أعلن الحي الثقافي “كتارا” تشغيل محطة تنقية مياه الصرف المعالجة -بالتعاون مع شركة فيوليا ووتر تكنولوجيز-
لتوفير المياه اللازمة لري المسطحات الخضراء وكذلك المياه اللازمة للتبريد في كتارا.
ويسهم المشروع في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لرؤية قطر 2030 من خلال تقليل الاعتماد على مياه الشرب
وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة بعد تنقيتها لأغراض الري وتبريد المناطق.
وقد تبلور تعاون، في يونيو/حزيران الماضي، بين كتارا وشركة فيوليا لتقنيات المياه، التي تقدم الدعم الفني من
خلال تنفيذ المحطة والإشراف على تشغيلها وصيانتها، في إنشاء محطة لتنقية مياه الصرف المعالجة في كتارا
بقدرة إنتاجية تبلغ 15 ألف متر مكعب يوميا من المياه المنقاة، بالإضافة إلى المساهمة في خفض الطاقة اللازمة
للإنتاج إلى 20% من الطاقة اللازمة لتحلية المياه.
وتتيح المحطة إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة الواردة من هيئة الأشغال العامة، بحيث تغطي المياه المنقاة
الناتجة عن المحطة متطلبات الري للتلال الخضراء في كتارا وإمدادات المياه اللازمة لخدمة أنظمة التبريد المركزية،
وذلك عوضا عن استخدام مياه الشرب مع تخفيض نسبة التكلفة من 9 ريالات إلى ريال قطري واحد للمتر المكعب.
الاستدامة البيئية
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمشروع كتارا المهندس محمد عبدالعزيز المير، في تصريح للجزيرة نت، إن إطلاق
المحطة يعد إنجازا رائدا وشهادة على التزامنا بالاستدامة البيئية، لافتا إلى أن المشروع يسهم في تقليل استهلاك
مياه الشرب في اتساق مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وأضاف أنه من خلال استخدام مياه الصرف المعالجة في الري والتبريد، فإننا لا نحافظ على الموارد الطبيعية الحيوية
فحسب، بل نضع معيارا جديدا للممارسات المستدامة في الوجهات الثقافية والسياحية.
وأوضح المتحدث ذاته أن التكنولوجيا والتصميم المستخدم في هذا المشروع على أحدث طراز، مما سمح بإنشاء
المحطة بالطاقة الإنتاجية المستهدفة في ظل محدودية المساحة المتاحة لإنشائها ودون زيادة في إمدادات الطاقة المتوفرة.
تقليل التكلفة
من جهتها، قالت مديرة العمليات في مشروع كتارا المهندسة بثينة العمادي -في تصريح للجزيرة نت- إن الهدف من
المشروع هو تأمين مستقبل الأجيال القادمة عن طريق استدامة الموارد المتاحة، وذلك عن طريق توفير الموارد وتقليل تكلفة التشغيل.
ويهدف المشروع لري المسطحات الخضراء في تلال كتارا التي تتجاوز مساحتها 500 ألف متر مربع، والتي تعد أحد أهم
عناصر مشروع كتارا، بالإضافة إلى إمداد محطة التبريد المركزية التي تبلغ سعتها الإجمالية 25 ألف طن تبريد والتي تبرد
المساحات الداخلية بمباني الحى الثقافي كتارا وكذلك المناطق الخارجية بكتارا.
وأضافت العمادي أن مشروع كتارا قام بالتنسيق مع جهات الدولة المختلفة، مثل هيئة الأشغال العامة والمؤسسة القطرية
العامة للكهرباء والماء، لتنفيذ المحطة وتأمين المياه المطلوبة من مصادر مياه بديلة وتوفير مياه الشرب النقية التي كانت تستخدم سابقا في الري والتبريد.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن فكرة عمل المحطة تعتمد على استخدام نظام التناضح العكسي للوصول إلى أقل نسبة
ممكنه من الأملاح الذائبة والكلوريدات والصوديوم، وكذلك لضمان خلو المياه التي تنتجها المحطة من أي تلوث بكتيري أو فيروسي
حفاظا على المسطحات الخضراء، ولحماية معدات التبريد من ترسبات الأملاح بداخلها، بالإضافة إلى تقليل تكلفة التشغيل بالحي الثقافي كتارا.