حقيقة أم أكذوبة.. هل ساعدت أغنية Despacito في إنقاذ اقتصاد بورتوريكو بالفعل؟

يبدو أن الأغنية الأكثر مشاهدة عبر التاريخ قد ضاعفت الاهتمام بجزيرة بورتوريكو، لكن هل حققت معدلات عالية في السفر إلى تلك الجزيرة؟.

إذ حققت الأغنية الإسبانية Despacito للمغنيين لويس فونسي، ودادي يانكي نجاحاً سريعاً، ولكن الفرقة أخذت طريقها إلى العالمية بالفعل حينما أعيد توزيع الأغنية في نسخةٍ إنكليزية بمشاركة المغني الأميركي جاستن بيبر في أبريل/نيسان 2017.
وأعلن موقع هوتيلز، الذي يوفر خدمة حجز غرف الفنادق حول العالم عبر الإنترنت، أنَّ عمليات البحث عن السفر إلى جزيرة بورتوريكو قد حققت قفزةً هائلة خلال الشهرين اللذين أعقبا صدور النسخة المعدلة من الأغنية، ووصلت نسبة الزيادة إلى 45% مقارنةً بنفس الفترة خلال العام الماضي.

وأفادت المواقع الإلكترونية الأخرى بنفس الأمر: إذ قالت متحدثةٌ باسم موقع تريب أدفايزر الأميركي للسياحة وحجز الفنادق في تصريحٍ للنسخة الاميركية لـ”هاف بوست” إنَّ عدد مشاهدات صفحة بورتريكو على الموقع ارتفع بنسبة 24% بين 17 أبريل/نيسان و17 يونيو/حزيران من نفس العام.

وارتفع عدد مشاهدات الجزيرة بنسبة 10% على موقع إكسبيديا الأميركي للسفر والسياحة.

وعانت بورتوريكو في نفس هذا الوقت من العام الماضي من وباء زيكا، والذي بلغ ذروته في الانتشار في أغسطس/آب، وتحسنت الأمور منذ ذلك الحين، وأعلن المسؤولون انتهاء الأزمة في يونيو/حزيران، وهو ما يمكن أن يكون سبباً أيضاً لزيادة عمليات البحث خلال هذا الربيع.

ولكن، هل يمكن أن تكون الأغنية قد ساهمت أيضاً في الزيادة؟

يؤكد موقع كاياك الأميركي لحجوزات الطيران والسفر، أن عمليات البحث عن الرحلات الجوية زادت بنسبة 25% خلال الشهرين التاليين لظهور النسخة المعدلة من الأغنية، ولكن كانت هناك زيادة بنسبة 3.6% فقط في عمليات البحث عن السفر إلى بورتوريكو خلال العام 2017 بشكلٍ عام.

ويبدو أنَّ شيئاً ما تسبَّب في هذه الزيادة بفصل الربيع، مثل الاشتياق إلى السفر خلال الصيف، أو ظهور جاستن بيبر في الأغنية، أو ربما غير ذلك.

وقالت متحدثةٌ باسم موقع كاياك: “يبدو أنَّ الاهتمام قد ازداد بالفعل بعد صدور النسخة المعدلة من الأغنية في أبريل/نيسان”.

وفي شركة هوبر لحجوزات الطيران، فإنَّ عدد عمليات البحث عن الرحلات الجوية إلى بورتوريكو قد زاد بنسبة 58% في الشهر التالي لصدور الأغنية، مقارنةً بزيادةٍ قدرها 33% في الاهتمام بالجزيرة خلال هذا العام بشكلٍ عام.

وقالت المتحدثة باسم شركة هوبر: “الأغنية زادت الطلب على البحث عن الرحلات الجوية إلى بورتوريكو واقعياً بنسبة 25%”.

الاهتمام ببورتوريكو كان يتضاءل قليلاً حتى قبل هجوم فيروس زيكا؛ إذ يقول موقع كاياك إنَّ عمليات البحث عن الجزيرة انخفضت بنسبة 3% بين عامي 2015 و2016. وقد يعني ذلك أنَّ زيادة شعبية الجزيرة مؤخراً يمكن ألا يكون لها علاقة بالوباء، وأن تكون مرتبطة كلياً بالأغنية.

وقالت متحدثةٌ باسم إحدى شركات السياحة في بورتوريكو: “بخلاف جاستن بيبر، فإن بورتوريكو هي اختيار السياح الأميركيين منذ مدة طويلة بسبب قربها من الساحل الشرقي، وعدم حاجتهم إلى حمل جواز سفر للذهاب إليها”. وقالت إنَّ المواقع الإلكترونية الأخرى لحجز السفر، مثل أوربيت وترافيلوسيتي قد أشارا أيضاً إلى تضاعف الإقبال على بورتوريكو بعد صدور الأغنية.

ومع ذلك، قد لا يُترجم هذا الاهتمام بالضرورة إلى زياراتٍ للجزيرة؛ إذ لم يتغير معدل إشغال الفنادق في بورتوريكو، وفقاً لتحليل صحيفة واشنطن بوست الأميركية للبيانات في الفترة من فبراير/شباط وحتى مايو/أيار هذا العام.

وأضافت المتحدثة: “مازلنا نبحث عن كيفية ارتباط الزيادة في عمليات البحث والاهتمام بعدد الزيارات والمبيعات. كلنا نعلم أن أغنية Despacito كانت أكثر من مجرد أغنية صيفية جذابة”.

 

السابق
آخرهم إد شيران وغادة عبدالرازق.. فنانون عرب وأجانب قاطعوا الشبكات الاجتماعية.. فما أسبابهم؟
التالي
الدوحة: إنهاء الحصار أو “التدويل”.. قطر تتجه “شرقاً”!