مرافقها تعلنها دولة سياحية متكاملة
قطر تفتتح عصراً جديداً في اقتصاد المعرفة والسياحة بوابة العبور
بزنس كلاس – ميادة أبو خالد
قد لا يتصور الكثيرون أن تلك المساحة الصغيرة التي تقوم عليها دولة قطر، تمتلك من المواقع الأثرية والكنوز المعمارية والمنشآت الحديثة ما تفتقده دول كثيرة أكبر حجماً من قطر بمرات عديدة، غير أن الباحث المتلهف، وحتى الزائر العابر سيكتشفان مفاجآت لا تنتهي تنتشر على مدار مساحة الدولة، منها ما هو تاريخي حبته يد الطبيعة لهذه البقعة الجغرافية المتميزة، ومنها ما ساهم العنصر البشري في تطويره وهندسته حتى غدا كلاً متكاملاً يعلن عن هويته الخاصة وأهميته الاستثنائية..
وقد سعت دولة قطر لتوظيف الجغرافيا والتاريخ وتطويرهما لصالح الحالة الحضارية والجمالية والإعلان عن قطر كواحدة من البلدان ذات الخصوصية والفرادة..
وبعيداً عن المعنى الثقافي، فإن الاهتمام بمرافق قطر يحمل معنى اقتصادياً بات وجوده ملحاً في ضوء التحديات الاقتصادية التي شكلها الانهيار في سعر النفط، ومن هنا كان تركيز دولة قطر على خلق البدائل المحتملة لهذا المصدر، وكانت السياحة عنواناً عريضاً لاقتصاد المستقبل، ومن هنا أخذ الاهتمام بالمعالم السياحية طابعاً جديداً أضيف إلى الضرورات الثقافية..
والمتأمل لمرافق قطر اليوم، بتعددها وتنوعها وغناها وجمالياتها وتلبيتها للأذواق المختلفة، سيكون مطمئناً تماماً على مستقبل قطر الاقتصادي، حيث تكاملت عناصر الدولة السياحية، وكل الشواهد على أرض الواقع تؤكد ذلك..
وإذا ما حاولنا حصر الأماكن المميزية فسنحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، غير أننا نستطيع في هذه العجالة رصد بعضها وإعطاء لمحات سريعة عن أكثر ميزاتها..
كورنيش الدوحة.. قوارب وإطلالات
هو عبارة عن متنزه ذي واجهة مائية ممتد حول خليج الدوحة على مساحة سبعة كيلومترات، يوفر الكورنيش إطلالات خلابة على المدينة لتشمل الأبراج الشاهقة ومركز أعمال المدينة والمجسمات البارزة لمتحف الفن الإسلامي. وتعكس القوارب الخشبية التقليدية المتجولة في مياه الخليج الصافية سحر ماضي المدينة وعبق تاريخها. يوفر الكورنيش مساحة طبيعية للتنزه خالية من حركة المركبات.
سوق واقف.. هندسة وتجارة
لا شيء يضاهي التجول في الأزقة المزدحمة للسوق الرئيسي في الدوحة، حيث يعتبر سوق واقف مكاناً مثالياً للتمتع بتجربة تسوق أصيلة في المدينة والاستمتاع بأجواء التجارة العربية التقليدية والهندسة المعمارية المحلية. توفر المتاجر الصغيرة مجموعة مذهلة من بضائع منطقة الشرق الأوسط كالتوابل والمأكولات الموسمية الشهية والعطور والمجوهرات والملابس، فضلاً عن المشغولات التقليدية ومجموعة واسعة من التذكارات. كما تضفي الموسيقى التقليدية على المكان مع العروض الثقافية والفنية أجواء استثنائية. استرخ واستمتع بالأجواء من حولك في خيارات المطاعم والمقاهي المميزة المتوفرة.
