بيب جوارديولا، المدرب الذي جعل من مسابقة دوري أبطال أوروبا ملعبه الخاص والصغير خلال 7 مواسم فقط، حقق اللقب مرتين ووصل إلى نصف النهائي 5 مرات، إنجازات عجز الكثير من المدربين الكبار عن تحقيقها طوال مسيرتهم الاحترافية.
الإسباني سيكون الليلة في موعد جديد مع البطولة التي أظهر قدراته من خلالها لسنوات طويلة حينما يستقبل موناكو الفرنسي في ملعب الاتحاد في ذهاب دور الستة عشر، نزال ليس سهلاً عليه وعلى فريقه الذي يعاني قليلاً في الموسم الحالي بالتأقلم مع أفكار الفيلسوف.
تاريخ جوارديولا في دور الستة عشر يستحق أن نصفه بكلمة “مبهر” فما حقق المدرب الإسباني في هذا الدور يؤكد قيمته العظيمة على دكة البدلاء في الأندية التي دربها، برشلونة ثم بايرن ميونخ.
14 نزال خاضهم جوارديولا في ثمن النهائي خلال المواسم الثمان الماضية، استطاع تحقيق 8 انتصارات بنسبة 57% وتعادل في 5 نزالات، فيما تلقى هزيمة واحدة فقط بنسبة 7%.
ولا ينسى أحد الهزيمة التي تلقاها جوارديولا في ثمن النهائي باعتبارها علامة فارقة في مشواره، الحكاية تعود إلى موسم 10\2011 حينما واجه آرسنال الإنجليزي في ملعبه الإمارات ذهاباً، البرسا تقدم بهدف نظيف قبل أن تنقلب الطاولة عليه بشكل مفاجئ وغير متوقع في آخر 12 دقيقة من اللقاء أحرز خلالها المدفعجية هدفين.
وما يجعل هذه الهزيمة قريبة من الذاكرة أن جوارديولا ارتكب حينها خطأ تكتيكي حيث قرر إخراج ديفيد فيا في الدقيقة 68 وإشراك سيدو كيتا في مكانه، ليفقد حينها عنصر هام في التحرك بين الخطوط والضغط على المنافس في مناطقه لاسترداد الكرة مما أعاد الجانرز لأجواء اللقاء.
ورغم أن الهزيمة كانت مرة، لكنها توضح في ذات الوقت مدى سيطرة جوارديولا على دور الستة عشر من دوري الأبطال حيث ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين حتى يومنا هذا، كيف لا وهي هزيمته الوحيدة في هذا الدور.
الملفت أيضاً هنا أن آرسنال هو النادي الوحيد الذي استطاع انتزاع تعادل من ملعب الفريق الذي يدربه جوارديولا (بايرن ميونخ) في ثمن النهائي، وحدث ذلك في موسم 13\2014 وانتهى اللقاء حينها بهدف لمثله.
مباراة الليلة ليست سهلة على جوارديولا، لكنها أكثر صعوبة على المنافس موناكو، فالمدرب الفيلسوف يبدو متخصصاً في اجتياز هذا الدور لسبعة مواسم متتالية، بل وعدم تلقي الهزائم خلاله.