حمد الطبية.. جراحة “روبوتية” في قسم العظام

الدوحة ـ قنا

أصبح مركز العظام والمفاصل التابع لمؤسسة حمد الطبية أول مركز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يستخدم تقنية الجراحة الروبوتية في عمليات المفاصل وذلك بعد أن بدأ في إجراء هذا النوع من الجراحات المتطورة منذ مارس من العام الجاري.

وكشف الدكتور محمد بن مبارك العتيق الدوسري مدير مركز العظام والمفاصل في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن دولة قطر من الدول القلائل في العالم التي أدخلت هذه التقنية في جراحات المفاصل بعد الولايات المتحدة الأمريكية وعدد قليل من الدول الأوروبية ، حيث بدأ المركز إجراء هذه العمليات في تبديل مفصل الركبة بمفصل صناعي وذلك بنسبة نجاح تقارب 100 بالمائة.

ويعتبر الدكتور محمد العتيق الجرّاح الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقوم بإجراء هذا النوع من العمليات مستخدما في ذلك الأذرع الروبوتية، حيث تم تكريمه مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد دعوته لحضور مؤتمر متخصص في جراحات المفاصل باستخدام الروبوت .. كما تم منح برنامج الجراحة الروبوتية في مركز العظام شهادة تقدير في المؤتمر واعتبار البرنامج من أنجح البرامج في هذا المضمار.

وأوضح الدكتور الدوسري أن عمليات تغيير المفاصل بواسطة الأذرع الروبوتية التي يتم إجراؤها تتم بدقة متناهية وبدرجة نجاح كبيرة وتشمل هذه العمليات حاليا التغيير الكامل أو الجزئي لمفصل الركبة للمرضى الذين يعانون من خشونة أو تلف مزمن في الغضروف المفصلي للركبة، ويتم في هذه الحالة ملاءمة رجل وركبة المريض مع الذكاء الصناعي في الأذرع الآلية للحصول على صورة واقعية ومتزامنة للجراحة مع إمكانية عمل خطة كاملة للجراحة واتزان الركبة قبل دخول المريض لغرفة العملية والحصول على مفصل متزن والتأكد من ذلك قبل خروج المريض من غرف العمليات ، مع إمكانية إجراء الجراحة ضمن الجراحات النهارية أو ما يعرف بجراحة اليوم الواحد التي تمكّن المريض الخروج من المستشفى في نفس اليوم.

وأشار مدير مركز العظام إلى إجراء أكثر من 60 عملية تغيير مفصل الركبة (تغيير جزئي أو كامل) وذلك منذ ادخال تقنية الجراحة الروبوتية في شهر مارس الماضي وحتى الآن مع توقعات بإجراء 200 عملية من هذا النوع في كل عام مبدئيا.

وكشف أنه سيتم في المستقبل استخدام تقنية الجراحة الروبوتية للتعامل مع جراحات مفاصل الحوض ولكن التركيز حاليا على مفاصل الركبة لأن نسبة الإصابة بها أكبر في قطر مقابل إصابات مفصل الحوض.

وأوضح أن البنية التحتية التي تمتلكها مؤسسة حمد الطبية واستخدام أفضل التجهيزات والتقنيات ساهمتا بشكل كبير في احضار تقنية الجراحة الروبوتية للمفاصل الاصطناعية بواسطة تقنية (ماكو) إلى جانب تأهيل الفريق الطبي لهذا المشروع حيث كانت النتائج لأول عملية تم إجراؤها في مارس الماضي مبهرة وبالتالي ازداد عدد العمليات يوما بعد يوم.

من جهة أخرى أوضح الدكتور الدوسري أن مركز العظام والمفاصل شهد في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة ولم يعد مركزا تقليديا بل يعتمد في كل عمله على أفضل التقنيات الموجودة في العالم مدعوما بكوادر طبية مؤهلة ومدربة تماما ودليل ذلك قبول 7 أطباء من المركز لمواصلة التدريب والتخصص في الولايات المتحدة الأمريكية وهو مؤشر على أن مخرجات مركز العظام من العناصر البشرية مؤهلة وقادرة على العمل في أرقى المستشفيات المتخصصة.

وقال إن المركز يتعامل مع كافة إصابات العظام والمفاصل سواء الناتجة عن الحوادث أو غيرها لجميع الفئات العمرية وذلك على أيدي كوادر متخصصة تعمل في أكثر من 8 تخصصات في مجال العظام والمفاصل.

وكشف الدكتور محمد العتيق الدوسري في حواره مع /قنا/ عن التطورات التي شهدها مركز العظام والمفاصل خلال الثلاث سنوات الأخيرة ومنها جراحات المفصل الدقيقة وتبديل الركب ومفاصل الحوض والكتف باستخدام تقنيات حديثة ومتقدمة على غرار جراحات مفصل الكتف المقلوب التي لا يتم إجراؤها إلا في مراكز محددة في المنطقة حيث غيرت هذه العمليات من حياة الكثير من الأشخاص ونقلتهم من حالة شبه الشلل إلى الحركة الطبيعية.

