الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
أكد السيد علي بن هلال الكواري، نائب الرئيس التنفيذي في شركة حصاد الغذائية، الرائدة بالاستثمار في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، أن دولة قطر باتت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء؛ بسبب الوتيرة المتسارعة التي تعمل بها جميع القطاعات والحماس الذي تحلّت به منذ بدء الحصار الجائر على البلاد؛ حيث تعلّم الجميع البحث عن البدائل والحلول خلال هذه الأزمة. وأوضح، في حوار خصّ به «العرب»، أن الاستثمارات الداخلية والخارجية للشركة والدور التكاملي الذي لعبته مع القطاع الخاص، جميعها ساهمت منذ اليوم الأول للحصار وحتى الوقت الراهن في تحقيق الأمن الغذائي في الدولة؛ إذ سخّرت «حصاد» جميع إمكانياتها لتأمين وصول الشحنات إلى نقاط البيع، مع المحافظة على جودة المنتجات وبأسعار تنافسية.
وأشار إلى أن الشركة دأبت منذ الأيام الأولى من الحصار وخلال شهر رمضان المبارك وبعد فترة الأعياد، على تأمين السوق حتى تمكّن من التماسك. لافتاً إلى أنها أوكلت المهمة بعد ذلك إلى القطاع الخاص في جميع المنتجات والمواد التي كانت تقوم هي بجلبها، حتى أصبح الأخير يدير كل العمليات منذ الشهر الماضي، لتعود الشركة فيما بعد لتركز على عملها الأساسي المتمثل بالاستثمار.
ولفت إلى أن الشركة انتقلت إلى مرحلة رفع وتيرة الإنتاج المخصص للدولة، في مزارعها المحلية وفي سلطنة عُمان وأستراليا، وزيادة مساحة أكبر مزرعة لها داخل الدولة، فضلاً عن أنها تعكف حالياً على تنفيذ مشروع تصل مساحته إلى 80 ألف متر مربع، وزيادة إنتاجيتها من الطيور الداجنة التي من المتوقع أن تصل إلى 16 مليوناً وبيض المائدة إلى 120 مليوناً مع نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى مبادراتها التي تهدف إلى تشجيع المزارعين المستقبليين وضمان تسويق منتجاتهم والتكفل بشرائها.
وفيما يلي نص الحوار:
ما أبرز الإنجازات التي قامت بها شركة حصاد الغذائية منذ بدء الحصار على دولة قطر؟
■ إن شركة حصاد الغذائية ومنذ الساعات الأولى للحصار الجائر، حاولت أن تتعرف على العقبات التي سيخلفها، وقد توصلنا إلى تحديد المنتجات القادمة من الدول المحاصِرة والتي ستكون شحيحة في السوق المحلي، بالإضافة إلى وسائل النقل التي كانت تأتي من تلك الدول، وحاولنا أن نبحث لها جميعاً عن حلول ومعالجة.
وبدأت الاجتماعات في شركة حصاد وأخرى على مستوى دولة قطر مع الجهات الحكومية والمسؤولة، وتمكّنا خلال ساعات من اليوم الأول من الحصار من التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة التي من الممكن أن تزوّدنا بهذه المنتجات ووسائل النقل.
ووصلت بالفعل أول الشحنات إلى دولة قطر خلال 24 ساعة من بداية الحصار، وكان هذا الجزء الأول من المهمة، ثم انتقلنا للعمل على الجزء الثاني الذي يشمل العمليات اللوجستية والخدماتية على الأرض، من عمليات النقل من الموانئ والمطارات، إلى التخزين والتوزيع على القطاعات كاملة. وفي زمن قياسي توزعت الشحنات على نقاط البيع، وتوصلنا إلى عدد ضخم من عمليات النقل؛ إذ وصلت إلى 40 عملية يومياً إلى النقاط الأساسية، وقد تمت تغطية أكثر من ألف نقطة بيع صغرى داخل المناطق السكنية، كذلك كان لدينا تحدٍّ بالمحافظة على جودة المنتجات العالية وبأسعار تنافسية. وكما هو معلوم كانت وسائل النقل في بداية الحصار تقتصر على الوسائل الجوية والبحرية فقط، إلا أن النقل الجوي مرتفع التكلفة فيما لا يملك البحري الإمكانية لنقل المواد ذات العمر الافتراضي القصير، مما خلق تحدياً في ابتكار وسائط جديدة؛ حيث توصلنا مع الدول الصديقة عن طريق الشحن بالبر إلى إيران ومنها إلى الدولة عن طريق البحر، وكان هذا الخط يطبّق لأول مرة وقد أثبت نجاعته وما زال مستخدماً إلى اليوم.
