جسر اقتصادي جبار يربط الدوحة مع لندن

وكالات – بزنس كلاس:

منذ أن قررت بريطانيا في يونيو/حزيران 2016 الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بدأت لندن ترسم خريطة جديدة لعلاقاتها التجارية والاستثمارية مع عدد من الشركاء المختارين، لتعويض ما ستفقده جراء “البريكست”، وكانت قطر من بين هؤلاء.

من الاستثمار العقاري إلى الغاز الطبيعي المسال إلى خطوط الطيران والبنوك يرتبط الطرفان بشبكة من المصالح التي تجعل تطوير علاقاتهما السياسية والإستراتيجية مسارا منطقيا.

وبدأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الاثنين زيارة رسمية إلى بريطانيا بدعوة من رئيسة وزرائها تيريزا ماي، وسيلتقي الأمير خلال الزيارة برئيس الحي المالي في لندن بصحبة رجال أعمال بريطانيين وقطريين لبحث تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية.

وحين يرغب بعض المعلقين في التعبير عن أهمية الاستثمارات القطرية ودورها في بريطانيا يقولون إن “قطر تملك من أراضي لندن أكثر مما تملكه الملكة”.

ويشير ذلك إلى ضخامة الاستثمارات القطرية وتركيزها في السنوات الماضية على القطاع العقاري.

ووفقا لأحدث التقديرات المتاحة، فإن القيمة الإجمالية للاستثمارات القطرية في بريطانيا تقارب أربعين مليار جنيه إسترليني (نحو 52 مليار دولار)، وتمثل بريطانيا بذلك أكبر وجهة استثمارية منفردة لقطر.

قطر تملك حصة إستراتيجية في سلسلة سينسبري لمتاجر التجزئة (رويترز)

ما تملكه قطر في بريطانيا
ويقول تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن من الصعب أن تتجول في أنحاء لندن وتعجبك مناظرها دون أن يعجبك شيء مملوك لقطر.

وتملك قطر مساحات كبيرة من العقارات التجارية في قلب لندن من خلال مجموعة “كناري وارف”، كما تملك 95% من برج “شارد” أطول ناطحة سحاب بأوروبا.

وتشمل الاستثمارات القطرية في لندن متجر “هارودز” الشهير، والقرية الأولمبية، وحصصا متفاوتة في عدد من الفنادق، مثل “سافوي”، و”إنتركونتننتال”، و”كلاريدجز”.

ووفقا لبيانات جمعتها شركة “داتشا” للأبحاث العقارية حتى صيف عام 2017، فإن جهاز قطر للاستثمار -وهو الصندوق السيادي لقطر- يملك 879 عقارا تجاريا وسكنيا في لندن، ويشمل هذا الإحصاء مساحات تجارية تقارب 26 مليون قدم مربع.

وتنوي قطر تعزيز استثماراتها في قطاعات أخرى غير العقارات، فقد أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في مارس/آذار 2017 أن قطر ستستثمر خمسة مليارات جنيه إسترليني (6.5 مليارات دولار) في بريطانيا خلال ثلاث إلى خمس سنوات، وستركز على الطاقة والبنية التحتية والخدمات بالإضافة إلى العقارات.

وتملك قطر حصصا إستراتيجية في عدد من أهم الشركات والأصول البريطانية، مثل حصة 20% في مطار هيثرو في لندن، و22% من شركة سينسبري لمتاجر التجزئة، كما أنها أكبر مساهم -بحصة 20%- في مجموعة “آي أي جي” المالكة للخطوط الجوية البريطانية.

وفضلا عن ذلك تملك قطر أكثر من 6% من أسهم بنك باركليز، وحصة في شركة “رويال داتش شل” للطاقة، و9% من شركة “غلينكور” البريطانية السويسرية للتعدين وتجارة السلع الأولية.

بريطانيا تعتمد على الغاز المسال القطري الذي يشكل ثلث وارداتها الإجمالية من الغاز الطبيعي (رويترز)

علاقات تجارية
وترتبط لندن والدوحة كذلك بعلاقات تجارية مهمة تتمحور حول الغاز الطبيعي المسال، إذ تزود قطر بريطانيا بكل ما تستهلكه تقريبا من الغاز الطبيعي المسال.

وتستقبل بريطانيا هذه الإمدادات عبر مرفأ “ساوث هوك” الذي تملك شركة “قطر للبترول” 67.5% منه، ويشكل الغاز المسال القطري نحو 30% من مجمل واردات بريطانيا من الغاز الطبيعي.

ووفقا لبيانات من غرفة قطر للتجارة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر والمملكة المتحدة العام الماضي نحو ثلاثة مليارات دولار، وقالت الغرفة إن هذه التبادلات تنمو بوتيرة متسارعة.

وتعمل في السوق القطرية أكثر من 620 شركة قطرية بريطانية برأسمال إجمالي يبلغ 14.5 مليار ريال قطري (نحو أربعة مليارات دولار).

وفي ضوء هذه المصالح المشتركة سلم رؤساء مجموعة من الشركات البريطانية في مختلف قطاعات الأعمال رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في يونيو/حزيران الماضي تطالبها ببذل جهود أكبر من أجل إنهاء الحصار المفروض على دولة قطر.

وقال رؤساء الشركات في رسالتهم إن قطر شريك تجاري مهم لبريطانيا، ومن الضروري أن تتحرك الحكومة البريطانية وتستغل نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي لإنهاء الحصار الذي يهدد وحدة مجلس التعاون الخليجي.

السابق
كيف نجحت قطر بمحاربة إلتهاب الكبد الفيروسي
التالي
في لندن.. تظاهر ضد قطر واكسب 20 جنيهاً!!