافحة تمويل الارهاب في الرياض، وفي ذلك اليوم لم يتم اتهام دولة قطر في تمويل الارهاب.

◗معاليك، نبقى في شأن هذه الازمة، شاهدنا غيابا واضحا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي في هذه الازمة، برأيك لماذا هذا الغياب، ولماذا لم تقم هذه المنظومة بالدور المنوط بها في حال وجد خلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي؟

◗المنطقة عموما ومن ضمنها دول الخليج تواجه اليوم تحديات خطيرة، لانه الى الان لم التوصل الى حلول في كثير من القضايا، ولا شك ان مجلس التعاون له دور هام وكبير في المساهمة في ايجاد حلول لبعض القضايا في المنطقة، وغياب المجلس في هذا الوقت سيكون له اثار سلبية على كافة هذه القضايا، وكذلك المسؤولية الاجتماعية امام شعوبنا تحتم على الجميع الحفاظ على بقاء مجلس التعاون، واللجوء الى الحوار البناء لحل اي خلاف، لكن نكرر بدون المساس بسيادة الدول.

◗معاليك لا بد هنا من الحديث عن الوساطة الكويتية لحل الازمة، والمقدرة من القيادة القطرية، الان يتردد في دول الحصار ان وساطة الكويت قد انتهت، ماذا نقول معاليك في هذا الجانب؟

◗ نحن جميعا في دولة قطر نقدر ونثمن الجهود المخلصة، والمساعي الحميدة التي قام بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، ونقدر حكمته منذ بداية الازمة لاحتوائها داخل البيت الخليجي، ولاقت هذه الوساطة دعم دولة قطر منذ البداية ولا تزال، وكذلك دعم المجتمع الدولي، ومن وجهة نظري ان حل الازمة يأتي من داخل البيت الخليجي، واشكر الدول الشقيقة والصديقة التي دعمت ولا تزال تدعم الوساطة.

◗نتحول معاليكم الى علاقة قطر بالمجتمع الدولي خلال هذه الازمة، بصفتك رئيسا للوزراء كيف تقيم هذه العلاقة؟

◗ بفضل توجيهات سيدي صاحب السمو تتمتع قطر بعلاقات طيبة ومتميزة مع المجتمع الدولي، وحرصنا خلال هذه الازمة ان نرسخ هذه العلاقات مع العديد من دول العالم، وهذا طبعا يأتي في اطار ثوابت سياستنا الخارجية، التي تقوم على اساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك التعاون الفعال في تحقيق الامن والسلم الدوليين، وحل الخلافات من خلال الطرق السلمية، ونحن حريصون على تعزيز علاقاتنا بالدول الاخرى، والهدف هو تحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وكذلك المصالح المتبادلة مع الدول، وهذا ما يعزز مكانة قطر اقليميا ودوليا.

◗عودة الى الحصار، معاليك، الكل كان يشاهد ما تبثه دول الحصار منذ بداية الازمة بان الاقتصاد القطري لن يستطيع الصمود، وان هناك مدة لا تتجاوز 10 ايام، وهناك من قال شهرا، نتساءل ونحن في الشهر السادس من الحصار، هل تأثر الاقتصاد القطري وما هو وضعه الان؟

◗ لا شك ان تعزيز الاقتصاد الوطني يأتي في قمة اولويات الدولة، وفي كل لقاءاتنا مع سيدي سمو الأمير، دائما سؤال سموه عن احوال المواطنين والمقيمين، والوضع الاقتصادي في الدولة، نحن بفضل الله تعالى اولا ثم بفضل توجيهات سيدي سمو الأمير نجحنا في مواجهة هذه التحديات حقيقة، خلال هذه الازمة، واعتقد ان المواطن والمقيم يشاركني هذا الرأي، وانا من وجهة نظري الشخصية كانت هذه الازمة بمثابة جرس انذار، في كثير من الامور، ونعمل بفضل الله ليلا نهارا تحت قيادة سيدي سمو الأمير، لان سموه يتابع كل صغيرة وكبيرة تهم المواطن والمقيم، والحمد لله نحن بخير ولا توجد لدينا اية مشاكل، واذا وجدت فتأكدوا ان لدينا مجموعة من الحلول.

