حضرة صاحب السمو الشيخ تميم في واشنطن

الشيخ تميم

غادر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ; الدوحة مساء أمس متوجهًا بحفظ الله ورعايته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن . في زيارة عمل للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة.

في زيارة هي الأولى له إلى واشنطن منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة; وصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 30 يناير.

تشير التوقعات إلى أن أمير قطر سيبحث مع نظيره الأمريكي العديد من الملفات منها دعم وتعزيز علاقات الشراكة والتعاون الوطيدة بين البلدين;بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

ويرى مراقبون أن الزيارة القطرية إلى واشنطن تأتي في وقت تعج به المنطقة والعالم بأحداث كبرى; وهو ما يؤكد الأهمية الكبيرة التي تحوزها الدولة الخليجية نظير أدوارها الإيجابية في تعزيز السلم والأمن الدوليين بفضل دبلوماسيتها الرزينة وقدرتها على احتواء النزاعات ودعمها الدائم للحوار ونبذها للعنف والتطرف.

وتحظى جهود الدوحة بتقدير أمريكي ودولي كبيرين; سواء فيما يتعلق بدعمها العديد من دول العالم والمنظمات الدولية لمعالجة قضايا عالمية مثل وباء كوفيد-19 أو التغيّر المناخي.

ويشير آخرون إلى أن المشاورات القطرية- الأمريكية ستسيطر عليها قضايا دولية ساخنة؛ مثل القلق العالمي من مواجهة محتملة بين روسيا وأوكرانيا; وبذلك تبرز أهمية هذه المشاورات في تعزيز أمن الأسواق العالمية من إمدادات الطاقة.

وتعد قطر إحدى كبار الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم; كما سيرفع مشروع توسعة حقل الشمال طاقة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول عام 2026 ; فضلاً عن أن الغاز القطري يمتلك أعلى قدرة تنافسية في العالم.

ولعل هذه المميزات التي تتمتع بها الدوحة سياسياً واقتصادياً، تجتمع في آن واحد لتجيب عن سؤال حول أسباب استقبال أمير دولة قطر في واشنطن ; ليكون بذلك أول زعيم خليجي يستقبله الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية يناير الماضي.

الدوحة وواشنطن.. اقتطاف الثمار

تحدثت تقارير صحفية خلال الأيام الماضية عن أن العلاقات القطرية الأمريكية في أوج ازدهارها بفضل الحوار الاستراتيجي بين البلدين; الذي طبع العلاقات بين الجانبين بالقدرة على احتواء الأزمات وتطويع التحديات وقت الحاجة; وهو ما تجسد في تعاون البلدين في إجلاء الآلاف من الرعايا الأجانب والأفغان; الراغبين في مغادرة أفغانستان عقب وصول طالبان إلى الحكم منتصف أغسطس الماضي.

وكان لقطر دور محوري في التخفيف من توترات الأحداث المتسارعة حينها، بمد جسور جوية لإجلاء الآلاف إلى الدوحة على متن الخطوط الجوية القطرية; فضلاً عن تنسيق الجهود لتوفير الممرات الآمنة وإيصال المساعدات الإنسانية الملحة لأبناء الشعب الأفغاني; وهو ما أشادت به واشنطن في أكثر من مناسبة.

ويرى متابعون للشأن المحلي القطري أن التعاون الاقتصادي بين واشنطن والدوحة لا يقل أهمية عن التعاون السياسي; حيث إن القمة المرتقبة غداً بين الجانبين من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين من جهة وتنويعه من جهة أخرى.

ويتكئ هذا الرأي على النمو المتزايد للتعاون القطري الأمريكي في قطاعات مختلفة، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية 8.1 مليارات دولار أمريكي عام 2019 قبل وباء كورونا.

ومن شأن هذا التعاون أن يستمر للمستقبل إذ إن هناك ما يناهز 120 شركة أمريكية تعمل في دولة قطر.

على مستوى آخر، بلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية المباشرة القطرية لعام 2020 في الولايات المتحدة الأمريكية 3.9 مليارات دولار أمريكي; في حين بلغ حجم الاستثمار الأمريكي المباشر في قطر 14.2 مليار دولار أمريكي في العام 2019، بزيادة 0.3% مقارنة بالعام 2018.

هذا التعاون اللافت بين الجانبين القطري والأمريكي – وفقاً لمحللين سياسيين تحدث معهم “الخليج أونلاين”-; يؤكد أن المشاورات بين قادة البلدين تترجم هذه المسيرة من التعاون والبناء عليها; كما أنها تعدُّ منصة للتنسيق والتشاور حول التحديات الإقليمية والعالمية، وكذلك الدفع نحو تطوير التبادلات التجارية والاستثمارية المشتركة.

وفي إطار زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم إلى واشنطن، حاور “الخليج أونلاين” عدداً من المطلعين على السياسة المحلية والخارجية القطرية; وتحدثنا معهم في التطورات الإقليمية والدولية وراء المباحثات الأمريكية – القطرية; وتنامي دبلوماسية الدولة الخليجية في عدد من الملفات والقضايا الساخنة; فضلاً عن موقع الدوحة في سوق الطاقة والأدوار المرتبطة بذلك في سياق المحادثات بين الجانبين الأمريكي والقطري .

السابق
28.6 مليون ريال صافي أرباح مجموعة مقدام
التالي
المهاجم بيير إيميريك أوباميانغ إلى برشلونة أم إلى النصر السعودي