الدوحة – وكالات:
أكد الدكتور خالد كمال ناجي عميد كلية الهندسة بجامعة قطر، أن عدد الطلاب والطالبات بكلية الهندسة ارتفع خلال أربعين عاماً، من أقل من «40» طالباً في العام 1980 إلى أكثر من «3450» طالبا وطالبة في عامنا الحالي، منوهاً بأن الكلية تستقطب في كل سنة ما بين «800» إلى «900» طالب وطالبة على مستوى البكالوريوس من خريجي المدارس الثانوية، مشيراً إلى أنها تستقطب ما بين «170» إلى «180» طالبا وطالبة على مستوى الدراسات العليا في برامج الماجستير والدكتوراه.
وقال ناجي بمناسبة مرور «40» عاما على تأسيس كلية الهندسة، إن جميع البرامج الأكاديمية بالكلية معتمدة أكاديمياً من قبل مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا «ABET»، مؤكداً أن هذا الاعتماد يعد اعترافاً دولياً بأن برامج الكلية تحافظ على المعايير العالمية، لافتاً إلى أنهم قاموا برفع برامج جديدة لإدارة الجامعة للبت في إمكانية طرحها، وهي برنامج هندسة الميكاترونيات، وهندسة علوم الطيران والفضاء، بالإضافة إلى مسار جديد في الإدارة الهندسية، وماجستير الهندسة الكيميائية.
} الكلية تحتفل بنهاية هذا العام الأكاديمي بمرور «40» عاما على تأسيسها نريد أن نتعرف على أهم إنجازاتها خلال هذه الأعوام…؟
ارتفع عدد الطلاب والطالبات بكلية الهندسة خلال أربعين عاماً من أقل من «40» طالباً في العام 1980 إلى أكثر من «3450» طالبا وطالبة في عامنا الحالي، يلتحقون بثمانية برامج للكلية معتمدة من جهات عالمية بمرحلة البكالوريوس والتي تخدم شتى القطاعات بالدولة بالإضافة إلى سبعة برامج على مستوى الماجستير واثني عشر برنامجا للدكتوراه.
} كم يبلغ عدد الطلاب الذين تستقطبهم الكلية سنوياً على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا…؟
تستقطب كلية الهندسة عادةً في كل سنة ما بين «800» إلى «900» طالب وطالبة على مستوى البكالوريوس من خريجي المدارس الثانوية، وعلى مستوى الدراسات العليا تستقطب ما بين «170» إلى «180» طالبا وطالبة في برامج الماجستير والدكتوراه، ولدى الكلية حالياً أكثر من «450» طالبا وطالبة في كافة برامج الدراسات العليا بكافة فروعها واختصاصاتها، باعتبار أن هناك «12» برنامجا للدكتوراه تنبثق من برنامج دكتوراه كلية الهندسة و«7» برامج ماجستير تغطي كافة التخصصات الهندسية.
استقطاب الطلاب
} كيف تقوم الكلية باستقطاب الطلاب للدراسة بها…؟
هناك جولات دورية تقام في المدارس الثانوية لتعريف الطلبة ببرامج الكلية واستقطاب الأكفاء لدراسة التخصصات الهندسية، خاصة أن الدولة تحتاج للمزيد من الخريجين الذين سيسهمون بخبراتهم في خدمة قطر ويواكبون التطورات الكبيرة التي تشهدها الدولة على صعيد قطاع الصناعة والأعمال، وعلى صعيد برامج الدراسات العليا نحن نستقطب عددا كبيرا من الطلاب الذين يرغبون في دراسة الماجستير والدكتوراه من القطاع الصناعي، وأكثر شيء من قطاع الغاز الطبيعي وقطاع تقنية المعلومات، بالإضافة إلى قطاع البنية التحتية.