متحف الفن الإسلامي.. تراث وثقافة
اختبر روعة الفن الممتد على فترة 14 قرناً من خلال جولة مستمرة لبضع ساعات فقط. يعرض هذا المتحف مجموعة هائلة من أروع الفنون والمشغولات الإسلامية من مختلف الدول الإسلامية، ويُعرف بأنه أحد أفضل الوجُهات الثقافية في المنطقة. لن يستطيع الزوار إغفال مدى روعة وجودة وتنوع القطع المعروضة التي يحتضنها مبنى يُجسد تحفة معمارية معاصرة صُممت من قبل المهندس المعماري الشهير آي إم بي. يحرص المتحف على جذب اهتمام مختلف الزوار من خلال برامج المعارض الخاصة والمتنوعة بشكل مستمر. يمكن أن يتم فرض رسوم على العروض المؤقتة المُقامة، ولكن الدخول إلى المتحف مجاني.
الحي الثقافي كتارا.. إرث وإبداع
في كتارا تجتمع الثقافة والإبداع مع بعضهما البعض. تعكس كتارا إرث الفن المعماري في المنطقة، كما تحفل مسارحها وقاعاتها الرائعة بعروض متنوعة على مدار العام تشمل الحفلات الموسيقية والعروض والمعارض الفنية. ولا يقتصر هذا المعلم البارز على ذلك فحسب، بل يشمل أيضا خيارات مطاعم رفيعة المستوى تقدم أشهى المأكولات من المطابخ العالميّة، فضلا عن الشاطئ الخاص الواسع الغني بخيارات الرياضات المائية.
حديقة أسباير.. رياضة وطبيعة
هي واحدة من أكبر الحدائق في منطقة الخليج، وبها من أروع المناظر الطبيعية في دولة قطر، حيث تقف على النقيض تمامًا من المناظر الطبيعية الصحراوية التي تميز قطر، وتضم الحديقة مسارات رائعة لمحبي رياضة المشي، وفيها أكبر بحيرة اصطناعية في قطر يعيش فيع السمك والبط، وعامل الجذب الآخر هو برج الشعلة المعروف أيضًا باسم برج أسباير وطوله 300 متر.
اللؤلؤة – قطر.. هندسة وصناعة
هي عبارة عن جزيرة من صُنع الإنسان تقع على ساحل الخليج الغربي، وتمتاز بيخوت المارينا المصطفة بأسلوب مرسى الشرق الأوسط، وبالأبراج السكنية الشاهقة والفلل والفنادق، إضافة إلى متاجر العلامات التجارية الفاخرة وقاعات العرض. تصطف منتزهات الواجهة البحرية مع المقاهي والمطاعم التي تقدم مأكولات تناسب جميع الأذواق ابتداء من الآيس كريم المنعشة وانتهاء بمطاعم الخمس نجوم. تعتبر اللؤلؤة من الوجهات الأكثر جذباً للزوار، ونظرا لفخامتها وأناقتها أطلق عليها اسم “الريفيرا العربية”.
الزبارة.. قلاع وزوار
تقع الزبارة على الساحل الشمالي الغربي لدولة قطر، وتتألف من قلعة الزبارة التي تم ترميمها بمنتهى الحرص مع المناطق الأثرية المحيطة التي تبلغ مساحتها 60 هكتاراً. الزبارة مدرجة ضمن قائمة منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، وتعتبر أفضل مثال على المواقع الأثرية الباقية التي تجسد فترة القرن الثامن عشر والتاسع عشر في المنطقة. يغطي موقع الحفريات بقايا مدينة الزبارة الساحلية التي كانت من أهم مراكز الغوص للبحث عن اللؤلؤ ومن أهم المراكز التجارية في منطقة الخليج مع طرق تجارية ممتدة حتى المحيط الهندي. وتضم القلعة في داخلها مركزاً للزوار.
خور العديد.. صحراء محمية
يبعد 60 كيلومتراً عن الدوحة في الجهة الجنوبية الشرقية من البلاد، وهو إحدى العجائب الطبيعية الأكثر روعةً في قطر، ويُسمى أيضاً “بالبحر الداخلي”. تم تحديده كمحمية طبيعية من قبل اليونسكو، وهو أحد الأماكن القليلة في العالم التي يتواجد فيها البحر في قلب الصحراء. لا يمكن الوصول إليه مشياً على الأقدام. لذا لا بد من ركوب سيارات الدفع الرباعي لعبور الكثبان الرملية العالية.