◗معاليك، المحاولات لم تتوقف من اجل النيل من العملة الوطنية، وهذه المحاولات الخبيثة لم تتوقف، برأيكم كيف تعاملت الحكومة من اجل صد هذه المحاولات؟

◗ هذا الكلام حقيقة صحيح، خلال الازمة تمت محاولات غير قانونية من البعض للعبث بالعملة القطرية، وحاولوا حقيقة التأثير على قيمتها في بداية الحصار، ولكن الحمد لله فشلت هذه المحاولات، كغيرها من المحاولات الاخرى، واصدرنا بيانا في ذلك الوقت بخصوص هذا الموضوع، ونؤكد لكم اننا سنتصدى لهذه المحاولات بما يتماشى مع القانون، وسنتخذ كافة الاجراءات القانونية ضد كل من قام او شارك في هذه الجريمة.

◗نبقى معاليك مع الاقتصاد، وهذه المرة مع المنتج المحلي الذي اصبح مصدر اعتزاز وتقدير خلال فترة الحصار، ما هو وضع المنتج حاليا، وهل هناك مبادرات لتشجيع هذا المنتج؟

◗ نحن دائما نشجع المنتج الوطني، لذلك قمنا بالعديد من المبادرات لتشجيع القطاع الخاص وقدمنا له امتيازات عديدة مثل الاراضي والتسهيلات والاعفاءات التي ستدعم نمو القطاع في السنوات القادمة، وهذا العمل جاء من اللجان التي اتخذتها الحكومة مثل لجنة القطاع الخاص، لجنة متابعة المشاريع، وكان هناك اجتماعات مكثفة في بداية الازمة، ونركز حاليا على مشاريع الامن الغذائي والمائي والدوائي، لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

◗لماذا لم تقم دولة قطر بالاعتماد على النفس رغم اننا نملك الموارد المالية، لماذا كان الاعتماد على الشقيق قبل الحصار؟

◗ نحن حقيقة لم نكن نغفل عن هذا الموضوع ، نقص انتاج بعض المنتجات الغذائية، عندنا مصانع وحقول ضخمة تصدر النفط والغاز لدول العالم، ونديرها بشكل ناجح، هل يعتقد احد اننا لا نستطيع بناء مصانع اغذية ، نحن حقيقة كنا نستورد معظم الصناعات الغذائية من دول الحصار، او حتى من خلالها لاننا كنا نؤمن وقتها ان هذا من باب التكامل الاقتصادي الخليجي، ولم نكن نرغب بتأسيس صناعات غذائية منافسة للمنتجات الخليجية، في بداية الازمة الحالية سمو الأمير قال بالحرف الواحد، هذه مسؤوليتكم، مسؤولية المواطنين والمقيمين ولا نريد اي تأثير عليهم، على سبيل المثال في بداية الازمة كنا نستورد 90% من الالبان من دول الحصار واستطعنا في الساعات الاولى للحصار تغطية احتياجات السوق، واحب ان انوه ان انتاجنا المحلي من الالبان اليوم يغطي 40%، وسنصل الى 90% مع بداية العام المقبل، وبدأنا حقيقة زيادة انتاج اللحوم والدواجن والمنتجات الزراعية، والاستزراع السمكي، ونسعى الى تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات العام القادم، وهذا توجيه واضح من سيدي صاحب السمو.

قطر منفتحة على الحوار دون التدخل في سيادتها

◗كيف ترى معاليك مستقبل الاقتصاد القطري حتى وإن استمر الحصار الحالي على دولة قطر لسنوات؟

◗ رؤية قطر الاقتصادية حددها سيدي سمو الأمير في خطابه أمام مجلس الشورى، كان في مقدمتها الاستمرار في تنويع مصادر الدخل، بعيدا عن النفط، والحكومة تعمل على تنفيذ هذه التوجيهات، من خلال إيجاد بيئة اقتصادية اكثر تنافسية، واكثر جذبا للاستثمارات، وهناك دور مهم للقطاع الخاص في تنفيذ هذه الخطة، كما قال صاحب السمو إن القطاع الخاص لابد ان يدرك دوره في تنمية الدولة، وقريبا سيتم الإعلان عن العديد من المشروعات الاستراتيجية للدولة، مثل المناطق الحرة الجديدة لجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية، كذلك توطين بعض الصناعات في قطر، وحماية المنتج الوطني، واصدرنا قانونا لحماية المنتج الوطني، ومناطق للتخزين منخفضة التكاليف، التي نريد ان تحقق نتائج للقطاع الخاص، وللمواطن والمقيم.

