عدن – وكالات – بزنس كلاس:
بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي من ممارسات “الاحتلال الإماراتي” في اليمن، تعالت الأصوات المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن البلاد نتيجة الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها كل من السعودية والإمارات في اليمن.
فقد هدد نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي”، هاني بن بريك، بفرض خيار انفصال جنوب اليمن عن شماله بالقوة وقال بن بريك، المدعوم اماراتيا والمقيم في ابوظبي، “من أجل إقامة دولة الجنوب والاستقلال الكامل سنبذل كل غالٍ ونفيس على كل الأصعدة؛ حتى لا يتسلط علينا أحد كائنا من كان”.
وأضاف في تغريدات على صفحته بموقع تويتر موجهًا حديثه إلى الجنوبيين: “من عنده غير هذا الكلام من الجنوبيين، فهو جنوبي لا يحمل (يتبنّى) القضية الجنوبية”. وأشار إلى أن “مشروع ستة أقاليم (أقرّته مخرجات الحوار الوطني اليمني) أو إقليمين (مقترح تضعه قيادات جنوبية كحل للقضية الجنوبية) في دولة واحدة مع اليمن، أمر مرفوض”. وأردف: “إما الاستقلال وإلا فسبيل الجبهات”. في تهديد واضح على استخدام القوة لفرض الانفصال. وجاء تلويح بن بريك باستخدام القوة عقب رفض وزير الداخلية اليمني، احمد الميسري، الذي يزور حاليا أبوظبي، اللقاء به بناء على وساطة اماراتية، وفق ما ذكرته مصادر مقربة من الميسري، الذي امتعض من ارسال الإمارات لرئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي إلى عدن، بالتزامن مع بدء زيارته لابوظبي بدعوة رسمية. وتأسس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، في 11 من مايو 2017، بدعم من الإمارات، بعد أقل من نصف شهر من إقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، للزبيدي من منصب محافظ عدن، وإعفاء بن بريك من منصب وزير الدولة في الحكومة وإحالته للتحقيق، وهو ما ازعج ابوظبي التي تعتبرهما وكيلي نفوذها في عدن.
وعلى صعيد الغضب الشعبي ضد الوجود الإماراتي في اليمن، أكد مراقبون وسياسيون يمنيون، أن التصعيد اللافت في الاحتجاجات ضد الإمارات جنوب اليمن، جاء “بضوء أخضر سعودي”، في محاولة منها لكبح جماح النفوذ الإماراتي المتصاعد، عبر أدوات يمنية، لافتين إلى أن ابوظبي تستشعر ذلك ونقله قادتها العسكريين المتواجدين في عدن لحلفائهم من قادة عسكريين ومدنيين، بعد الاضطرابات الأخيرة.
واندلعت احتجاجات عنيفة، مؤخرا في مدينة عدن، رفعت خلالها شعارات مناوئة للإمارات ووصفتها بقوة “احتلال” مطالبة بخروجها من أراضيهم، كما أقدم المحتجون على إحراق العلم الإماراتي في أول تحركات شعبية من نوعها ضد الوجود الإماراتي المسيطر على المدينة منذ ثلاثة أعوام. وأوضح المراقبون والسياسيون، وهم على صلة وثيقة بأطراف مختلفة داخل الشرعية اليمنية، وقيادات سعودية وإماراتية، أن الرياض تعد لموجة احتجاجات أخرى ضد ابوظبي في جزيرة ميون التي تسيطر عليها الإمارات، والتي كانت قد شرعت في بناء قاعدة عسكرية لها هناك.
وتوقعوا، أن الضغوط التي تتعرض لها الإمارات في اليمن عبر أدوات الشرعية المدعومة سعوديا، يهدف إلى تقاسم النفوذ وعدم استئثار ابوظبي بنصيب الأسد، خاصة بعد إعلان وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش أن قوات التحالف لن تغادر اليمن حتى بعد انتهاء الحرب.وخسرت الإمارات بالفعل، نفوذها في عدة مناطق لصالح السعودية، وأبرزها في المهرة، شرق اليمن والحدودية مع سلطنة عمان، وجزء كبير من نفوذها في جزيرة سقطرى.
كما أن السعودية، بحسب مصادر عسكرية يمنية، تستميت في عدم إتاحة الفرصة أمام الإمارات للسيطرة على ميناء الحديدة في حال تم استعادته، لافتين إلى أن هذا الصراع الخفي احد أسباب توقف المعارك على مشارف مدينة الحديدة، حيث تدعم الرياض ألوية العمالقة، في حين تدفع ابوظبي بقوات طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل، الموالي لها. وبحسب توقعات مراقبين، فإن الحرب في اليمن، انتقلت فعليا إلى صراع نفوذ بين السعودية والإمارات، بعد أن ظل محصورا داخل المعسكر الموالي لهما، مؤكدين أن ذلك قد يدفع الرياض للضغط بقبول تسوية سياسية أيا كان شكلها لتفادي المزيد من الغرق في المستنقع اليمني. من جهة أخرى، أعلنت وسائل إعلام سعودية أمس الجمعة مقتل 7 جنود سعوديين في الحد الجنوبي، جاء ذلك في وقت قالت فيه وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن دفاعاتها الجوية تمكّنت من إسقاط مروحية عسكرية سعودية من طراز أباتشي ومقتل طاقمها.
