وكالات – بزنس كلاس:
كشف تقرير اقتصادي أن الدوحة هي الأقل تأثرا بإجراءات مقاطعة دول الحصار التي تعتبر المتضرر الأكبر في ضوء الخسائر التي لحقت باقتصاداتها والمتوقع أن تتزايد في ظل التحديات القائمة وفي مقدمتها تراجع أسعار النفط، وأبدى خبراء واقتصاديون مخاوفهم من أن استمرار الأزمة الدبلوماسية الخليجية، لمدى أطول، يدفع إلى ظهور آثار سلبية تتحملها اقتصادات المنطقة.
وأضاف خبراء اقتصاديون، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن طول أمد الأزمة أيضا يمتد ليطول دول أخرى مجاورة، مع تأثر حركة التجارة مع دول مثل العراق والأردن ولبنان.
ودفعت المقاطعة الاقتصادية لقطر والتي شملت إغلاق دول الحصار مجالها الجوي أمام الطيران القطري والحدود البحرية والجوية، إلى إنشاء مسارات جديدة عبر عمان والكويت وإيران.
وتأثر الاقتصاد القطري خلال الأيام الأولى للمقاطعة، ولكن سرعان ما اتخذت الدوحة العديد من الإجراءات التى ساهمت في الحفاظ على الوضع الطبيعي للأسواق، وفقا للتقرير.
وبحسب مؤسسات تمويل دولية، من المرجح امتداد الأزمة لما بعد 2019، ما سيترك آثارا سلبية على صعيد النمو الاقتصادي والتبادل التجاري في المنطقة. وتوقعت وكالة موديز لخدمات المستثمرين، انخفاضا في نمو الناتج الإجمالي لدول الخليج إلى قرابة 2 بالمائة في 2018، وأرجعت التراجع إلى الانتعاش البطيء للقطاعات غير النفطية والأجواء الجيوسياسية.
وشهد الانتاج الزراعي والحيواني قفزات كبيرة بعد ثمانية أشهر من الحصار الجائر ، حيث تضاعف الانتاج الزراعي ثلاثة أضعاف ، فيما اهتم كثير من أصحاب المزارع والمستثمرين بالتوجه للاستثمار في هذا القطاع ومواكبة رؤية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي ، حيث تم اعادة تأهيل واستصلاح كثير من المزارع وتحويلها الى مزارع منتجة ، حيث تجاوز عدد المزارع المنتجة أكثر من 500 مزرعة ، فيما تضاعف انتاج الألبان أكثر من 300 %.
ويرى الخبراء أن دولة قطر بفضل رؤية قيادتها الرشيدة نجحت في تحويل تحديات الحصار الجائر الى فرص لتنويع مصادر الدخل وتحقيق الاعتماد على الذات ، لافتين الى ان تغطية السوق المحلي من المنتجات الوطنية خاصة في مجال الامن الغذائي شهدت قفزات هائلة ، حيث ساهم تكاتف الجميع وتحمله لمسؤولياته في أن تصبح نسبة تغطية السوق المحلي من الانتاج الزراعي والحيواني حوالي 50 % سواء فيما يتعلق بانتاج الالبان أو اللحوم أو الانتاج الزراعي ، وهو رقم كبير في ظرف قياسي لايتجاوز 8 أشهر ، خصوصا ان انتاجنا من بعض هذه المواد الاستراتيجية كان لايتجاوز 10 % من احتياجات السوق ، متوقعين اكتمال العديد من مشاريع الامن الغذائي في عامي 2018 و2019 .
وتشير الأرقام إلى ان قطر ستحقق الإكتفاء الذاتي بشكل كامل من لحوم الدواجن المبردة سيتم خلال الـ 3 أشهر القادمة، حيث أن إنتاج اللحوم الطازجة من الدواجن المبردة ارتفع إلى 21500 طن، وهو ما يغطي نسبة 98% من الاحتياج الذاتي والاستهلاك المحلي منها، حيث يبلغ الاستهلاك المحلي الإجمالي منها 22 ألف طن.
وتعمل الجهات المغنية حاليا على تغطية حاجة السوق المحلي من بيض المائدة خلال العام المقبل، مشيرا إلى منح الترخيص لـ 23 مشروعا جديدا لدواجن التسمين والبيض خلال الفترة الماضية لإنتاج الدواجن، منها 11 مشروعا دخلت فعليا في عملية الإنتاج.
وتفيد آخر الأرقام المتوفرة أن الإنتاج المحلي من الألبان بلغ 180 ألف طن، وهو ما يغطي 82% من الاستهلاك المحلي، وتسعى الدولة إلى تغطية حاجاتها من الألبان بنسبة 100% خلال الربع الثاني من 2018. وبلغ حاليا عدد مزارع انتاج الالبان نحو 4 مزارع اضيفت إليها ترخيص شركتين جديدتين، ليصل عدد الشركات المنتجة إلى 6 شركات منتجة للألبان.