سيدي سمو الأمير وجه خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء، في شهر 8 الماضي بسرعة الانتهاء من قانون الاقامة الدائمة، الذي يسمح لحامل الاقامة الدائمة مزاولة الانشطة التجارية وتملك العقار السكني والاستثماري، وتنفيذا لتوجيهات سيدي سمو الأمير سيتم عرض المشروع على مجلس الشورى خلال الشهر القادم، تمهيدا لاصداره، كما وجه سموه بإصدار قانون تملك العقار لغير القطري، وسيتم الانتهاء من القانون خلال شهر وسيتم العمل به خلال العام القادم.
وسنسعى الى فتح الابواب امام صناعات جديدة، مع دول ونطمح ان تكون شراكات حقيقية، للاستثمار معا في عدة مجالات لنحصد لاحقا عوائد تلك الاستثمارات ونتائجها، ونحن ننتقل الى الافضل في البلاد، وهذا حقيقة يأتي مع رؤية قطر 2030 ونسعى الى تحويل اقتصادنا الى اقتصاد معرفة، واطلاق قوة شبابنا للابداع والابتكار، وهذا كله يصب في تنمية وازدهار الدولة، ولدينا استراتيجيات وطنية، الى جانب رؤية 2030،
وحاليا ننفذ استراتيجيتنا الوطنية الثانية 2017- 2022، ونحن مستمرون في تنفيذ مشروعات البنى التحتية، اضافة الى مشروعات الصحة والتعليم، ووضعنا خطة في عام 2014 لتنفيذ هذه المشاريع وهذه الخطة لم تتأثر نهائيا بخصوص اسعار البترول، الجميع يعلم ان البترول في وقت سابق تجاوز 120 دولارا للبرميل، ثم تراجع الى اقل من 30 دولارا، وهذا لم يؤثر على خططنا التي رسمناها، وكل مشاريعنا تسير حسب المخطط له، وسننتهي من هذه المشاريع مع نهاية 2024، ايضا وتوجيهات سيدي سمو الأمير واضحة في مجلس الشورى، وهي تحسين بيئة الاعمال ومراجعة القوانين المتعلقة بهذا الشيء، وسيتم انشاء وكالة لتشجيع الاستثمار في دولة قطر قريبا.

◗تم الاعلان منذ فترة عن اصدار تأشيرات للزيارة لرجال اعمال لعدد من الجنسيات، هل هذا بسبب الازمة الحالية، ام ان ذلك في اطار خطط الدولة في مجال التنمية الاقتصادية، وكذلك الخطط السياحية لدولة قطر؟

◗ قبل 5 يونيو لم نكن نوافق بهذه السرعة، وهذه موضوعة في الخطة الاقتصادية للدولة ولكن تحتاج الى دراسة موسعة، ولو كنا في ظروف اخرى ممكن كان هذا الموضوع يأخذ وقتا اطول، ولكن تغيرت الظروف، واكتشفنا حقيقة ان هذا كان امرا ايجابيا، قمنا بمراجعة الاجراءات واصدار التأشيرات الخاصة بالزيارات واصبحت الان تغطي اكثر من 80% من الجنسيات هذا كله من اجل تحسين بيئة الاعمال وزيادة اعداد السياح، ولتحقيق اهدافنا الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة، والتي منها الاهتمام بالسياحة، وتم مؤخرا الموافققة على قانون انشاء المجلس الوطني للسياحة لدعم هذا التوجه.

◗ما ابرز المشاريع التي تم انجازها حتى الآن وهل تأثرت بالحصار؟

◗ من اهم المشاريع انشاء مطار حمد الدولي ، واليوم المطار يعتبر من أفضل 6 مطارات في العالم من خلال الخدمات التي يقدمها، والاجراءات الأمنية، كذلك «ملاحة» التي كان لها دور كبير في تخطي وكسر الحصار، ونجحنا في انجاز العديد من المشاريع التي ساهمت في تحقيق حياة متكاملة للمواطن والمقيم وهذا شيء دعم الدولة لتحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية الدولية.

◗على ذكر معاليك لميناء حمد والذي تم افتتاحه مؤخرا من قبل سمو الأمير المفدى، حدِّثْنَا عن هذا المشروع وانعكاس هذا المشروع على الاقتصاد القطري بشكل عام؟

◗ ميناء حمد، الذي تَشَرَّف الجميع بحضور سيدي صاحب السمو في افتتاح هذا الصرح في سبتمبر الماضي، فعلا يعتبر الميناء مشروعا إستراتيجيا، ليس فقط لقطر وإنما للمنطقة، وهذا المشروع لنا وللأجيال القادمة، ومثلما ذكرت سابقا فإن الميناء لعب دورا أثناء فترة الحصار، فنحن حاولنا أن نسرع العمل فيه ووضعنا الحلول في فترة الأزمة، والآن لدينا، ولله الحمد، 10 خطوط والوصول إلى أكثر من 70 جهة في العالم.
وقد استقطبنا من خلال ميناء حمد شركات عالمية في مجال الشحن، واستحوذنا على أكثر من 27% من نسبة الشحن في الشرق الأوسط، والعمل حقيقة جارٍ الآن على توسعة الميناء على مراحل متعددة.