وذكرت وكالة «سبأ» نقلا عن مصدر عسكري، أن الأباتشي أُسقطت في جحفان بجبهة جازان. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات أسفرت عن مقتل عشرة آلاف شخص، كما تسببت في تفشي الأوبئة والمجاعة بمعظم مدن البلاد.
من جهة اخرى، أعلنت قوات غير نظامية موالية للإمارات سيطرتها على مدينة الضالع جنوب اليمن، عقب اشتباكات دامية مع فصائل من المقاومة الجنوبية، في المدينة التي تعتبر محررة ويفترض انها تحت سيطرة الحكومة الشرعية. وسيطرت ما تسمى قوات الحزام الامني المدعومة اماراتيا، على معسكر عبود الذي كانت تتواجد فيه قوات من المقاومة الجنوبية يقودها محمود البتول، بعد اشتباكات خلفت 7 قتلى وعددا كبيرا من الجرحى، وفق مصادر محلية. وأكد محافظ الضالع، علي صالح مقبل، المعين من الحكومة اليمنية الشرعية، ان قوات الحزام الأمني سيطرت سيطرة تامة على مجمل الأوضاع الأمنية بالمحافظة، متهما من اسماهم “مسلحين خارجين عن النظام والقانون” بخلق بؤر توتر وصراعات داخل المحافظة من خلال السيطرة على معسكر عبود.
والضالع هي اخر مدينة جنوبية يمنية محررة، استولت عليها الإمارات قبل اشهر قليلة، عبر ارسال قوات موالية لها والتي تعرف بـ “الحزام الامني”، واتهم حينها محافظ الضالع، علي صالح مقبل بالتواطؤ وعقد صفقة مع الإمارات، حيث وجه حينها بتسليم جميع النقاط الامنية الخاضعة لقوات الجيش اليمني، للحزام الامني. واختطفت قوات مكافحة الإرهاب في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، المدعومة إماراتياً، فتاةً تم اقتيادها مع زوجها للسجن السري الواقع في مديرية التواهي. وقالت مصادر حقوقية، إن الفتاة أمل ضرار الجعفري والبالغة من العمر 17 عاماً، تم اختطافها مع زوجها في منتصف أبريل الماضي، وذلك أثناء مرورهما من حاجز العلم الأمني وهو المدخل الشرقي لمدينة عدن.
وأضافت أن زوج أمل كان مطلوباً أمنياً، وتم القبض على زوجته معه واقتيادهما لأحد السجون السرية، لغرض الضغط عليه. وذكرت أن الفتاة من قرية جول اليماني بلحج، وتمت عملية الاختطاف عقب حفل الزواج بأسبوع واحد فقط. وأشارت إلى أن أسرة الفتاة لم تستطع مقابلتها أو حتى التواصل معها هاتفياً، فهي في حُكم المخفيين قسراً. يأتي ذلك، فيما لا تزال المطالبات مستمرة للقوات الموالية للإمارات للكشف عن مصير الناشطة انسام عبدالصمد المخفية قسرا منذ اختطافها قبل تسعة أشهر، دون معرفة اسرتها مصيرها والمكان الذي تحتجز فيه وسبب اختطافها. وفي غضون ذلك، توفي معتقل يمني جديد تحت التعذيب، في سجن بئر أحمد سيئ الصيت الذي تديره وتشرف عليه الإمارات، ضمن سجونها العديدة جنوب اليمن.
وأفاد مصدر محلي ان المعتقل حسين عكاش، توفي متأثرا بالتعذيب في سجن بئر احمد بمدينة عدن، مشيرا الى ان القوات الاماراتية المشرفة على السجن سلمت جثته لاسرته ولم توضح اسباب وفاته الغامضة، مؤكدا ان اسرته على يقين انه توفي تحت التعذيب. وهذه ليست المرة الاولى التي يقتل فيها مواطن تحت التعذيب على ايدي قوات وسجون خاضعة للامارات حيث سبقها عشرات الحالات. وتمتلك القوات التابعة للامارات عددا من السجون الخاصة بها في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية ابرزها سجن معسكر بئر احمد ومطار الريان في حضرموت إضافة لاكثر من عشرين سجنا اخر بحسب تقارير حقوقية لمنظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
من جهة اخرى، أفرجت القوات الإماراتية، والتي تسيطر على ميناء عدن جنوب اليمن، عن شحنة الأموال المطبوعة في الخارج من العملة المحلية، والتابعة للحكومة اليمنية الشرعية، عقب احتجازها منذ فبراير الماضي. وقالت مصادر بالبنك المركزي اليمني في عدن، إن الدفعة الواصلة للبنك، هي 11 حاوية بعضها محتجز منذ فبراير الماضي، وأخرى محجوزة منذ شهر.
وأوضحت أن الأموال التي كانت محتجزة في ميناء عدن الذي تديره قوات اماراتية، تقدر بـ170 مليار ريال يمني، قالت انها مخصصة لرواتب موظفي الدولة. يُذكر أن دولة الإمارات عمدت إلى احتجاز شحنات الأموال التي تقوم الحكومة بطباعتها في الخارج، وذلك للضغط على الشرعية وعرقلة عملها، وقد صرح نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية احمد الميسري بذلك في عدة لقاءات مصورة مع قنوات وصحف خارجية. ويأتي هذا الافراج عقب يوم واحد فقط، من وصول وزير الداخلية اليمني، إلى دولة الإمارات، في أول زيارة من نوعها، وهي تهدف لترتيب الأوضاع الأمنية بعدن حسبما نشر موقع وزارة الداخلية.