ما دور شركة حصاد في تعزيز مفهوم الاكتفاء الذاتي الذي التفتت إليه دولة قطر بعد الحصار وشدد عليه سمو أمير البلاد المفدى؟
■ لقد استمرت عملياتنا منذ الأيام الأولى وخلال شهر رمضان المبارك وبعد فترة الأعياد؛ حتى تأكدنا أن الوضع بات جيداً والسوق بدأ بالتماسك، ودورنا التكاملي مع القطاع الخاص الذي تعاملنا معه بكل شفافية وأوكلنا لهم المهمة في جميع المنتجات والمواد التي كنا نجلبها، حتى أصبح الأخير يدير كل العمليات منذ الشهر الماضي، وعادت الشركة لتركز على عملها الأساسي المتمثل بالاستثمار.
إن استثمارات حصاد الداخلية كان لعبت دوراً مهماً؛ حيث نملك أكبر مزرعة للإنتاج الزراعي في دولة قطر، وقمنا من اليوم الأول بزيادة مساحتها بنحو 40 ألف متر مربع، وهناك مشروع قائم بمساحة 80 ألف متر مربع إضافي، وكذلك مشاريعنا في الشركة العربية القطرية للدواجن «الواحة»؛ حيث قمنا بزيادة إنتاجها من 8 مليون إلى 9 مليون و700 طائر، والعمل جارٍ على مزيد من التوسعة التي من المتوقع أن تصل إلى 16 مليوناً، وبيض المائدة إلى 120 مليوناً مع نهاية العام الحالي؛ بالإضافة إلى زيادة إنتاج الأعلاف مع شركة أعلاف قطر المملوكة لـ «حصاد»، وزيادة بيع الأعلاف والاستيراد للدولة.
إن شركة حصاد لم تكتفِ بمشاريعها وإنما تقوم بإطلاق مبادرات عديدة في هذا المضمار؛ إذ أطلقت مبادرة «اكتفاء» والتي تهدف إلى تشجيع القطاع الزراعي بشكل عام، فقد كان هناك الكثير من المزارع غير المنتجة في قطر، وكان تركيزنا على هذه الفئة تحديداً لمساعدتهم وتشجيعهم على أسس تجارية وبوضوح للمزارعين، والآن نحن في المرحلة النهائية من توقيع الاتفاقيات لنقدم لهم جميع الخدمات من دراسة الجدوى وتسهيل عمليات التمويل ومدخلات الإنتاج وعمليات الدفع الآجلة خلال 90 يوماً، وإشراف زراعي من قِبل فنيين ومهندسين في حصاد، والتركيز على الهاجس الأكبر للجميع وهو تسويق المنتجات، وأساس الاتفاقية أن تتكفل الشركة بشراء جميع منتجات المزارعين المستقبليين.
ما الدور الذي تلعبه الاستثمارات الخارجية لـ «حصاد» في تحقيق الاكتفاء الذاتي في دولة قطر؟
■ إن الاستثمارات الخارجية -ولو أنها قائمة على أسس تجارية بحتة- إلا أنها تلعب دوراً كبيراً في تحقيق الاكتفاء الذاتي سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. على سبيل المثال فإن دولة قطر تستورد الكثير من اللحوم عن طريق الشركات الوطنية من «حصاد أستراليا» الشركة المملوكة بالكامل لـ «حصاد قطر»، وتُعتبر من أكبر المورّدين إلى البلاد.
وتمتلك الشركة كذلك 33 % من أكبر شركة دواجن في سلطنة عُمان، والتي تصل منتجاتها إلى الدوحة وأثناء فترة الحصار، وبتواصلنا معهم هناك تمت زيادة الإنتاجية لتخصيص حصة أكبر لدولة قطر، وتمتلك في باكستان مشروعاً لإنتاج الأرز للدولة، فاستثمارات الشركة لها مردود كبير على السوق في الدوحة.
كيف تتوقع أن يكون مستقبل الزراعة والغذاء في قطر خلال الفترة المقبلة خاصة في الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدولة؟
■ نحن باعتبارنا جزءاً من المستثمرين فإننا نرى ما يحصل، والجميع متحمس ويحاول. وإذا ما استمر الوضع على هذا المنوال فإن الاكتفاء الذاتي سيكون قريباً جداً، والقطاع الخاص يعمل بجد، ودورنا التكاملي مع الأخير يساهم في تحقيق الاكتفاء، وتعلمنا من هذه الأزمة البحث عن البدائل والحلول، ومستمرون على هذا النسق في المستقبل. وقد تطورنا وبسرعة هائلة، والبنيية التحتية في قطر تطورت بشكل كبير، فنتوقع أن الوتيرة التي كنا نعمل بها قبل الحصار ستكون أكبر بكثير بعده.