يناقش نخبة من الأكاديميين والباحثين العرب وعدد من الفاعلين في الحقل السياسي العربي في مؤتمر بدأت أعماله اليوم بجامعة قطر المشهد السياسي في الشرق الأوسط ودراسة الإشكالات والمعضلات من زاوية نظرية معرفية بغية تحليل الواقع واستشراف المستقبل.
وتهدف الجلسات النقاشية للمؤتمر الذي يحمل عنوان (“توجهات” في سياسة الشرق الأوسط.. حوارات مبدئية) إلى تبادل الأفكار والرؤى النظرية والعملية حول الإشكالات والظواهر الجديدة التي تتقاطع وتتضارب فيها محاور تخص الدولة والمجتمع والدين والحريات والأمن والهوية بهدف السعي إلى رسم خارطة معرفية وتقييم التوجهات والأطروحات المتنوعة داخل مجتمعات ودول الإقليم العربي.
وسيتطرق المؤتمر وهو من تنظيم قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر إلى دور مراكز الأبحاث والسياسة في العالم العربي ووظيفتها في تقديم تحليلات وتصورات واستشراف للسياسة في المنطقة، مع التركيز على قراءة المشهد العربي منذ اندلاع الثورات العربية.
كما سيقدم المؤتمر على مدى يومين قراءة لواقع الدولة العربية “بين التأسيس والتفكيك”، والحراك الديني بألوانه المختلفة، والإسلاميون والسلطة، والأمن والإرهاب، إلى جانب مناقشة القضية الفلسطينية في محور بعنوان “فلسطين إلى أين”، وتداعيات الاتفاق النووي الإيراني في تغيير دفة بعض التحالفات الدولية، وتداعيات ثورات الربيع العربي على المشهد السياسي.
وأكدت الدكتورة هالة العيسى العميد المساعد لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة قطر أهمية المؤتمر لقراءة وتحليل الواقع السياسي العربي.. وقالت “إن المنطقة العربية تمر بتحديات مصيرية الأمر الذي يتطلب معه العمل على إيجاد حلول سياسية لتلك التحديات وللأزمات المتفاقمة التي تشهدها العديد من الدول في الوطن العربي”.
وأضافت الدكتورة العيسى في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر “أن الحاجة ماسة لتنظيم هذا المؤتمر الذي يهدف إلى إعادة قراءة المشهد السياسي العربي من خلال نقاشات وحوارات بين باحثين في مجالات العلوم السياسية، والعلاقات الدولية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية حول الدولة والمجتمع والدين والحريات والأمن والهوية والاستعمار”.
وأوضحت أن هذا المؤتمر الذي يشترك فيه عدد من الأقسام الأكاديمية والمراكز البحثية داخل الكلية مع المراكز البحثية خارج الجامعة، يأتي تأكيدا على رؤية جامعة قطر ورسالة كلية الآداب والعلوم في تشجيع البحوث والدراسات البينية وتعميقها من خلال الفعاليات العلمية المختلفة.
بدوره لفت الدكتور أحمد إبراهيم رئيس قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم أن هذا المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية حيث تمر منطقة الشرق الأوسط بمنعطف خطير متمثل في انتشار عنف غير مسبوق متزامنا مع تحزبات مذهبية وإيديولوجية شديدة الخطورة.
وقال إن المؤتمر هو محاولة لفهم وتحليل ما يحدث في المنطقة من قضايا شائكة ومتداخلة وبالغة الأهمية وتنشيط الحراك الفكري وتعميق المداخلات بين الأكاديميين والفاعلين السياسيين الملامسين لأرض الواقع.