تيلرسون يلوم رباعي الحصار.. قطر مستعدة للحوار

عواصم – وكالات:

أعرب وزير الخارجية الأمريكية عن إشادته بالموقف القطري الداعي للحوار من أجل التوصل إلى حل عادل للأزمة الخليجية فيما وجه لومه إلى دول رباعي الحصار على تعنتها ودورها السلبي في عرقلة التوصل إلى حل للأزمة غير المبررة.

فقد نوه سعادة السيد ريكس تيلرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية بموقف دولة قطر الداعي لحل الأزمة الخليجية من خلال الحوار .

وقال تيلرسون ، في مقابلة أجراها اليوم ، مع وكالة أنباء /بلومبيرغ/ ونقلها راديو سوا الامريكي إن دولة قطر مستعدة للمشاركة في حوار لحل الأزمة ، مضيفا في الوقت ذاته أنه “لا يبدو أن هناك رغبة حقيقية من جانب بعض الأطراف في المشاركة”.

وأوضح أن الدول العربية الأربع التي قطعت علاقاتها مع قطر قبل أربعة أشهر بيدها اتخاذ القرار حول المشاركة في حوار مع الدوحة ، معربا عن ” عدم تفاؤله بإمكانية حل الأزمة قريبا ” .

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية ، قد أعلنت في بيان صحفي نشرته على موقعها الإلكتروني في وقت سابق اليوم ، أن وزير الخارجية الأمريكي سيبدأ غدا جولة خارجية تشمل السعودية وقطر وباكستان والهند وسويسرا.

من جانب آخر، اعرب تيلرسون عن تشاؤمه بامكانية التوصل الى حل للخلاف بين السعودية وحلفائها من جهة، وقطر من جهة ثانية، واخذ على دول الحصار عدم الرغبة في التحاور مع قطر.

وقال تيلرسون قبيل بدئه جولة ستشمل الرياض والدوحة لوكالة الانباء المالية بلومبرغ “انا لا اتوقع التوصل الى حل سريع”.

وقال تيلرسون “يبدو ان هناك غيابا فعليا لاي رغبة بالدخول في حوار من قبل بعض الاطراف المعنية”، قبل ان يضيف “يعود الان الى قادة الرباعية القول متى يريدون الدخول في حوار مع قطر، لان هذا البلد كان واضحا جدا بالاعراب عن رغبته بالحوار”.

وقال تيلرسون ايضا ان دور الولايات المتحدة “يقوم على الا يساء فهم الرسائل، والتأكد بان قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة قدر الامكان”، قبل ان يضيف “نحن جاهزون للقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل التقارب، الا ان الامر يبقى مرتبطا بالفعل حتى الان بقادة هذه الدول”.

ويبدأ تيلرسون، اليوم الجمعة، جولة خارجية تشمل 5 دول بينها قطر والسعودية، ويبحث خلالها عدة موضوعات بينها الأزمة الخليجية.

وتأتي زيارة تيلرسون للدوحة والرياض، بعد زيارة أمير دولة الكويت، سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى السعودية يوم الاثنين الماضي، وزيارة معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت الشقيقة، أمس إلى الدوحة، في إطار الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية.

وقال بيان للخارجية الأمريكية، أمس، إن الجولة التي تستمر أسبوعا كاملا من 20 وحتى 27 أكتوبر الجاري، تشمل دول، السعودية وقطر وباكستان والهند وسويسرا.

وأضاف البيان أن تيلرسون سيستهل جولته بزيارة العاصمة السعودية، الرياض، حيث سيشارك في تدشين اجتماع لجنة التنسيق بين حكومتي المملكة العربية السعودية والعراق ووفق البيان، فإن الوزير الأمريكي سيلتقي عددا من القادة السعوديين (خلال زيارته للرياض)، لبحث الصراع في اليمن، والنزاع المستمر في الخليج، وما يتعلق بإيران، وقضايا أخرى مهمة بينها شؤون إقليمية وأخرى ثنائية.

ومن السعودية يتوجه إلى قطر، بحسب البيان، حيث سيلتقي مع القادة القطريين ومسؤولي الجيش الأمريكي (حيث تتواجد قاعدة العديد الأمريكية بقطر) لبحث الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، والنزاع في الخليج، وقضايا إقليمية وثنائية أخرى بينها (ما يتعلق بـ) إيران والعراق.

