تمنع القطريين بخبث المعاملة.. الرياض تنثر الورود عند أقدام حجاج إيران

وكالات – بزنس كلاس:

تتابع السعودية سياسة الكيل بمكيالين واللعب على خيوط مختلفة في المشهد الإقليمي المعقد في المنطقة. فهي من جهة تحاصر قطر وتحاربها بكل الوسائل بتهمة أن الدوحة تتعامل مع إيران. وتقوم السعودية بوضع شتى العراقيل بوجه حجاج قطر للعام الثاني على التوالي لمنعهم من أداء فريضة الحج بينما بنفس الوقت تفرش الورود لاستقبال حجاج إيران التي تعتبرها أكبر خطر عليها.

فقد أثار مقطع  فيديو يُظهر استقبال الدفعة الأولى من الحجاج الإيرانيين في السعودية بالورد، الكثير من ردود الأفعال في وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي الوقت الذي لا زالت فيه السعودية تمنع المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج عبر فرض الكثير من الاجراءات التعقيدية، تداول ناشطون عبر موقع تويتر مقطع فيديو يكشف كيف استقبلت السلطات أولى دفعات الحج الإيرانية. ووفقا للفيديو المتداول، فقد استقبل مسؤولو وزارة الحج السعودية أولى دفعات الحج الإيرانية التي وصلت لمطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة بالورود وماء زمزم.

وتوصلت السعودية وإيران، في 16 مارس 2017، إلى اتفاق بشأن موسم الحج، بعد مفاوضات استمرت عدة أيام في مدينة جدة، وافقت حينها وزارة الحج السعودية على رفع حصة إيران من 60 ألف حاج إلى 86 ألفا.

 

وكانت طهران تصر في مفاوضاتها مع الرياض على 3 أمور، قبلت بها الرياض، وهي وجود مشرفين من وزارة الخارجية الإيرانية للإشراف على شؤون الحجاج الإيرانيين، وضمان أمن الحجاج الإيرانيين وكرامتهم، وثالثا أن يكون سفر الحجاج الإيرانيين انطلاقا من الأراضي الإيرانية مباشرة إلى الأراضي السعودية وليس عبر دولة ثالثة.

وبحسب تقرير نشره موقع “الخليج أونلاين” فإن آخر ما بدر من السعودية ما تناقله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، كان مقطع فيديو يُظهر استقبال الدفعة الأولى من الحجاج الإيرانيين في السعودية بالورد، رغم استمرار التوتّر في علاقات البلدين بسبب عدد من الملفّات؛ أبرزها الملف النووي الإيراني، الذي ترى الرياض أنه يهدّد أمن المنطقة، والملفان اليمني والسوري؛ حيث تتهم المملكة إيران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا، ومسلّحي “الحوثي” باليمن.

* استغلال الحج  سياسياً
وبعيداً عن الحجاج الإيرانيين، وقريباً من اتهامات استغلال الرياض للحج، قالت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، ومقرّها العاصمة الإندونيسية جاكرتا، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن السعودية ” تستغلّ مكرمات الحج والعمرة في تعزيز مواقفها، بحيث تمنحها لمن يدعمها وتحظرها عن معارضيها”. وجاء استهجان الهيئة كردٍّ على واقعة منح السفارة السعودية الفرصة لشابّ تونسي ووالدته لتأدية فريضة الحج على خلفيّة نشره تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تمدح المنتخب السعودي لكرة القدم.

وأكّدت الهيئة الدولية أن توزيع المكرمات بناءً على تشجيع ودعم منتخب السعودية لكرة القدم “يمثّل نموذجاً حيّاً في استغلال الرياض شعائر الحج والعمرة، ومنح الدول والأفراد بناءً على مواقف سياسية”. وقالت إنها تسعى بذلك إلى “شراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين عن طريق إعطائهم تأشيرات بالمجان وبشكل غير قانوني؛ للوقوف إلى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية”. ولفتت الهيئة الانتباه إلى أن السعودية تستخدم الشعائر الإسلامية، خاصة الحج، كورقة سياسية للضغط على عدة حكومات “لابتزازها”، مثلما حصل مع عدة دول، خاصة من قارة أفريقيا، ومع شخصيات معروفة بمعارضتها لسلطات المملكة.

مراسلات مسربة
وسبق أن رصدت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، في فبراير الماضي، مراسلات سعودية رسمية مسرّبة تُظهر أن سفير الرياض يوزّع يومياً العديد من التأشيرات المجانية على الإعلاميين والسياسيين المؤيّدين لبلاده. وكشف بيان الهيئة أن السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند “المجاملة والاستغلال السياسي”.

