جوارديولا خنق السيتي بفيرناندينيو .. وجارديم غامر بعبقرية

 

ودع مانشستر سيتي ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن نجح موناكو في قلب الطاولة عليه في لقاء العودة، حيث حقق الفريق الفرنسي فوزاً مستحقاً بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم، ليعبر إلى الدور التالي بمجموع المباراتين (6-6) مستفيداً من تسجيله 3 أهداف بملعب الاتحاد في لقاء الذهاب.

مانشستر سيتي لم يقدم أي شيء يذكر في الشوط الأول، في المقابل ظهر موناكو بشكل أكثر من رائع وتمكن من تسجيل هدفين، ورغم تحسن السيتيزنز في الشوط الثاني وتسجيله هدف، إلا أن هذا لم يكن كفيلاً بعبوره إلى الدور التالي لأن فريق الإمارة الفرنسية خطف هدف قاتل عبر رأسية باكايوكو.
جوارديولا خنق مانشستر سيتي بفيرناندينيو

جوارديولا فشل تكتيكياً بشكل ذريع في مباراة اليوم، وارتكب أخطاء كان من الممكن تقبلها لو ارتكبها أي مدرب آخر في العالم، وذلك يعود لسبب بسيط، وهو أن بيب أكثر مدير فني في العالم يدرك أهمية الخروج بالكرة من الخلف، مما يضع علاماته استفهام حول التشكيلة التي بدأ بها اللقاء.

المدرب الإسباني لعب بخطة 4-1-4-1 عبر وضع فيرناندينيو كلاعب ارتكاز مزدوج المهام، فهو موكل إليه عملية تكسير الهجمات وهو الدور الذي يجيده النجم البرازيلي، كذلك كان عليه اليوم أن يخرج بالكرة من المناطق الدفاعية إلى ملعب موناكو.

لاعب بإمكانيات فيرناندينيو المحدودة على الكرة كان من المتوقع أن يفشل في المهمة الثانية، فلم يقم بالتحرك كما يجب لاستلام الكرة من المدافعين، كذلك عجز عن إيصالها إلى رباعي خط الوسط في ظل الضغط العالي الذي يفرضه موناكو في مناطق السيتيزنز.

لا يمكن تفسير قرار جوارديولا اللعب بهذه الخطة والاعتماد على فيرناندينيو وحيداً في الربط بين خطي الدفاع والوسط، لاسيما وهو يعلم جيداً أن موناكو سيعتمد على الضغط العالي وسيهاجم منذ الدقيقة الأولى كونه متأخر بهدفين بنتيجة مباراة الذهاب.

جوارديولا تدارك الموقف في الشوط الثاني وأعطى تعليمات لدي بروين وديفيد سيلفا بالسقوط أكثر إلى الخلف لمساعدة فيرناندينيو بالخروج بالكرة، حيث تحولت الخطة إلى 4-3-3، وفي أحيان أخرى 4-2-3-1، مما أدى إلى تحرر مانشستر سيتي، وبدأ يشن الهجمات حتى تمكن من تسجيل هدف كان كفيل بأن يعبر إلى الدور التالي لولا تسجيل موناكو الهدف الثالث.

لا يمكن الإشادة بجوارديولا على تحسن أداء مانشستر سيتي مع بداية الشوط الثاني، فكان عليه توقع ما حدث في الشوط الأول قبل انطلاق المباراة، بحيث يعطي سيلفا ودي بروين تعليمات بالعودة لاستلام الكرة، أو الدفع بيايا توريه كما فعل في لقاء الذهاب الذي انتصر به بخماسية.

جارديم مغامر ذكي

اللعب بضغط عالي على دفاعات مانشستر سيتي واعتماد أسلوب لعب هجومي كان أمر لا مفر منه بالنسبة لليوناردو جارديم مدرب موناكو كونه بحاجة للفوز بفارق هدفين، بالإضافة إلى أن المباراة تقام على أرضه، لكن التحدي الأصعب يكمن بكيفية خلق توازن بين الهجوم والدفاع وعدم تلقي أهداف بالأخص في الشوط الأول.

الحل كان يكمن في منع مانشستر سيتي بالخروج بالكرة من منتصف الملعب لكي يبقى الخطور بعيدة عن مرماه، فإذا فرض السيتيزنز أسلوبه على اللقاء فلن يتمكن موناكو منعه من هز شباك المرمى، وهو ما أفلح به المدرب الفرنسي بجدارة.

جارديم استغل تواجد فيرنانيدينو وحيداً في خط الوسط، فعزل النجم البرازيلي مع رباعي الخط الخلفي عن باقي الفريق عبر وضع باكايوكو وفابينيو أمام سيلفا ودي بروين وليس خلفهم، في حين يتولى الجناحين الضغط على الظهيرين بشكل مستمر، في الوقت الذي كان يتمركز فيه ثنائي الهجوم أما ستونز وكولاروف بشكل مستمر لمنعهم من تبادل الكرة بأريحية.

توليفة جارديم كان فيها شيء من المغامرة لأن مانشستر سيتي لو نجح في الخروج بالكرة بشكل مريح خلال الشوط الأول لامتلك مساحات هائلة في الخط الخلفي، لكن يبدو أنه كان راسماً خطته بالورقة والقلم، كما ساعده جوارديولا بوضع فيرناندينيو كلاعب وحيد في المحور كما أسلفا في النقطة السابقة وعدم المجازفة في الكرات الطويلة عندما تأزم الموقف.

Previous post
الفرق المتأهلة إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا
Next post
جوارديولا أعطى موناكو فرصة ذهبية لمهاجمة دفاعه الضعيف