} كم يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في الكلية الآن…؟
أعضاء هيئة التدريس الآن يفوقون المائة وثمانين عضواً بالإضافة إلى المساعدين داخل البرامج المختلفة، وتمتلك الجامعة خططا لزيادة الكوادر الوطنية القطرية من أعضاء هيئة التدريس، من خلال برامج الابتعاث التي تقوم بها للطلبة القطريين، حيث يبلغ عدد المبتعثين القطريين حوالي 14 مبتعثا، منهم من سينهي دراسته خلال سنتين ومنهم من سينهيها خلال ثلاث سنوات، وعندما يحصلون على درجات الدكتوراه من الجامعات المبتعثين فيها سواء كانت في أوروبا أو في أميركا أو في دول أخرى إن شاء الله سينضمون لأعضاء هيئة التدريس الموجودين حالياً في الكلية.
الاعتماد الأكاديمي
} ما هي البرامج الأكاديمية التي حصلت على الاعتماد الأكاديمي في كلية الهندسة…؟
جميع البرامج الأكاديمية داخل كلية الهندسة معتمدة أكاديمياً من قبل مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا «ABET»، وهي المؤسسة الرائدة عالمياً في مجال ضمان الجودة وتحفيز الابتكار في مجال العلوم التطبيقية، والحوسبة، والهندسة، ويعد هذا الاعتماد لبرامج البكالوريوس اعترافاً دولياً بأن برامج الكلية تحافظ على المعايير العالمية، ولقد حصل برنامج بكالوريوس العمارة في كلية الهندسة على الاعتماد الأكاديمي من هيئة الاعتماد الأميركية للبرامج المعمارية «NAAB».
} ما هي الخطط والبرامج المستقبلية التي ستعكف الكلية على تنفيذها خلال الفترة القادمة…؟
قمنا برفع برامج جديدة لإدارة الجامعة للبت في إمكانية طرحها، وهي برنامج هندسة الميكاترونيات، وبرنامج هندسة علوم الطيران والفضاء، بالإضافة إلى مسار جديد في الإدارة الهندسية، وبرنامج ماجستير الهندسة الكيميائية، وفيما يتعلق بطرق التدريس نحاول حالياً أن نطور فيها، بحيث إنها تكون معتمدة أكثر على الطالب وتتمحور حول الصناعة، وذلك بإضافة التطبيقات العملية الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها حالياً، وهناك تطبيقات جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لا بُد للطالب أن يتسلح بها قبل تخرجه.
} ما هي خططكم لتطوير أساليب التدريس داخل كلية الهندسة…؟
كلية الهندسة فيها طيف كبير من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الجنسيات، يعملون جميعهم على التحديث المستمر للبرنامج الدراسي في الكلية بحيث إنه يكون متمحورا أو متمركزا حول الطالب، وهذه المسألة قطعنا فيها شوطا كبيرا، خاصةً أن الجيل الحالي من الطلاب يختلف عن الأجيال السابقة، باعتبار أنه يتعامل مع التكنولوجيا بشكل أوسع ومع منصات التواصل الاجتماعي بشكل أكبر، لذلك نحاول أن نغير من أساليب التدريس داخل الكلية وفي نفس الوقت نتفاعل مع كليات أخرى داخل الجامعة، وفي اعتقادي أن تطوير أساليب التدريس من الأنشطة التي سيكون لها رد فعل واسع في المستقبل بالنسبة للملتحقين بكلية الهندسة، وهناك فريق من أعضاء التدريس حاليا يعكفون على تطوير المناهج الدراسية بكافة البرامج المطروحة وكذلك تعزيز كافة المقررات بمشاريع ذات صبغة تطبيقية تعتمد على بحث الطالب لمواكبة بيئات العمل المختلفة.
