بعد الأحداث الدرامية التي شهدها نهائي فلاشينغ ميدوز لتنس السيدات، من الممكن أن يقاطع الحكم الدولي كارلوس راموس إدارة المباريات للأميركية سيرينا ويليامز بعد أن وصفته باللص والسارق لمجرد أن تطبيقه القانون، بالإضافة إلى أن الحكم لم يجد الدعم المناسب من اتحاد التنس النسائي والأميركي الذي حول الأمر إلى قضية مساواة بين الرجل والمرأة.
بدأ الأمر حينما لم تتمكن سيرينا من السيطرة على انفعالاتها عندما تلقت الإنذار الأول بعد تلقيها إشارات من مدربها، ومن ثم خصم نقطة لإنذار سوء سلوك لكسرها مضربها، سيرينا كان يجب أن تظهر احترام أكبر للحكم وقرارته وخبرة أكبر بالتعامل مع هكذا مواقف في المباريات الكبيرة، لكن كل مافعلته هو وصف الحكم باللص والسارق، وتحويل الأمر إلى مسألة تخص الأمومة بعيدة كل البعد عن التنس، عندما أخبرته أنها لايمكن أن تغش لأنها أم! فماكان من الحكم إلا توجيه إنذار سوء سلوك ثالث للأميركية مما استوجب خسارتها لشوط لصالح أوساكا التي أصبحت على بعد شوط، تمكنت من تحقيقه لاحقاً لتصبح اللاعبة اليابانية الأولى التي تتوج بلقب غراند سلام.
الحكم راموس طلب تدخل الحكم العام، الذي لم ينقض قرارات راموس التي تعد صائبة قانونياً.
سيرينا التي لم لاتمتلك الحق القانوني للاعتراض على القرارات، لم تجد شيء سوى تكسب به الرأي العام سوى تحويل الأمر إلى قضية عدم مساواة وعدل بين الجنسين، وصورت نفسها الإنسان الذي يحارب لأجل حقوق المرأة.
أن تقول سيرينا أن الرجال لاتتم معاملتهم بنفس الطريقة عندما ينتهكون بعض القوانين هو أمر عار عن الصحة، بطل العالم نادال دائماً ما يتلق إنذرات تتعلق بتجاوز الوقت القانوني قبل الإرسال، لكن نادال لايحاول الدفاع عن خرق القانون، دجوكوفيتش عندما يكسر مضربه لا يحاول أن يدعي أمام الحكم أن هذا الأمر قانوني ولايستوجب إنذار دائماً ما يوجه لدجوكوفيتش في مبارياته، لكن من الممكن أن نتفهم حالة اللاعبة النفسية عند خسارتها لثاني نهائي غراند سلام على التوالي، مالايمكن تفهمه هو أن يقف اتحاد اللعبة للسيدات والاتحاد الأميركي إلى جانب سيرينا، واعتبار المسألة عدم مساواة بالتعامل بين الجنسين حيث أكد كل من رئيس اتحاد التنس للسيدات ورئيسة اتحاد التنس الأميركي على أن التعامل كان ليكون مختلف لو أن أحد اللاعبين الرجال تصرف بذات الطريقة
على الرغم من إصدار الاتحاد الدولي للتنس بيان يدعم فيه موقف الحكم كارلوس راموس بأنه واحد من أكثر الحكام خبرة واحترام في التنس، وأن القرارات التي اتخذها كانت وفق القوانين، وأنه تصرّف بكل نزاهة واحترافية مع سيرينا ويليامز.
سيرينا وكل من رئيس الاتحاد للسيدات والتنس الأميركي، لم يتحدثوا عن المساواة والعدل عندما تم منح سيرينا 1.85 مليون دولار باعتبارها وصيفة فلاشينغ ميدوز، بينما راموس الذي ادار اللقاء بكل احترافية ودقة وتحمل معاملة كل من سيرينا والجمهور الأميركي، حصل فقط على 450 دولار جراء إدارة اللقاء.
كذلك لم يحضر الحكم التكريم الخاص به ولم يحصل على التذكار الخاص بإدارة مباراة نهائية بسبب التعامل السيء من الجمهور وسيرينا، بينما سيرينا ومن إلى جانبها لم يتذكر أن الحكم لم ينل أحد حقوقه وحتى أي شكر على عمله.