حصة قطر من سوق الغاز العالمي 27.6%

وكالات – بزنس كلاس:

في تأكيد على قوة الحضور القطري على خارطة الطاقة الدولية لاسيما في مجال الغاز المسال، اعتبرت مجموعة «غاز استراتيجيس» في تقريرها الجديد لعام 2018 أن هناك توسعاً في سوق الغاز الطبيعي على المستوى العالمي، وأن قطر تحتل مكانة مميزة على خريطة توريد الغاز الطبيعي، وذلك في تقريرها الذي يحمل اسم «توقعات الغاز الطبيعي المسال لـ2018.. استراتيجيات النمو والمرونة السوقية» والذي تناولت فيه الشركة البحثية ومقرها إنجلترا، توقعاتها لحركة إنتاج وتدفق الغاز العالمي. وقال تقرير «غاز استراتيجيس»، إن قطر تحتفظ بمكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ففي العام الماضي صدرت نحو 81 مليون طن مما مكنها من استمرار الهيمنة على سوق الغاز الطبيعي المسال عالمياً بحصة سوقية تبلغ 27.6 بالمائة من تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية،
وفي المقابل فإن قطر تتقدم على أقرب منافسيها بفارق كبير، حيث كانت صادرات أستراليا ثاني أكبر مصدري الغاز عالمياً بـ56.2 مليون طن، وحصة سوقية بنسبة 19.2 %، في حين صدرت ماليزيا 26.4 مليون طن بنسبة 9 %، وجاءت نيجيريا في المركز الرابع تلتها إندونيسيا والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يصبح موقع قطر في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي أقوى في السنوات المقبلة.
ولفت التقرير إلى أن هناك 7 عوامل أساسية تضمن للغاز القطري الصدارة عالمياً وهي: انخفاض تكلفة إنتاج الغاز، وهو ما يمثل ميزة تنافسية مرتفعة مما يجعل مشروعات التوسع بها أقل تكلفة من أي مشروع غاز طبيعي مسال مخطط له في أميركا مثلاً إلى جانب التاريخ والخبرة الطويلة في مشاريع الغاز فضلاً عن الموثوقية العالية في الغاز القطري، بالإضافة إلى قدرة قطر على توفير إمدادات إضافية بشروط تجارية أكثر مرونة وبعقود لمدد قصيرة هذا بخلاف التكنولوجيا الحديثة لإنتاج الغاز القطري وأسطول الناقلات العملاق وكذلك تتميز قطر بقدرة فريدة في عمليات تسييل الغاز الطبيعي والتي لا تتوافر بنفس القدر للمنافسين الآخرين، وعلاوة على ذلك فإن قطر تتفوق على منافسيها الدوليين في قطاع الغاز الطبيعي المسال بشبكة توزيع وتوريد عملاقة، تضمن الوصول لكل منافذ البيع العالمية.

