توسيع العديد.. قطر: قاعدة جديدة باسم “تميم الجوية”

الدوحة – بزنس كلاس:

كشف اللواء الركن طيار أحمد إبراهيم المالكي، نائب قائد القوات الجوية الأميرية القطرية، عن إنشاء قاعدة جوية جديدة باسم «قاعدة تميم الجوية». وقال، في حوار خاص مع مجلة «الطلائع»، التي تصدرها مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، في عدد أغسطس الحالي، إنه سيجري توسيع قاعدة العديد الجوية، وتطوير قاعدة الدوحة الجوية، لاستقبال الطائرات والمنظومات الجديدة التي دخلت الخدمة بالقوات الجوية، وعلى رأسها «الرافال» الفرنسية، و«F15» الأميركية، و«تايفون» الأوروبية، وهليكوبتر «الأباتشي» الأميركية، وهليكوبتر «NH90» الأوروبية، وهي طائرات متطورة وحديثة.
وأوضح أن هناك مشاريع هيكلية ذات طابع استراتيجي ستشهدها القوات الجوية الأميرية، وأضاف أن القوات الجوية استقبلت العام الحالي 2018 أول دفعة من العنصر النسائي، كمرشحات طيار.
وقال إن القوات الجوية الأميرية مرت بأربع مراحل للتطوير، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى، وهي «مرحلة التأسيس» من عام 1966م وحتى عام 1972م عندما تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الأمير الأب -رحمه الله- مقاليد الحكم، لافتاً إلى أن أولى طائرات القوات الجوية كانت «هوكر هنتر» البريطانية.

