الدوحة – بزنس كلاس:
يستمر العمل بوتيرة سريعة لتنفيذ خطة إقامة مشروع مترو الدوحة بمختلف خطوطه مع تأكيدات على وصول كافة مقطورات المترو بحلول 2019. وفي التفاصيل كشف المولوي عن وصول 32 قطارا من اصل 75 قطارا لمستودعات الرّيل في الوكرة، الذي يعد المستودع الرئيسي للشركة بالإضافة إلى مستودع آخر يوجد في نهاية الخط الأخضر.
تواصل عملية اختبار القطارات
وقال عبد الله علي المولوي، مدير العلاقات العامة والفعاليات بشركة السكك الحديد القطرية “الرّيل” وعبد الرحمن علي الملك المدير التنفيذي لمشروع الخط الأحمر، بأن مختلف القطارات تخضع حاليا لعملية الاختبارات، متوقعا استلام الشركة جميع القطارات نهاية عام 2019، مشيرا إلى أن أول دفعة وصلت في شهر اغسطس من العام حيث تمت اولى عمليات التركيب في المستودع ويمكن تصنيفها بأولى عمليات الاختبار.
ولفت المولوي إلى أن نسبة الاعمال التنفيذية للمشروع مترو الدوحة بلغت 76% قائلا: “تقريبا لدينا تقييم شبه أسبوعي لمعرفة مدى تقدم الاعمال التنفيذية لمختلف الخطوط”.
وأشار إلى أن عملية الاختبارات تشمل عديد المجالات منها ما هو متعلق بالقطار في حد ذاته وما يتضمنه من اختبار لمختلف الانظمة المتعلقة به سواء كانت كهربائية او ميكانيكية، بالإضافة للتشغيل على السكة داخل المستودع ومراقبة عملية الدخول من وإلى الخط واختبار مختلف الأنظمة وغيرها من الاختبارات التقنية.
وحول طول عملية الاختبارات التي ستستغرق نحو سنة ونصف السنة، أشار المولوي إلى أن الشركة حريصة على توفير مختلف شروط الأمن والسلامة التي تسبق عملية التشغيل النهائي والمنتظر في العام 2020، خاصة وأن عدد القطارات كبير وهو ما يستدعي توخي الدقة والوقوف على مدى نجاعة مختلف الانظمة المتداخلة خلال التشغيل .
84 % من المحطات تحت الأرض
ولدى حديثه عن عدد المحطات في مشروع المترو، لفت الملك إلى وجود 37 محطة للخطوط الثلاثة وهي الاحمر والذهبي والاخضر، والتي تتقدم فيها العمليات التنفيذية بنسب مختلفة من محطة إلى أخرى، قائلا: “إن شركة الريل تعمل على انجاز ثلاث محطات نموذجية حتى تتم عملية الاختبارات وفق المواصفات المعتمدة وهذه المحطات هي محطة القصار والدوحة الجديدة والمحطة الاقتصادية”.
وأضاف المدير التنفيذي لمشروع الخط الاحمر ان نحو 6 محطات مترو الدوحة من أصل 37 موجودة فوق الأرض والباقي موجود تحت الارض”.
وقال إن الخط الأحمر “المعروف أيضاً بالخط الساحلي”، يمتد لمسافة 42 كيلومتراً من مدينة الوكرة في الجنوب وحتى مدينة لوسيل في الشمال، كما يربط مطار حمد الدولي (المبنى 1) بمركز المدينة. ويتألف هذا الخط من 18 محطة من بينها محطة لقطيفية التي تسمح للركاب بالانتقال إلى خط قطار النقل الخفيف لمدينة لوسيل.
وفي تقديمه للمحة عن الخصوصيات الفنية لمحطة المنطقة الاقتصادية أشار الملك إلى أنها تستجيب لمختلف المواصفات العالمية وتراعي مختلف شرائح المجتمع وتتميز المنطقة بأنها ستخدم مستقبلا المنطقة الاقتصادية في راس بوفنطاس ومختلف المناطق المجاورة .
وكشف الملك عن تمكن الفرق العاملة على خط الأحمر من توصيل الكهرباء لمختلف المحطات وان العمل جار في باقي الخطوط.
