حتى القهوة والحليب!.. تعرّف على أكثر الأغذية التي يتم تزييفها وكيف تتجنبها

 

البعض منا يحاول أن يبتعد عن الوجبات السريعة التي لم يتم إعدادها بالمنزل؛ خوفاً على الحالة الصحية، ويقيناً منا بما تحتويه من مواد ضارة تارة، ولأننا لسنا على علم بما يتكون منه ذلك الطعام من الأساس تارة أخرى، بينما نثق عادةً بكل ما تحويه بيوتنا من منتجات غذائية؛ ظناً منا أن مكوناتها طبيعية وآمنة.

لكن المفاجأة أنه حتى طعام المنزل يجب ألا ينال كل تلك الثقة، فأحياناً يلجأ المتعهدون بصناعة المنتجات الغذائية إلى خلط مكونات أخرى مع المادة الأصيلة في المنتج الغذائي أو تضليل المستهلك حول المكونات، واستخدام كميات أقل من العنصر الأصيل، لجلب المزيد من الربح بالطبع.

وغالباً ما يتم خلط منتجات بغيرها، وتقليل المادة الأصيلة بها، ويعرض لك هذا التقرير أكثر المنتجات التي تتعرض لذلك، وكيف يمكنك رصدها والابتعاد عنها:
زيت الزيتون
“القليل من زيت عباد الشمس مع بضع قطرات من الكلوروفيل، أضف إلى ذلك القليل من البيتا كاروتين وسيكون لديك كل ما تحتاج لتمرير زيت زيتون مغشوش”. صرّح بذلك سيرغيو تيرّو وهو أحد أفضل محققي الغش الغذائي في أوروبا.

زيت الزيتون هو الأكثر عرضة للاحتيال؛ باتباع الطريقة السابقة لغشه كلياً أو بتخفيفه ببعض الزيوت الأخرى؛ مثل: زيت البندق وزيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت الفول السوداني وزيت النخيل وزيت الجوز وزيت فول الصويا والزيت النباتى، وإضافة بعض المواد والألوان الاصطناعية التي تحجب اللون والرائحة لإخفائها. ومع كل ذلك، يتم بيعه للمستهلك على أنه زيت زيتون بكر أو يُباع بثمن أعلى كزيت زيتون إيطالي المنشأ.

لذا، عند شرائك زيت الزيتون في المرة المقبلة، تأكد من تاريخ الحصاد الملصق على العبوة، بعض العبوات لا تحمل تاريخاً، وتلك حتماً تكون مغشوشة أو تكون من إنتاج قديم يحاول الموزعون التخلص منه.

من ناحية أخرى، ليس كل ما يحمل عَلم إيطاليا إيطالي المصدر، فالبعض يقوم بالتصدير لإيطاليا ثم إعادة التصدير من هناك، وهو بذلك لا يكذب من الناحية الفنية في حالة مرور منتجه بأحد موانئ إيطاليا.

أخيراً، إذا لم تُذكر أنواع أشجار الزيتون أو أصناف الزيتون الذي تم استخدامه على العبوة، فهذا لا يُبشر بالخير.

العسل
لأنه حلو المذاق، فهو هدف سهل للغش بشراب الذرة عالي الفركتوز أو سكر الأرز، وهو ما يؤدي إلى تلوثه بعد ذلك بالمضادات الحيوية والمبيدات الحشرية والرصاص.

وغالباً ما يوجد في العسل المزيف مكونات مثل شراب السكروز وشراب الجلوكوز والمحَلِّيات الاصطناعية بأنواعها، وبنجر السكر وقصب السكر. كما أن تنقية العسل من حبوب اللقاح والمواد العضوية من أجزاء النحل تجعل التمييز بين العسل الأصلي والمزيف أكثر صعوبة.

لكنك باختبارٍ صغير في مطبخك يمكنك أن تميز بينهما، قم بوضع ملعقة من العسل على سطح قطعة من الخبز واتركها قليلاً. إذا كان السطح مقدَّداً فالعسل الخاص بك أصلي، أما إذا ترطب سطح الخبز فالعسل مغشوش بكل تأكيد.

يمكنك أيضاً أخذ ملعقة من العسل المراد اختباره وإسقاطها في كوب من الماء، فسيتأكد لك أن العسل أصلي باستقراره في القاع، أما إذا ذاب في الماء فهو مغشوش.

حتى تتجنب ذلك، لا سبيل إلا الرجوع لمنتجات المزارعين، وغير ذلك من السبل التي تتوافر بها ثقتك في مصدر المنتج.