أما المرحلة الثانية من عام 1972 م وحتى عام 1977 م عندما تولى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني -حفظه الله- منصب ولاية العهد، وتم خلالها التعاقد على طائرات «سي كينج» و»ألفاجيت» و»ميراج» و»F1» وطائرات «الغزال».
وأشار إلى أن تطوير القوات الجوية الأميرية بدأ في المرحلة الثالثة بعد دخول ميراج 2000 الخدمة، وإنشاء قاعدة العديد الجوية، أما المرحلة الرابعة التي تمثل الوقت الحالي، وهي الأهم والأشمل، بعد دخول منظومات جديدة ومتطورة الخدمة من طائرات النقل، والهليكوبتر، والمقاتلات الجديدة.
نقلة نوعية
وأكد المالكي أنه في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- قائد مسيرة التحديث والتطوير الشامل، أصبح التطور بالقوات الجوية يمثل نقلة نوعية هائلة، حيث تضاعفت المعدات، ودخلت أنظمة جديدة للخدمة من الطائرات المقاتلة والنقل والهليكوبتر.
وأوضح أنه على سبيل المثال، دخلت الخدمة منظومات طائرات النقل الجوي «C-17» و«C-130»، و»الرافال» الفرنسية، وطائرات «أف 15» الأميركية، وطائرات «تايفون» الأوروبية، وهليكوبتر «الأباتشي» الأميركية، والهليكوبتر «NH90» الأوروبية، وهي طائرات متطورة وحديثة.
قاعدة تميم
وأشار المالكي إلى أن القوات الجوية الأميرية في طور الإعداد لاستقبال هذه المقاتلات الحديثة، وبصدد إنشاء قاعدة جوية جديدة باسم «قاعدة تميم الجوية»، وتوسيع قاعدة العديد الجوية، وتطوير قاعدة الدوحة الجوية إلى مستوى يجعلها تستقبل الطائرات والمنظومات الجديدة، إلى جانب تطوير منظومات القيادة والسيطرة بدخول أحدث منظومات الرادار، وأنظمة العمليات والسيطرة والاتصالات.
العنصر البشري
أما على مستوى العنصر البشري، فقال المالكي إن لدينا كفاءات قطرية مشهود لها بالاحترافية، نعتمد عليها في التدريب والتأهيل للأجيال المقبلة من الطيارين والفنيين.
وأضاف أن هناك لجنة مشتركة تتبع وزارة الدفاع، ومهمتها اختيار الكادر القطري من الطيارين والفنيين، ويشترط في هذا الكادر أن يكون خريج ثانوية عامة بنسبة جيدة، ولديه رغبة، ويجتاز فحوصات المقدرة والقابلية بكلية الزعيم محمد بن عبد الله العطية الجوية، وهي من تحدد إذا كان المتقدم يصلح طياراً أو فنياً أو مسيطراً جوياً، أو ضمن التخصصات الأخرى.
وأشار إلى أن القوات الجوية تقوم بابتعاثهم للجامعات والمعاهد المحلية، ومنها كلية قطر لعلوم الطيران، وكلية أحمد بن محمد العسكرية، وجامعة حمد بن خليفة، وللخارج بالولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وباكستان، والأردن، وغيرها.
ونوّه بإرسال المئات من كوادر القوات الجوية إلى الدول التي نوقع معها عقود الطائرات المقاتلة، وطائرات الهليكوبتر، ومنظومات الرادار، من جميع المستويات، من الفني وحتى الحاصل على درجة الدكتوراة.
وأكد المالكي أن هناك إقبالاً كبيراً جداً على الالتحاق بالقوات الجوية الأميرية على مستوى الضباط، وضباط الصف، والرتب الأخرى، مشيراً إلى أن إقبال الشباب القطري شيء يثلج الصدر، ويغطي 95% من المردود الذي ننتظره.
وقال: أصبحنا 10 أضعاف ما كنّا عليه كماً وكيفاً، ونخطط لتطوير قدراتنا إلى 5 أضعاف ما أصبحنا عليه، وفق رؤية 2030م، منوهاً بتدريب الكادر البشري المسلح بالعلم حتى يستوعب هذه المنظومات وهو من أهم التحديات التي نواجهها.
الهيكل التنظيمي
كشف المالكي عن إعادة تنظيم القوات الجوية الأميرية القطرية، بعد دخول منظومات الطائرات الحديثة، مشيراً إلى أن هذا الأمر قيد الدراسة حالياً وسيرى النور قريباً، وأن أهم دور للقوات الجوية هو حماية الأجواء، والردع، والهجوم الأرضي.
وشدد على أن التحدي الأكبر هو التطوير باستمرار، نظراً لأن التكنولوجيا الحديثة في عالم الطيران متطورة ومتجددة أيضاً، ومهمة القوات الجوية الأميرية هي استيعاب المنظومات الحديثة، وهو ما يتطلب تحديث القوى البشرية.
الشراكات
وأوضح أن لدى القوات الجوية الأميرية شراكات محلية مع الكليات، والمراكز التقنية، ونتعاون معها بشكل كبير، ونرسل الكادر القطري للحصول على الدورات المتقدمة فيها، وكذلك نتعاون مع القوات الأخرى بوزارة الدفاع، ونحن على اتصال دائم معهم للتطوير، لأن العمليات العسكرية أصبحت مشتركة، وليست عمليات جوية أو بحرية أو برية منفردة.
أما الشراكات الخارجية مع الدول الشقيقة والصديقة، فأوضح أن العقود التي توقعها الدولة لتزويد القوات الجوية الأميرية بمليارات الدولارات، وبالتالي نعمل على الاستفادة القصوى من هذه العقود، من خلال حصول الطيارين والفنيين على دورات متطورة من الدول التي نحصل منها على الطائرات المتطورة، ونحن أيضاً على اتصال دائم معهم، ونقوم بالتمارين المشتركة أيضاً.
العنصر النسائي
وحول تواجد العنصر النسائي بالقوات الجوية الأميرية، قال اللواء المالكي: «بدأنا منذ 10 سنوات في استقبال العنصر النسائي للالتحاق بالعمل في القوات الجوية ككادر مدني، وأضاف: «لكن هذا العام 2018م استقبلنا أول دفعة من العنصر النسائي كرتب عسكرية طيار وفنيات.. ولدينا حالياً مرشحات طيار نقوم بتدريبهن، ونتوقع أن يشكل التحاقهن قيمة مضافة في سبيل خدمة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، علماً بأن العنصر النسائي دخل في جميع التخصصات بالقوات الجوية الأميرية القطرية».
سيرة ذاتية
كان سعادة اللواء الركن طيار أحمد إبراهيم المالكي قد التحق بالقوات الجوية الأميرية عام 1980، بعد ابتعاثه للدراسة بكلية الملك فيصل الجوية، والتي تخرج منها 1983م، كما تم ابتعاثه إلى بريطانيا.. وشارك سعادته في أول تمرين لمجلس التعاون الخليجي عام 1988، كما شارك في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991، بالإضافة إلى المشاركة في عمليات التحالف الدولي في دولة ليبيا الشقيقة، وكان اللواء المالكي قائداً للمجموعة القطرية المشاركة، وكذلك أشرف على القوات الجوية المشاركة في عمليات التحالف في اليمن الشقيق، من بداية المشاركة وحتى انسحاب القوات القطرية، وترقى من قائد للسرب السابع «ميراج» إلى قائد لجناح المقاتلات رقم 1، وفي 2013 عيّن مديراً للعمليات ونائباً لقائد القوات الجوية الأميرية القطرية.

السابق
قطر: توقعات بموسم “مبشر” لقطاع الضيافة هذا العام
التالي
المرور: خطة لحل أزمات المرور خلال العام الدراسي