وقال ان تصميم المحطة أخذ بعين الاعتبار البيئة القطرية وعمليات التوسع المستقبلية، قائلا: “إن انشاء المحطات وتصميم القطارات أخذ بعين الاعتبار ارتفاع عدد المسافرين في المستقبل لكي نتفادى اي عمليات هدم وإعادة بناء للاستجابة للحاجات المستقبلية”.
المحلات التجارية
وأشار المولوي إلى أن المشروع بخطوطه الثلاثة يضم مناطق تجارية وهي عبارة عن محلات بيع بالتجزئة لخدمة المسافرين، مؤكدا انه تم طرح المناقصات لتأجيرها، والآن تعمل الأطراف المعنية على فرز الطلبات لتحديد المستفدين من هذه المحلات.
واضاف في ذات السياق انه تم تخصيص 200 محل في مختلف المحطات، تم طرح 48 % منها وستتبعها المرحلة الثانية في العام 2018.
وقال ان هناك تنسيقا مع الدفاع المدني وهناك معايير عالمية تم الاخذ بها في مجالات الامن والسلامة بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل كثيرة مع الجهات المعنية.
ولفت إلى توفير المحطة خدمات اخرى على غرار المصليات للنساء والرجال ودورات المياه العادية وتلك الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
وحول موعد انطلاق الأعمال التنفيذية في مشروع الخط الأزرق، قال المولوي ان مشروع الخط الازرق بالإضافة إلى توسعة بعض الخطوط القائمة سيكون في مراحل لاحقة يمكن اعتبارها مرحلة ثانية من المشروع.
الاستدامة البيئية
وفي رد على سؤال حول معايير الاستدامة والمسؤولية البيئية في المشاريع، قال عبدالرحمن علي الملك المدير التنفيذي للخط الأحمر: “بالطبع تمت مراعاة المعايير والاشتراطات الخاصة بالاستدامة البيئية في التصميم والتنفيذ، وفي بداية المشروع قدمنا طلباً إلى المنظمة الخليجية للبحث والتطوير “جورد”، لكون موضوع الاستدامة أحد المتطلبات الضرورية لكل المقاولين ولكل حزمة في المشروع، وبالتالي كل المحطات سوف تحصل على شهادة (4 نجوم) خاصة بتطبيق الاستدامة البيئية من المنظمة، وبالنسبة للثلاث محطات المكتملة حتى الآن وهي “الوكرة، وراس أبوفنطاس، والاقتصادية”، فنحن في المرحلة الأخيرة من الإجراءات للحصول على هذه الشهادة.
أتوبيسات لنقل الركاب
وكشف المسؤولون خلال الجولة عن وجود تنسيق بين “الريل” ووزارة المواصلات والاتصالات لتنفيذ عملية ربط متكاملة بين محطات المترو ووسائل المواصلات العامة، حيث سيتوافر في محيط كل محطة للمترو، أتوبيسات خاصة لنقل الركاب من وإلى الأماكن العامة ومحطات الأتوبيسات الرئيسية، وستكون التذكرة موحدة وصالحة للاستخدام في الأتوبيس ومحطة المترو، وهذا الأمر من شأنه أن يوفر مستوى عاليا من الراحة للجمهور خاصة في أوقات فترة الصيف وارتفاع درجات الحرارة، كما ستكون الأتوبيسات فخمة ومتناسقة مع هوية محطات المترو في مختلف الخطوط.
معابر مشاة وحواجز أوتوماتيكية
كما توجد جسور مغطاة ومكيفة لعبور المشاة من وإلى المحطات على جانبي الطريق العام لسهولة الوصول إلى المحطة، وفيما يخص أرصفة القطارات، فقد تم مراعاة معايير الأمن والسلامة وفق أعلى المعايير العالمية، حيث يوجد حاجز زجاجي به أبواب أوتوماتيكية للفصل بين الرصيف الخاص بالجمهور وسكة القطار، حيث تفتح الأبواب فقط بالتزامن مع فتح أبواب القطار عند وصوله وتوقفه تماماً في المحطة.