وأكّدت أن “فشل السعودية الذريع في إدارة الحج يستلزم وقفة وصحوة إسلامية حقيقية، تعمل على نصح وإرشاد المملكة بكيفية تطوير أدائها بما يخدم ملايين المسلمين الذين يقصدون الشعائر الإسلامية”.

و”الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين” تأسّست مطلع 2018؛ بهدف الضغط لضمان إدارة الرياض بشكل جيد للحرمين، والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة.

* تضييق على الحجاج القطريين
وللعام الثاني على التوالي، فإن الحجاج القطريين سيواجهون إجراءات مشدّدة من قبل السعودية؛ بسبب الأزمة الخليجية التي عصفت بالمنطقة.

ومؤخراً رفعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر شكوى إلى المقرّر الخاص بالأمم المتحدة المعنيِّ بحرية الدين والعقيدة؛ بشأن التضييقات السعودية على حجاجها ومعتمريها. وأبدت قطر قلقها الشديد “إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنصّ على حرية ممارسة الشعائر الدينية”، حسبما جاء في بيان لها. وأوضحت اللجنة أن “السعودية منذ بدء الحصار، في الخامس من يونيو قبل الماضي، اتّخذت حزمة من الإجراءات والتدابير من شأنها إعاقة سفر المواطنين القطريين لأداء شعائر الحج والعمرة”.
وعن هذا التعامل من قِبل السلطات السعودية يقول الشيخ محمد الحسن ولد الددو، أبرز علماء الدين في موريتانيا، إن الرياض تخالف تعاليم الدين الإسلامي بوضع عراقيل أمام ضيوف الرحمن، بحسب رأيه.

وأشار في حديث تلفزيوني سابق حول “استغلال السعودية للحجّ” إلى أن مثل هذه المضايقات لزوار بيت الله لم تُعرف في السابق، “سوى في أواخر الدولة العثمانية كانت توجد بعض المضايقات للحجاج والمعتمرين، لكنها لم تكن بشكل رسمي” من قِبل الدولة العثمانية.

ومطلع يوليو الجاري، شدّدت السعودية من إجراءاتها على سفر الحجاج القطريين إلى الديار المقدسة، وأكّدت مواصلتها منع الطائرات القطرية لنقل الحجاج، في إصرار واضح على تسييس الحج.

ووصلت جملة طلبات التضرّر في قطر إلى 163 انتهاكاً للحق في ممارسة الشعائر الدينية رصدتها لجنة المطالبة بالتعويضات، وجميعها مشفوعة بالوثائق والأدلّة؛ من حجوزات فنادق ومواصلات داخلية في مكة المكرمة، وتذاكر سفر لم يستطع أصحابها السفر أصلاً من الدوحة.

ويعاني أصحاب الحملات القطرية الأمرَّين من جراء توقّف أعمالهم منذ فرض الحصار، وتكبّدهم تسوية أموال المعتمرين التي سدّدوها للشركات السعودية ولم يسترجعوها حتى الآن، وبعضهم غرق في الديون والقروض من أجل أن يحافظ على سمعة حملته، فتحمّل سداد كافة النفقات.

وقدّر أصحاب حملات خساراتهم موسم الحج قبل الماضي بنحو 100 مليون ريال تقريباً، موزّعة على 40 حملة قطرية، وتمتلك وثائق متكاملة بخسائرها من الألف إلى الياء.

وأكّد أصحاب الحملات القطرية قيام السعودية بتسييس الحج؛ لأنها حرمت الحجاج القطريين من أداء المناسك، لرفضها التواصل مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والبعثة الرسمية القطرية التي لا يمكن للحملات أو الحجاج السفر بدون رعايتهم وهو مالم تستطع السعودية فعله مع دول اخرى لتتضح المفارقات فبينما تحاصر السعودية قطر وتمنع حجاجها من اداء الشعائر، بدعوى العلاقات مع ايران رضخت السعودية لإيران ومطالبها لضمان وصول حجاجها مباشرة الى الاراضي المقدسة وبإشراف بعثة ايرانية وتستقبلهم بالورود!.

السابق
5 نسخ حصرًا من سيارة “ماكلارين 570 جي تي”
التالي
بنك الدوحة يحقق أرباحاً بمقدار 471 مليون ريال في النصف الأول