◗ذكرت معاليك الحياة المتكاملة للمواطن والمقيم وهناك من يسأل ماذا يقصد معاليه بهذه الكلمة؟ وكيف يمكن أن تتحقق على أرض الواقع؟ 

◗ طبعا رؤية وتوجيهات سيدي سمو الأمير، حفظه الله، أن تكون دولة قطر قادرة على الاستمرار في التقدم في كافة المجالات ورفع مستوى المعيشة للمواطن وتمكين شبابنا ومنحهم الفرص لتحقيق الأشياء التي يطمحون لها.
نحن في الحكومة نؤمن بأن دورنا تجاه المواطن يحتِّم علينا توفير 5 ركائز أساسية هي: أولا توفير الخدمات الصحية المناسبة وثانيا التعليم بجودة عالية وثالثا توفير فرص عمل، ورابعا السكن المناسب، وأخيرا حياة مناسبة بعد التقاعد تليق بمن خدم هذا الوطن لسنوات من عمره.
لله الحمد المؤشرات العالمية تعكس اهتمامنا بهذه الركائز، حيث حققنا في الصحة والتعليم والبطالة مؤشرات عالية على المستوى العالمي.
ونحن نعيش مرحلة تطور وحراك للأمام ونعمل حقيقة على تطوير الوزارات الحكومية وتقديم الخدمات المتميزة للمواطن والمقيم، وقد وجَّهَنَا الوزراء والمسؤولين في الحكومة بسرعة تحسين الخدمات واليوم نرى مجمعات الخدمات الحكومية منتشرة في جميع أنحاء الدولة وهذا يشمل جميع الوزارات لتقديم الخدمات للمواطنين، ولكن نحن في الحكومة لا نتجاهل أننا بحاجة دائما إلى تطوير أنظمتنا وقوانيننا وبصراحة نحن لا نخشى تصحيح أي قانون أو أي قرار يتم اتخاذه، لأن توجيه سيدي سمو الأمير واضح وهو مراعاة تحقيق ما يناسب المواطن في ضوء المصلحة العامة للدولة.

◗على ذِكْر معاليك للمجال التعليمي في قطر، ونعلم أن الدولة تضع ميزانيات ضخمة من أجل دعم هذا المجال.. أين وصل التعليم في دولة قطر؟ 

◗ حقيقة نضع التعليم في دولة قطر في مقدمة أولوياتنا، فأي مجتمع يطمح في التقدم لابد من الاهتمام بالتعليم وأن يكون التعليم جيدا ومتميزا، وقد وجَّهَ سيدي صاحب السمو بعد الأزمة بتطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والاهتمام بالتحصيل العلمي في جميع الاختصاصات، ذلك للاعتماد على النفس وتنمية اقتصادنا والمحافظة على مواردنا.

وبناء على توجيه سمو الأمير، نحن نعمل الآن على تطوير عملية الابتعاث الداخلي والخارجي، ونعطي حقيقة أولوية للتخصصات التي تحتاجها الدولة ونتمنى من الشباب القطري الإقبال على هذه التخصصات النادرة التي تحتاجها الدولة.

◗هذا بالنسبة للتعليم ننتقل إلى مجال لا يقل أهمية أبدا عن التعليم وهو الجانب الصحي.. ضعنا في مستوى الجانب الصحي؟ وما هي خطط الدولة المُشَكَّلَة من أجل المحافظة على هذا المستوى؟ 

◗ الصحة هي أيضا من ركائز رؤية قطر ومن متابعتنا للمؤشرات العالمية نرى أن الصحة لدينا في مصاف الدول المتقدمة، ولله الحمد، ولكن هذا المجال يحتاج حقيقة إلى متابعة وتطوير مستمر.

دائما يتم توجيه المختصين إلى التركيز على بناء منظومة رعاية صحية على مستوى عالمي، ونعمل على توفير أحدث مرافق الرعاية الصحية، يعني خلال عامي 2016 و2017 تم افتتاح وتدشين عدد كبير من المرافق الصحية في المدينة الطبية من بينها مراكز الأمراض الانتقالية ومركز الصحة للمرأة ومركز الرعاية الطبية اليومية وكذلك جارٍ العمل على افتتاح الكثير من المراكز الصحية في الدولة وأيضا سيتم مع نهاية العام افتتاح مجمع مستشفى حمد بن خليفة.
وقد بدأنا التخطيط التفصيلي لمرافق الطوارئ وإصابات الحوادث وبافتتاحه سيعتبر من أكبر المرافق على مستوى المنطقة، ونحن بصدد افتتاح مرافق جديدة أخرى للرعاية الأولية.

