كثيرة هي العوامل التي أدت لخسارة ريال مدريد اليوم من سيلتا فيجو بهدفين مقابل هدف أهمها الحالة النفسية بعد السقوط في ملعب سانشيز بيزخوان قبل 3 أيام، وكثيرة هي الأخطاء التي ارتكبها الفريق وعلى رأسه زين الدين زيدان، وكثيرة هي المشاكل التي يجب معالجتها لعدم تفاقم الأمور أكثر من ذلك في قادم المواعيد.
ربما يرى البعض أن اللاعبين هم من أهدوا الفوز لسيلتا فيجو بأخطائهم الفردية تماماً مثلما حدث في مباراة سيلتا فيجو، لكن هذه المرة الوضع مختلف كلياً، فزيزو الذي لطالما أشدنا به هو من يتحمل مسؤولية الهزيمة في مباراة اليوم من الألف إلى الياء، وذلك يعود لأسباب عديدة.
كاسيميرو لاعب ارتكاز جيد لكنه ليس ساحراً
المنطقة التي يغطيها كاسيميرو داخل الملعب لا يمكن لأي لاعب ارتكاز تحملها في العالم، فهناك اتكال واضح في المهام الدفاعية على النجم البرازيلي، وهذا الخلل لم يبدأ من مباراة اليوم بل منذ عودته من الإصابة وظهر جلياً في مونديال الأندية.
المشكلة أن زيدان تعامل مع سيلتا فيجو كأنه فريق صغير وأعطى تعليمات للاعبي خط الوسط والظهيرين بالتقدم في كل هجمة، مما أدى إلى ظهور رقعة كبيرة من الملعب لا يوجد فيها سوى لاعبين أو ثلاثة من ريال مدريد في الهجمات المعاكسة للخصم، كاسيميرو واحد منهم بلا شك.
كروس ومودريتش لم يقدمان الإضافة الدفاعية كما يجب في مباراة اليوم، الظهيران يتقدمان بشكل مبالغ به ونفي نفس الوقت أحياناً، أسينسيو وفاسكيز قدما مباراة كارثية على الصعيد البدني، ورونالدو خارج الخطط الدفاعية بشكل كامل، الأمر الذي جعل كاسيميرو يتحمل جميع الأعباء الدفاعية وحده، فكان من الطبيعي أن يتلقى الفريق هدفين من هجمتين مرتدتين.
الاعتماد على العرضيات كسلاح وحيد !
لا يمكن التصديق أن فريق بحجم ريال مدريد وما حققه خلال الفترة الماضية من إنجازات عظيمة يلعب بسلاح وحيد طوال التسعين دقيقة مثل الفرق المتواضعة، الحلول اختفت فجأة عن زيدان ولاعبي ريال مدريد وأصبحوا يلجأون إلى العرضيات كوسيلة وحيدة للفوز.
شاهدنا اليوم عشوائية كبيرة في تحويل العرضيات سواء من مارسيلو ودانيلو، أو أسينسيو وفاسكيز، وأحياناً من كروس ومودريتش أيضاً! فهي عرضيات بهدف إدخال الكرة منطقة الجزاء فقط، ولا يوجد مخطط ذهني لتسجيل هدف، فأحياناً كنا نرى عرضيات ترسال لرونالدو وهو وحده داخل منطقة الجزاء بين 4 لاعبين، والغريب هو إصرار اللاعبين عليها طيلة المباراة رغم تعامل لاعبي سيلتا فيجو ببراعية معها.
رونالدو كرأس حربة .. ما الذي يعجب زيزو بهذا الدور ؟
لماذا لم ننتقد هذا الأمر عندما كان ريال مدريد يحقق الانتصارات ؟ لأنه ببساطة كان هناك ما هو أهم للحديث عنه كون الأهداف تأتي في كل مباراة وبغزارة في الكثير من الأحيان، لكن وضع رونالدو كرأس حربة ليس قراراً موفقاً على الإطلاق منذ أن أقره المدرب الفرنسي.
الجميع لاحظ انخفاض معدل رونالدو تهديفياً في الأشهر الأخيرة، ويحاول البعض إرجاع هذا الأمر إلى تقدم اللاعب في السن وتراجع مستواه بشكل تدريجي، لكن هذه ليست الحقيقة، فالمشكلة أن رونالدو لا يجيد اللعب عندما يتم تضيق الخناق عليه وينعزل عن باقي الفريق، والمشكلة الأخرى أن الدون ليس من اللاعبين البارعين باللعب بظهره، فهو يفضل دائماً أن يكون وجهه إلى المرمى.
منذ أن كان رونالدو في مانشستر يونايتد ونحن نعلم أن خطورته تأتي دائماً عندما ينطلق من الخلف ويتوغل داخل منطقة الجزاء سواء أكانت الكرة معه أو مع زميله، باختصار رونالدو ليس إنزاجي أو ماندزوكيتش، فهو لاعب يجب أن يتحرك كثيراً كي يهرب من الرقابة ويطلب الكرة في المكان المناسب.
الأمر ازداد سوءاً اليوم لأن زيدان اعتمد على رونالدو وحيداً في خط الهجوم، فأسينسيو وفاسكيز لعبا أكثر كلاعبين خط وسط، حتى عند دخول موراتا شاهدناه يتجه إلى الجناح اليسار وبقي رونالدو في العمق مقيداً برقابة مدافعي سيلتا فيجو.
عندما تخسر نقطة قوتك سوف تخسر دائماً
أفضل شيء قام به زيدان منذ قدومه هو تجهيز اللاعبين نفسياً وذهنياً، فكان اللاعبين يحافظون على تركيزهم بشكل كامل في معظم أوقات المباريات وهذه كانت إحدى نقاط قوة الفريق الرئيسية، والدليل على ذلك هي الأهداف القاتلة التي تم تسجيلها في الدقائق الأخيرة في العديد من المناسبات..
لاعبو ريال مدريد بدأوا يفقدوا تركيزهم منذ الدقيقة 84 من مباراة إشبيلية عندما قام مارسيلو بارتكاب خطأ لا داعي له ساهم في تسجيل إشبيلية هدف التعادل الذي جاء برأسية راموس، ثم توالت الاخطاء بعد ذلك من كريم بنزيما وكيلور نافاس.
في مباراة اليوم شاهدنا كمية كبيرة من الأخطاء الفردية للاعبين، مما يوضح أن هناك خلال في الحالة الذهنية للفريق بشكل عام، اللاعبين فقدوا تركيزهم في العمليتين الهجومية والدفاعية، وهذا كله يتحمله زيدان لأنه ببساطة هو المدرب، وهو المسؤول عن إعادة ضبط الأمور عندما تحدث مشاكل من هذا النوع.