وفي سبتمبر الماضي، وخلال اللقاء الذي تم بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد الرئيس الأمريكي أن “لديه شعوراً بأن الأزمة الخليجية ستحل بوقت سريع للغاية”.

وكان سمو الأمير ناقش مع الرئيس ترامب الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها بالحوار وعبر الطرق الدبلوماسية. ورحب ترامب بسمو الأمير مؤكدا أن العلاقات التي تربطهما هي “علاقة صداقة منذ زمن طويل”، كما أشار إلى أن “هناك مساعيَ حالية لحل الأزمة في الشرق الأوسط، ورأى أن حلها سيكون في وقت قريب جداً”. ووصف العلاقات الأميركية القطرية بـ”الوطيدة، خاصة منذ اللقاء الأخير في السعودية، والذي كان مهماً جداً ولقاء تاريخياً”، مشيراً إلى أنه “لا بد من استقرار هذه العلاقة”، ومعرباً عن “تطلعه إلى مزيد من اللقاءات الثنائية في المستقبل”.

من جانبه، وصف صاحب السمو العلاقات القطرية الأميركية بأنها “علاقات قوية وتاريخية”، مشيراً إلى ما ذكره الرئيس الأميركي سالفاً من أن اللقاء الأخير في السعودية “كان لقاء مهماً جداً”. كما أوضح أن “دولة قطر هي أول دولة قامت بالتوقيع على اتفاقية مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأميركية، كما أن هنالك العديد من الاتفاقيات بين البلدين في مجال التجارة والتعاون العسكري والأمني”.

وفي ما يتعلق بالأزمة الخليجية، أوضح سمو الأمير أن “هنالك أزمة مع دول الجوار، وأن مساعي الرئيس الأمريكي ستساعد كثيراً في حلها”، مؤكداً سموه “استعداد دولة قطر دائماً للحوار وانفتاحها لذلك”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلريسون قام بجولة مكوكية في يوليو الماضي بالمنطقة استمرت أربعة أيام وشملت السعودية والكويت وقطر. وكان أبرز نتائجها هو التوقيع على مذكرة تفاهم بين الدوحة وواشنطن للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه. وقال تيلرسون إن المذكرة ثمرة “أسابيع من المباحثات المكثفة بين خبراء البلدين وتنص على إجراءات جدية لتعزيز التعاون بين البلدين وتبادل المعلومات حفاظا على أمن دول المنطقة وأمريكا”. وحيا الوزير الامريكي “قيادة” قطر لكونها “أول من استجاب لدعوة وقف تمويل الإرهاب”.

من جهة أخرى، كشف بيان الخارجية الأمريكية أمس، أن تيلرسون سيقوم خلال هذه الجولة، بأول زيارة له إلى جنوب آسيا منذ تسلمه مهام منصبه في وقت سابق من العام الحالي، ليؤكد الاستراتيجية الشاملة للإدارة تجاه المنطقة.

وأوضح بيان الخارجية الأمريكية أن تيلرسون سيفتتح زيارته لجنوب آسيا بزيارة العاصمة الباكستانية إسلام آباد لبحث التعاون الثنائي الوثيق، والدور المهم لباكستان في نجاح استراتيجيتنا في جنوب آسيا، وتوسيع الروابط الاقتصادية بين بلدينا. وفي الهند، أشار البيان أن تيلرسون سيلتقي قادة رفيعي المستوى، من أجل بحث سبل تعزير شراكتنا وتعاوننا الاستراتيجي، بشكل أكبر.

ومن المقرر أن يختتم الوزير الأمريكي، جولته بزيارة مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر، في مدينة جنيف السويسرية، لبحث عدد من الأزمات الإنسانية العالمية. ولم يحدد البيان التوقيتات التفصيلية لزيارة تيلرسون إلى كل دولة والمدة التي سيمكثها بها، واكتفى بذكر ترتيب زياراته للدول الخمس، وموعد بداية ونهاية الجولة.

السابق
الخريطيات يحقق فوزه الأول على حساب الغرافة
التالي
القطرية.. ثاني أفضل خطوط جوية بالعالم