المراكز البحثية
} حدثنا عن المراكز البحثية التابعة لكلية الهندسة…؟
لدى الكلية أكثر من «150» باحثا و«3» مراكز بحثية مهمة، وهي مركز بحوث الغاز الذي يقوم بالعديد من الأبحاث التطبيقية التي تساهم في توفير حلول عملية للتحديات التي تواجه صناعة النفط والغاز، والمركز الكندي للحوسبة الذي يركز على الأمن السيبراني، ومركز قطر للنقل والسلامة المرورية الذي تربطه صلة وثيقة بالإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية وكذلك اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، ولدى الكلية رغبة ملحة في النمو في المجال البحثي وتأسيس مراكز بحثية أخرى خلال الفترة القريبة.
} كم تبلغ قيمة الأبحاث في الكلية وعدد المنح الممولة…؟
كلية الهندسة حصلت في السنوات الأخيرة على 200 مليون دولار تقريبا، جاءت من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، و30 مليون دولار من مشاريع وقعت مباشرة مع القطاع الصناعي، وهذا يعكس مدى ديناميكية الكلية وتجاوبها مع الصناعة وارتباطها بالقطاع الصناعي داخل الدولة.
} ماذا بخصوص الشراكات التي وقعتها كلية الهندسة مع الجهات الأخرى…؟
لدى الكلية شراكات مع جهات عديدة داخل الدولة، يعتبرون شركاء استراتيجيين بالنسبة لها ويصلها منهم دعم سنوي، وحالياً نحن في مراحل الإعداد الأخيرة للجنة الاستشارية الخاصة بكلية الهندسة من القطاع الصناعي، وهي تضم جميع الشركاء الاستراتيجيين داخل الدولة الذين تربطهم بالكلية اتفاقيات وأبحاث، خاصةً أن دور القطاع الصناعي يعتبر دورا محوريا في توجيه بوصلة كلية الهندسة، لذلك نحن نحرص على التواصل الدائم مع الشركاء من خلال عدة فعاليات تنظمها الكلية بشكل مستمر.
القطاع الصناعي
} من واقع شراكات الكلية ما هو تقييمكم للقطاع الصناعي في ظل الحصار الذي تشهده الدولة…؟
ومن وجهة نظري الخاصة أعتقد أن الحصار كان له تأثير على القطاع الصناعي في بدايته فقط، لكن نحن حاليا تجاوزنا مرحلة الحصار من خلال التفاعل والتكامل ما بين كلية الهندسة والقطاع الصناعي في الدولة، لا يمر أسبوع على كلية الهندسة إلا ويكون هنالك فعالية مع القطاع الصناعي سواء كانت سمنار أو حلقة نقاشية أو دورة تدريبية أو مشروعا بحثيا، وواحد من المشاريع المهمة التي تتبناها كلية الهندسة هو تقديم المشورة للقطاع الصناعي فيما يتعلق بالتحول الرقمي الذي باتت أغلب المؤسسات على مستوى العالم تستخدمه وتفكر فيه، وهو يقوم على استخدام التكنولوجيا الحديثة في رفع العمليات داخل هذا القطاع الحيوي والديناميكي.
استضافة المونديال
} ما هو دور كلية الهندسة في استضافة الدولة لمونديال قطر 2022…؟
لدينا عدة مشاريع خاصة بالنقل الذكي للجماهير خلال فترة المونديال، وحالياً هناك مشروع مع مواصلات وقعته كلية الهندسة ونحن في مراحل الإعداد النهائية لهذا المشروع، ولجنة المشاريع والإرث مشكورة أعطت الفرصة لفريق بحثي متميز من داخل كلية الهندسة للإشراف على نظم التبريد والتكييف في ملاعب المونديال، وهذه كانت أبرز المشاركات أو البصمات التي تركتها كلية الهندسة بالنسبة لمشاريع كأس العلم قطر 2022 وهي كيفية التغلب على درجات الحرارة أثناء إقامة المباريات، وتستجيب الكلية لأي طلب أو استشارة خاصة بالملاعب أو بالبنية التحتية، فهي من أول الهيئات الأكاديمية التي تبادر بتقديم حلول.
