فيما يبدو أنها حركة منسقة بين إسرائيل من جانب ودول ثلاي الحصار وعلى راسها السعودية من جانب آخر، تستعد إسرائيل لقطف ثمار “العدوان الثلاثي” على قطر لأنه حسب تعبير مسؤوليها جلب الدفء، أكثر من من أي وقت مضى، لعلاقاتها مع الرياض. بعد التصريحات السعودية الشهيرة لرئيس جهاز الاستخبارات السعوديّ السابق، تركي الفيصل، الذي قال العام الماضي إنّ حصانة الدول العربيّة أمام التحدّيات ستكون أقوى في ظلّ التعاون مع إسرائيل، وذلك خلال مناظرة جمعته بمستشار الأمن القومي السابق للحكومة الإسرائيلية، الجنرال يعقوب عميدرور، والتي نظمها “معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى”، العام الفائت.
فقد كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن أنّ وزير السياحة الإسرائيليّ، يريف ليفين يعكف على وضع خطة هدفها تشجيع السياحة الطبية بين إسرائيل ودول الخليج، مستغلّةً الأزمة الحالية بين الدول الخليجيّة، والتي تؤكّد كلّ المؤشّرات على أنّها ماضية في التصعيد.
ولفتت الصحيفة العبريّة، استنادًا إلى مصادرها في تل أبيب، إلى أنّ الأزمة في الخليج ومُقاطعة قطر، هي عوامل ساهمت في تسخين العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعوديّة، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ وزير السياحة الإسرائيليّ، أقر قبل يومين خلال زيارة له إلى بولندا أنّه قام بإجراء اتصالات مع جهاتٍ رفيعة المستوى في البيت الأبيض، لطلب التوسط بين وزارته وبين عددٍ من دول الخليج.
وقال الوزير لفين للصحيفة العبريّة إنّ أزمة قطر جلبت الدفء لعلاقات إسرائيل مع السعودية، وتابع: وطلبت من واشنطن التوسط لإحضار مرضى خليجيين لتلقّي العلاج في إسرائيل. وبحسب الوزير الإسرائيليّ: لم نصل بعد إلى مرحلة تدفق السياح من دول الخليج إلينا، لكن الدمج بين المعرفة المتوفرة لدينا في إنقاذ الحياة عن طريق العلاجات الطبيّة وبين قدرتهم على الدفع، من شأنه أنْ يكون بكلّ تأكيدٍ مرحلة أولى في الطريق إلى تسخين العلاقات، على حدّ تعبيره.
يُشار في هذه السياق إلى أنّ تقارير إسرائيليّة وغربيّة كانت قد تطرّقت في السنوات الماضية، لظاهرة السياحة العلاجية، ووصول أثرياء من بعض دول الخليج ومن أبناء الأسر الحاكمة في عدد من البلدان، لتلقي العلاج في مستشفيات إسرائيلية في ظلّ تكتمٍ شديدٍ. وذكرت هذه التقارير أنّ سيدةً من إحدى العائلات الحاكمة في دولةٍ خليجيّةٍ، كانت قد تلقّت علاجًا في مستشفى “رمبام” في حيفا قبل عدّة سنوات.