وتستهدف قطر رفع الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال بواقع 30 % من مستوى 77 مليون طن سنويا إلى 100 مليون طن سنوياً فيما تقدر وكالة بلومبرغ تكلفة توسعة إنتاج الغاز بمبلغ 27.6 مليار دولار لإنتاج 23 مليون طن غاز من القطاع الجنوبي لحقل الشمال وهي تكلفة أقل من المبلغ الذي أنفقته شركة شيفرون العالمية لإنتاج 24.5 مليون طن من الغاز والبالغ 88 مليار دولار وهو ما يعني فارقاً يبلغ 60.4 مليار دولار، ويؤكد في الوقت ذاته أن تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي في قطر بين الأدنى عالمياً.
ويمتلك الغاز القطري أعلى قدرة تنافسية في العالم؛ حيث إن تكلفة إنتاجه الأقل عالمياً الأمر الذي يوفر قدرة تفاوضية جيدة مع الأسواق الآسيوية وبحسب «ريستاد للطاقة» النرويجية فإن سعر التعادل (سعر التعادل هو متوسط التكلفة التي تحقق التوازن بين الإيرادات والمصروفات) للغاز الطبيعي القطري يبلغ 5.6 دولار فقط للمليون وحدة حرارية بريطانية (بما في ذلك تكلفة النقل لأسواق آسيا) وهو مستوى أقل بنسبة 34 % من سعر تعادل الغاز الأميركي الذي يـتأرجح بين 7.5 دولار و9.1 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (بما في ذلك النقل إلى آسيا).
وبحسب تقرير مجموعة «غاز استراتيجيس» فإن مسيرة تطوير قطاع الغاز الطبيعي المسال في قطر لم تتوقف، حيث أعلنت شركة «قطر للبترول» مؤخراً أن عمليات الحفر في مشروع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من الجزء القطري لحقل الشمال ستبدأ في العام 2019، حيث ذكرت الشركة أنها قامت بمنح عقد التصميم التفصيلي والتصاميم المعتمدة للتنفيذ لقوائم منصات الإنتاج في مشروع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل الشمال لشركة «مكديرموت» الأميركية، حيث إن عقد «التصميم التفصيلي» يعد خطوة هامة نحو منح عقد الشراء والتصنيع والتركيب (EPCI) بحلول نهاية هذا العام، والذي سيمهد الطريق لبدء عمليات الحفر.
وتم تكليف شركة «قطرغاز» بتنفيذ هذا المشروع الضخم نيابة عن «قطر للبترول»، حيث ستبدأ بالعمل على التصاميم الهندسية التفصيلية مع شركة «مكديرموت»، إضافة إلى التصاميم الهندسية الأساسية للمنشآت البرية للمشروع التي تقوم عليها شركة «تشيودا». ويعد العقد الموقع مع «مكديرموت» جزءاً من نطاق أوسع لأعمال بحرية تشمل ست منصات للإنتاج وقوائم رافعة وخطوط أنابيب رئيسية تمتد إلى الشاطئ لتوفير 4.6 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً من حقل الشمال الذي يعتبر أكبر حقل للغاز غير المصاحب في العالم. وسيتم ربط المرافق البحرية مع 3 خطوط عملاقة جديدة للغاز الطبيعي المسال تبلغ طاقة كل منها 7.8 مليون طن سنويا، وهو ما سيضمن استمرار ريادة قطر العالمية في إنتاج الغاز الطبيعي المسال.
نمو كبير
وبحسب «غاز استراتيجيس» فإن العام الماضي انتهى بارتفاعات كبيرة في نشاط سوق الغاز الطبيعي، وأن هذا العام سينتهي بحركة قريبة من نشاط العام السابق وقال التقرير إن العام 2017 انتهى وسوق الطاقة العالمي للغاز الطبيعي المسال في مستويات إنتاج عالية، وهو الأمر الذي يشير إلى توقعات بتنامي السوق العالمي في 2018.
وذكر التقرير أن هناك عدداً قليلاً من مشاريع التسييل المخطط لها والتي ستكون مساهمة في زيادة الإنتاج العالمي على المدى الطويل، وذلك في ظل أن معدل نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال سوف يزيد أكثر في عام 2018، مع ما يقرب من 40 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الإضافي في الأسواق، وذلك مدفوعاً بتنامي الطلب الصيني، واستبدالها الطاقة الملوثة في تشغيل المصانع من الفحم إلى الغاز الطبيعي.
ويتوقع التقرير أن يتم إنتاج 37 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام 2018 يمكن أن يصل إلى 40 مليون طن المذكورة آنفاً، مع وجود إنتاج ضخم تقوده قطر ومشاريع بدأت في عام 2017 في ماليزيا والولايات المتحدة وأستراليا.
ويرى التقرير أنه من المتوقع أن تساهم قطارات التسييل الجديدة في أستراليا والكاميرون بمساهمة 15 مليون طن، ومن المتوقع أن يأتي بقية العرض الإضافي من زيادات الإنتاج في المشروعات القائمة التي تعمل حاليًا بأقل من طاقتها الإنتاجية.
مشاريع التوريد
وأشار تقرير غاز استراتجيس، إلى أن مشاريع الإمداد الجديدة ستشارف على الاكتمال في السنة القادمة، كمشروع إل إن جي فورتين العائم (FLNG) في غينيا الاستوائية والذي سيضخ 2.2 مليون طن، ومن المرجح أيضًا أن تأخذ شركة كوربوس CORPUS في تكساس بأميركا اتفاقيات وعقود غاز، علاوة على مشروعات الغاز المخططة على الساحل الغربي للولايات المتحدة وهناك أيضا مشروعات غاز إيرانية، لكن تظهر أمامها المخاوف من العقوبات الأميركية، وهو ما يجعلها تبحث عن طرق بديلة لتلافي العقوبات.
ورأى تقرير غاز استراتيجيس، أن هناك اتجاهاً رئيسياً لتوقعات استراتيجية الغاز في عام 2018 ويتمثل في تزايد نشاط امدادات الغاز الطبيعي المسال، حيث أدى نمو المعروض من الغاز الطبيعي المسال إلى زيادة في السيولة والحركة التجارية، حيث استمرت مستويات النمو القوية وحافظت المبادلات خلال فترة الشتاء على نمو قوي، مما يشير إلى استمرار نمو نشاط الغاز الطبيعي المسال في 2018.
ولفت التقرير إلى أن المؤشرات تظهر تعطشاً آسيوياً لإمدادات الغاز، فبعد دفعة حكومية قوية لتحسين نوعية الهواء في المدن الكبرى، من المقدر أن تحوز الصين وحدها ما يصل إلى 40 % من الزيادة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال على الصعيد العالمي، حيث يتم توصيل ملايين المنازل في الصين بشبكة الغاز لأول مرة في خطوة مهمة لإزالة المراجل التي تعمل بالفحم في القطاع السكني.
كما ويحل الغاز الطبيعي أيضا محل الفحم في التطبيقات الصناعية مثل صناعة السيراميك والأسمنت.
وعن توقعات السوق قال التقرير إن عام 2017 كان هادئًا نسبيًا بالنسبة لصناعة الغاز الطبيعي المسال، مع وجود حوالي 30 مليون طن إضافي من الغاز الطبيعي المسال، وتم امتصاص عرض الغاز الطبيعي المسال من قبل السوق بأقل قدر من الاضطراب، ومن المتوقع بنهاية عام 2018 أن يمتص السوق 40 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الإضافي.

السابق
ارتفاع التحويلات بشركات الصرافة 25%
التالي
قطر الخيرية تشكر المتبرعين بهذه الطريقة