} حدثنا عن إسهامات الكلية في رؤية قطر الوطنية 2030…؟
الاستراتيجية الخاصة بكلية الهندسة كلها تصب في رؤية قطر الوطنية 2030، وأهم عنصر أرغب في التركيز عليه هو بناء العنصر البشري والاستثمار فيه، وكلية الهندسة تسعى دائماً إلى الاستثمار في العنصر البشري وتدريب الكوادر البشرية وتخريج جيل يتمتع بحس وبرؤية عن التحديات التي ستواجه الدولة في المستقبل، ويكون لديه القدرة على الإسهام بفاعلية لتحقيق الرؤية الوطنية، وخريجو كلية الهندسة يتميزون في سوق العمل، وكثير من الهيئات أو الوزارات أو الأجهزة داخل الدولة تفضل خريج كلية الهندسة بجامعة قطر عن غيره من الكليات الأخرى المتوفرة داخل الدولة أو خارجها، ولقد انتهينا داخليا من مناقشة عدد من المبادرات من جميع الأقسام التي تدعم خطة الجامعة للتحول الرقمي، ويعد هذا الموضوع حاليا من ضمن الموضوعات الهامة لكثير من المؤسسات والهيئات بالدولة وذلك لزيادة الانتاجية والفاعلية المؤسسية وتحسين بيئة العمل بشكل عام.
تصنيف الكلية
} ماذا عن تصنيف الكلية على مستوى الوطن العربي والخليج…؟
كلية الهندسة من حيث تصنيفها حالياً على مستوى الوطن العربي تحتل المركز الرابع، وعلى المستوى الخليجي تحتل المركز الثاني، وكلية الهندسة لاعب رئيسي حتى بالنسبة لتصنيف جامعة قطر الذي رأينا كيف قفز خلال السنوات الخمس الماضية، كان مدعوما بأكثر من كلية داخل الجامعة، ونحن نضع دائماً نصب أعيننا مسألة التصنيف والحصول على مراكز متقدمة، كونها تعكس مدى جودة البرامج المطروحة داخل الكلية وكذلك لها مؤشر حقيقي على مدى الثقة ما بين كلية الهندسة والقطاع الصناعي.
} ما هي أبرز العقبات أو التحديات التي تقف في طريق الكلية…؟
ارتفاع عدد البرامج الهندسية على مستوى الدولة يجعل كلية الهندسة تفكر دائماً في كيفية التميز أكاديمياً، وخاصةً أن جامعة قطر مازالت هي الرافد الأكبر لسوق العمل بالخريجين، وذلك نتيجة للثقة الموجودة من المجتمع والقطاع الصناعي، ونحن نحاول دائما أن نحافظ على هذه الثقة، وهناك تحديات أخرى خاصة بالإجراءات والتعيينات أو ما إلى ذلك، باعتبار أن الكلية فيها عدد كبير من المشاريع مع القطاع الصناعي تتطلب وجود مهندسين يتم تعيينهم لمدة ستة أشهر أو فترة حسب طبيعة المشروع، وهذه المسألة تحتاج إلى سرعة في الإجراءات، والحمد لله جميع القطاعات داخل جامعة قطر تستجيب لهذه التحديات، ودائماً هناك محاولة للتغلب عليها من خلال تقليل المدة الزمنية بالنسبة للتعيينات أو بالنسبة للأمور الإدارية الخاصة بالمشاريع التي تنفذها كلية الهندسة.
} متى سيتم الانتقال إلى المبنى الجديد…؟
خلال العام القادم سوف تنتقل كلية الهندسة إلى المبنى الجديد الخاص بها، وهو موجود بالجهة الشمالية من الحرم الجامعي تم تصميمه على مساحة 76 ألف متر مربع ويضم جميع التخصصات، ويعتبر هذا المبنى إحدى العلامات الفارقة في تاريخ الكلية، باعتبار أنه روعي في تصميمه المعايير البيئية.