◗يقال معاليك في لغة القانون إنه إذا غاب العدل غاب الأمن وإذا غاب الأمن غاب كل شيء، لا شك أن معاليك اطلعت على تضليل وتدليس وكذب دول الحصار بأن الأمن مفقود في دولة قطر.. ماذا تقول لمن أحاطه الشك عن أمن دولة قطر؟ 

◗ بفضل الله تعالى، يعيش في قطر المواطن والمقيم في أمن وأمان، والله يديم علينا هذه النعمة، فعلى صعيد مؤشر الجريمة الدولي حققت دولة قطر المركز الأول عالميا في الأمن، ليس هذا العام فقط، ولكن حتى في السنوات السابقة، كأكثر البلدان أمنا وأمانا وهذا لم يتم تحقيقه بفضل وزارة الداخلية ولكن تحقق من خلال احترام المواطن والمقيم لقوانين الدولة، أيضا الاحترام المتبادل بين الحكومة والشعب وتوفير الحياة الكريمة لهم وقوانين واضحة لهم وللجميع.

◗ننتقل معاليك إلى ما جاء في خطاب حضرة صاحب السمو الأمير المفدى أمام مجلس الشورى عن انتخابات مجلس الشورى.. ماذا يمكن أن تضيف معاليك في هذا الجانب؟ 

◗ عملية انتخاب مجلس الشورى تأتي طبعا في إطار تعزيز دولة قطر الحديثة، وَجَّهَنَا سيدي حضرة صاحب السمو منذ فترة بضرورة الانتهاء من الأدوات التشريعية اللازمة لإتمام عملية انتخاب مجلس الشورى، وحاليا الحكومة على وشك الانتهاء من التعديلات لبعض القوانين، وإعداد قانون انتخاب مجلس الشورى، وإن شاء الله سيتم عرضه على مجلس الشورى خلال العام القادم، مثلما جاء في خطاب سيدي سمو الأمير وسيتم الإعلان عن موعد الانتخابات بعد صدور قانون الانتخاب وتعديل التشريعات اللازمة.

◗طبعا لا نختم هذا اللقاء دون التطرق إلى قلة الظهور الإعلامي لمعاليك.. ما هو السبب في عدم ظهور معاليك على وسائل الإعلام؟ وأيضا هل معاليك متابع لشبكات التواصل الاجتماعي؟ 

◗ دعنا نتفق على أن من يتحمل المسؤولية في الشأن العام لخدمة بلده يكون شغله الشاغل أولا هو تحقيق الأهداف المطلوبة وتحقيق مصلحة الوطن والمواطنين، هم أهم شيء بالنسبة لنا، ومما لا شك فيه أن التواصل مع الإعلام أمر مطلوب صراحة، ولكن يمكن أن يتحقق بالنسبة لي من خلال الوزراء والمسؤولين في الجهات الحكومية، في نقل صورة واضحة للمواطنين والمقيمين، عن كافة الإجراءات التي تقوم بها الحكومة، كل بحسب اختصاصه.

بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي هي مهمة جدا في هذه الفترة كوسيلة تواصل مع الناس ومعرفة وفهم آرائهم وأفكارهم، يمكن القول إنني متابع غير نشيط لهذه الوسائل لكن فيما يخص المواطنين والمقيمين ومصلحة الدولة فلدينا قنوات نتابع هذه الأمور من خلالها ونأخذ كل الملاحظات والانتقادات بكل جدية لوضع الحلول المناسبة لها.

◗معاليك أخيرا.. كيف ترى مستقبل هذه الأزمة والعلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي؟ 

◗ نحن في مجلس التعاون، حقيقة، مررنا بأزمات كثيرة وهذا ليس شيئا جديدا، ولكن ما هو الجديد في هذه الأزمة، هو المنحى الذي اختارته دول الحصار، خاصة في المؤامرات المخطط لها وإعلامهم المتدني وتجاهل العوامل الإنسانية لمواطني دول مجلس التعاون ولكن نحن لن نسمح بأن يمسّ بلدنا أيُّ ضرر وقطر ليست هدفا سهلا وستبقى شامخة.

السابق
ارتفاع أسهم 21 شركة في جلسة البورصة
التالي
المركزي يؤكد الالتزام بتوفير السيولة