الحليب
الميلامين والفورمالدهايد واليوريا وبيروكسيد الهيدروجين والصودا الكاوية والنشا ومياه غير صالحة للشرب، ودهون البقر إلى جانب مصادر حيوانية أخرى غير أصلية، كلها مواد قد يحتويها أكثر المشروبات التي نطمئن إلى تناولها أو نضطر إلى تناولها أحياناً؛ لفوائده الجمة.

لا فائدة من شراء الحليب المصنّع بأي حال من الأحوال، الحل الأمثل لتجنب كوارث تلك المواد أن تشتري الحليب من منافذ مزرعة ما أو ما شابهها مع ثقتك بمصدر الحليب الذي تتناوله وقراءة مكوناته. وابتعد كل البعد عن مسحوق الحليب.

الأسماك
نقلق بشدة عند شراء الأسماك؛ لأننا نعي كم يمكن أن يحمل لحمها من مخاطر تأثراً بالبيئة المائية حوله، وأكثر ما نخشاه في ذلك هو مستويات الزئبق، وغيره من المواد الضارة التي تنتقل من أسمدة ومخصبات الأراضي الزراعية، ومخلفات الصناعة إلى الماء.

أشهر حيل الغش التي تُمارس عند بيع الأسماك هي الكذب بشأن الأصناف لبيع نوع رخيص بسعر صنف غالي الثمن، أو الحصول على أسماك مستزرعة؛ ظناً منا أنه تم اصطيادها.

لتجنب ذلك، يُنصح بالابتعاد عن سمك التونة؛ لأنها من أسهل ما يمكن التضليل بشأنه، والتأكد من منافذ بيع الأسماك التي تتعامل معها دوماً مطاعم المأكولات البحرية التي ترتادها؛ لأن المخاطر تتراوح بين الإسهال والتسمم، وهما لا يتأخران عادةً في الظهور.

وأخيراً، نحذرك من السوشي، فقد دللت منظمة أوشيانا، وهي أكبر منظمة دولية للمحافظة على المحيط، على أن السمك الذي يصل لطبقك في مطاعم السوشي غالباً ما كنت ستأكله من الأساس إن رأيته قبل إعداده.

القهوة
القهوة هي سبب سعادة الكثيرين ومحفزهم الصباحي الذي لا غنى عنه. والحال الوحيد الذي يضمن لك قهوة أصيلة هو أن يكون لديك الحبوب نفسها لزراعتها، والغش الأكبر يكون في حالة القهوة الفورية؛ والتي دائماً ما توجد بها آثار لفول الصويا المحمص ودقيق البطاطس والكارميل والغلوكوز والمالتوديكسترين والنشا وأغصان نبات البن والشعير المحمص والتين.

ويمكن أيضاً للحليب المطحون أن يُغش بأي مسحوق بني كقشور القهوة أو الذرة المحمصة، وهذا إن كنت محظوظاً.

لذلك، لا يمكنك الاعتماد على قراءة المكونات ولتكن الحل الأخير، وعليك إلى جانب ذلك اختيار أصناف ومصادر شرائك لمتعتك الصباحية بعناية شديدة.

الزعفران
هو أحد أغلى البهارات على الإطلاق، لذا فليس غريباً أن يتم التلاعب به، فنحن نحتاج عادة إلى 150 زهرة لصنع غرام واحد فقط من الزعفران، ولغشه نحتاج فقط لبعض البصل المجفف مع القليل من الصبغة البرتقالية، تأمل فارق التكلفة.

من بين المواد الرئيسية التي تدخل في تزييف الزعفران أيضاً بتلات الخشخاش، والطباشير، والنشا، وكبريتات الباريوم، ووبورات الصوديوم، والغليسرين، وخشب الصندل المجفف، وألياف الحرير الحمراء. وحتى تتجنب الخداع، اشترِ خيوط الزعفران نفسها والتي يصعب غشها.

الفلفل الأسود
غالباً ما يُخلط مع بذور البابايا وزهرة الحنطة السوداء وسيقان نبات الفلفل الأسود. أما الفلفل الحلو(البابريكا) فيتم خلطه بالفلفل الأبيض وكان يُخلط قديماً بمسحوق القرميد.

ولتتجنب الغش هنا أيضاً، عليك شراء البهارات كاملة من العطار، والمهم أن تكون بهيئتها الكاملة وليست معبأة أو مطحونة، فمن السهل عليك بعد ذلك طحنها بنفسك.

السابق
ما السر وراء عدم ارتداء الأميرة ديانا القفازات الملكية؟
التالي
لماذا لا تستطيع القطط تناول السكريات؟