خدمة واي فاي مجانية
وفيما يخص توفير وسائل التقنية الحديثة والإنترنت في المحطات، كشف المسؤولون عن توفير خدمة الإنترنت الهوائي “واي فاي” مجاناً في جميع محطات المترو سواء داخل القطارات أو تحت الأنفاق وعلى الأرصفة الخاصة بانتظار الركاب، مشيرين إلى أن جميع تعاملات الركاب داخل المحطة تتم عن طريق أجهزة رقمية حديثة، فضلاً عن وجود نظام كامل للاتصالات وإنذار الحريق والأمن والسلامة وللمراقبة الأمنية عن طريق الكاميرات في مختلف المراحل.
الجدول الزمني
وفيما يتعلق بالالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ أعمال المحطات، قال السيد عبدالله علي المولوي، مدير العلاقات العامة والفعاليات: الإنجازات التي تحققت في مختلف مراحل المشروع حتى الآن هي خير دليل على الالتزام بالتنفيذ قبل الموعد المحدد في أحيان عدة، فحفر الأنفاق ووصول القطارات إلى الدولة تم قبل الموعد المحدد في الجدول الزمني، على الرغم من وصولها في بداية الحصار، ودعني أؤكد لكم أننا ملتزمون بالتنفيذ وفق أعلى المعايير المحددة للمشروع، ونسعى جاهدين للانتهاء من الأعمال قبل موعدها قدر الإمكان.
غرف التحكم الرئيسية
تتجلى وظيفة غرفة التحكم الرئيسية في المحطة الاقتصادية، والتي من خلالها يتم التحكم أوتوماتيكياً في العديد من وحدات التشغيل منها أنظمة التكييف وإنذار ومكافحة الحريق والأمن والسلامة والاتصالات وغيرها من المهام الحيوية، وتكون مرتبطة بمحطة التشغيل الرئيسية لتسهيل التعامل في حالة الطوارئ حيث يتم التواصل مع الأجهزة المعنية في الدولة للتدخل السريع.
محمد المعاضيد
وكشف المولوي عن أن أجهزة ووحدات التشغيل في غرف التحكم بالمحطة تم تجميعها واختبارها داخل قطر، حيث كان من المقرر أن تتم هذه العملية في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة وفقا لاختيار الشركة الموردة لهذه الأجهزة، لكن مع بدء الحصار وإغلاق المنافذ وقطع العلاقات بصورة كاملة من جانب دول الحصار، تم اتخاذ قرار القيام بالمهمة في ورش خاصة في الدوحة، مؤكداً أن “هذه الخطوة جاءت في صالحنا لأن العملية تتم بصورة أسهل وأكثر كفاءة وتختصر الوقت والجهد والتكلفة، كما أن تجميعها في الدوحة يجعل من عملية صيانتها الدورية وتطويرها أمراً أكثر دقة ومرونة”. وأضاف: هناك العديد من المواد المستخدمة في عملية التنفيذ والبناء تم نقل مصانعها إلى قطر، منها على سبيل المثال مادة الفايبر التي تغطي الأسقف في المحطات وغيرها من المواد، وهو ما يسهم في دعم الاعمال في المراحل المختلفة من المشروع وتنفيذها وفق الوقت المحدد وبكفاءة عالية.
وفيما يتعلق بتداعيات الحصار على المشروع، أكد المسؤولون أن “أعمال التنفيذ تسير وفق الجدول الزمني المحدد دون تأثير، بل على العكس أسهم الحصار في فتح أسواق بديلة وتعزيز التعاون مع الشركات في الدول الشقيقة والصديقة ولمسنا تجاوباً كبيراً من الشركات العاملة في المشروع لتلافي أي مشكلات، وبالتالي نرى أن الحصار أتى بإيجابيات متعددة للمشروع”.
دعم المهندسين القطريين
اللافت في المشروع ايضاً حركة تقطير الوظائف وحجم القوى الوطنية العاملة فيه ومنها المهندس محمد المعاضيد، أحد المهندسين الشباب حديثي التخرج والذي أعطتهم الريل فرصة للعمل ضمن المشروع والاستفادة من الخبرات العالمية المتواجدة وكذلك الاستفادة من أفكار الشباب ومقترحاتهم لتطوير الأعمال وتنفيذها بكفاءة عالية، وكشف المعاضيد أن “الريل” توفر للعديد من المهندسين القطريين البرامج والدورات لتطوير مستواهم وصقل مهاراتهم، وتأهيلهم مستقبلاً للاعتماد عليهم بصورة أكبر في المراحل المستقبلية من المشروع.