كما أشار إلى أن المركز قطع شوطا مهما في جراحات العمود الفقري حيث يتم الاعتماد حاليا على عمل فتحات صغيرة في الظهر لإجراء العملية بدلا عن الطريقة التقليدية وهي الجراحة الكاملة، حيث يتم استخدام التقنية الملاحية في جراحة الظهر وهي تقنية تستخدم لأول مرة في المنطقة وتساعد في الإجراء الجراحي وتحقيق نسبة دقة عالية بعد وضع أجهزة تثبيت في مكانها الصحيح وذلك كله عن طريق الاعتماد على التقنيات الرقمية المتطورة.

وشدد الدكتور محمد العتيق على أن كل هذه التقنيات المتطورة التي تستخدمها كوادر مركز العظام والمفاصل جعلت من المركز رائدا في المنطقة في مجال تشخيص وجراحة العظام والمفاصل كما جعلت منه مركزا للتدريب وتخريج الكفاءات عالية المهارة والكفاءة وذلك بفضل الدعم اللامحدود من قبل دولة قطر للقطاع الصحي حيث إن التقنيات المستخدمة في مركز العظام حاليا لا توجد في مستشفيات خاصة في كامل المنطقة مما يجعل من قطر رائدة إقليميا في هذا المجال الهام.

وبيّن أن مركز العظام والمفاصل هو أول مركز في المنطقة يحصل على الاعتماد الأكاديمي الأمريكي في المنطقة في أول مرة ثم لمرتين متتاليتين وهو اعتراف دولي بتميزه وكفاءة العاملين به إلى جانب استخدامه لكل ما هو جديد في مجال التشخيص والعلاج والجراحة.

وقال إن المركز يضم حاليا منظومة كاملة رقمية من التشخيص والتصوير بما في ذلك التصوير الضوئي والمقطعي والرنين المغناطيسي وغيرها من أنواع الاشعاعات، مبينا أن مركز العظام يستخدم حاليا جهازا متطورا جدا لتصوير العظام وهو (اي او اس) والذي يقوم بتصوير عظام الإنسان كاملة في غضون 30 ثانية من خلال وقوف المريض تحت الجهاز الذي يشبه جهاز كشف المعادن في المطارات.

وقال إن الجهاز إلى جانب أنه يتميز بالسرعة والدقة فإنه يبث نسبة اشعاع قليلة جدا تعادل 10 بالمائة من أجهزة التصوير الإشعاعي العادية، حيث يستخدم هذا الجهاز في كشف انحرافات الظهر خاصة وفي تقديم تشخيص كامل للعظام بشكل عام.

وأضاف الدكتور محمد العتيق الدوسري أن كل هذه العوامل والامكانيات التي يتمتع بها مركز العظام والمفاصل إلى جانب الكوادر الطبية المتخصصة وعالية المستوى تمهد له أن يكون مستشفى متكاملا وهو طموح للمستقبل حتى يتم تقديم خدمات العظام والمفاصل من تشخيص وعلاج وجراحة وعلاج طبيعي في مكان واحد بما يتماشى مع رؤية الاستراتيجية الوطنية للصحة في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تركز على تصميم خدمات صحية متخصصة في مكان واحد.

ومن بين الخدمات الطبية الأخرى التي أدخلها مركز العظام والمفاصل إلى تخصصاته هي أورام أو سرطانات العظام، وقال الدكتور الدوسري إن فريقا مؤهلا من استشاريين وأطباء في المركز يقومون بمتابعة مرضى الأورام السرطانية في العظام.

ولفت إلى أن هناك آلية رصد مبكر لأورام العظام كما يتم تحويل الحالات المشتبه بها إلى مركز العظام في غضون 24 ساعة على أن يبدأ علاج الحالات المصابة في غضون أسبوعين.

وكشف في هذا الإطار على أنه في السابق يتم بتر العضو الذي فيه ورم سرطاني كاملا، كبتر الساق المصابة على سبيل المثال، ولكن حاليا يتم بتر جزء العظمة المصابة فقط وتركيب دعامة صناعية تحل محلها دون أن يفقد المريض كامل الساق أو الفخذ.

وأكد الدكتور محمد العتيق الدوسري أن مركز العظام والمفاصل سيصبح في المستقبل القريب مركزا إقليميا للتدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة في جراحة العظام وذلك في إطار الدور التعليمي الطبي الرائد الذي تقدمه مؤسسة حمد الطبية محليا وإقليميا ودوليا.

وشدد على أن وجود مستشفى متخصص وكامل للعظام والمفاصل سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية وتلبية الحاجة المتزايدة على الجراحات والعلاجات المتخصصة في المجال.

السابق
في ختام العام الثقافي.. الدوحة تستعرض فنونها المعاصرة في موسكو
التالي
بيانات هيئة الطيران المدني البريطانية.. نجاح كبير لخط الدوحة – كارديف