جوارديولا ورحلة البحث عن شخصية مانشستر سيتي في دوري الأبطال

 

حينما قررت إدارة مانشستر سيتي التعاقد مع بيب جوارديولا لم يكن هدفهم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا فحسب لأن ذلك كان يتحقق موسم تلو الآخر مع روبيرتو مانشيني ومانويل بيليجريني، الهدف الرئيس كان يتعلق بصنع شخصية قوية للفريق محلياً وأوروبياً في المستطيل الأخضر والسيطرة على البطولات.

البداية كانت مخيبة للآمال إلى حدٍ ما فما يحققه مانشستر سيتي في البريميرليج خلال الموسم الحالي لم يرتقي لمستوى التوقعات، الفريق يحتل المركز الثاني خلف تشيلسي المتصدر بفارق 8 نقاط، لكن الأهم أنه لم يظهر أي تطور على صعيد شخصية الفريق ولم نشعر بأن السيتي مرعب كما كان عليه الحال في برشلونة بيب، وبايرن جوارديولا.
لقب البريمرليج من الصعب الوصول له حالياً، لذلك أنظار السيتي ستتوجه حتماً إلى دوري أبطال أوروبا، ورغم أن الفوز باللقب صعب جداً في الوقت الحالي، لكنه لا يبدو مستحيلاً في ظل تذبذب مستوى كبار القارة مثل ريال مدريد، برشلونة، بايرن ميونخ، ويوفنتوس.

رحلة الألف ميل تبدأ بموناكو، مواجهة ليست سهلة ضد فريق منظم، عنيد، قوي هجومياً، جيد دفاعياً، وأظهر شخصية قوية جداً في دور المجموعات من المسابقة.

موناكو ربما لا يكون بمستوى باريس سان جيرمان من ناحية النجوم والأسماء التي تتواجد ضمن صفوفه، لكنه استطاع أن ينتزع صدارة ترتيب الدوري الفرنسي بعد مرور 27 جولة على انطلاق المسابقة، كما تصدر مجموعته في دوري الأبطال عن جدارة، كل ذلك يجعله منافساً لا يستهان به على الإطلاق.

بيب جوارديولا بحاجة لأن يظهر شخصية مختلفة من مانشستر سيتي على أرض الملعب إن أراد التفوق على موناكو، المسألة تتطلب إعداد نفسي جبار من المدرب، ثم إعداد تكيتيكي شامل للفريق لخوض مباراة من هذا النوع، فما حصل ضد سيلتك في دور المجموعات يجب أن لا يتكرر وإلا ستكون بطاقة التأهل من نصيب المنافس.

مشكلة السيتي كما أسلفنا الذكر بأنه يفتقر لشخصية البطل وما زال يفتقر للهوية الواضحة على أرض الملعب رغم أن جوارديولا خلق هذه الثقافة سريعاً في برشلونة موسم 08\2009 بعد الموسم المخيب للآمال مع فرانك رايكارد، كما تتعاظم المشكلة حينما نتحدث عن وجود أخطاء تكتيكية فادحة جداً في منظومة بيب جوارديولا.

كل من يتابع السيتي يلاحظ بأن خط وسطه ضعيف جداً في الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط مما يجعله معرضاً لفقدانها بسهولة في مناطق خطرة في ظل إصرار بيب على اتباع فكر الاستحواذ والتيكي تاكا، كما نلاحظ جميعاً أن خطوط السيتي متباعدة وليست متقاربة كما كان عليه الحال مع بيب في برشلونة، بالإضافة طبعاً إلى أن الضغط كفريق لاسترداد الكرة من المنافس حين فقدناها ضعيف جداً.

وفي الحقيقة موناكو يجيد استغلال جميع هذه الأخطاء، فهو يحب اللعب المباشر والعامودي على مرمى المنافس مما يجعله فتاك في استغلال المساحات مثلما شاهدناه يفعل ضد باريس سان جيرمان قبل أسبوعين، كما أنه يجيد التمركز في الخلف والدفاع عن مرماه بدرجة مقبولة ثم شن الهجمات المرتدة وهو أسلوب قاتل للسيتي في الوقت الحالي.

رغم كل ذلك تبقى فرصة السيتي أفضل للعبور إلى ربع النهائي لأنه الأكثر خبرة، ومدربه أكثر دراية ببطولة دوري الأبطال، ولاعبيه بمستوى أعلى، فيما تبقى شخصية الفريق الشيء الوحيد المقلق بالنسبة لجوارديولا.

السابق
وكالة Capital Intelligence: بدء تعافي القطاعات غير النفطية في دول الخليج
التالي
لكشف عن موعد زيارة ميسي لمصر