بزنس كلاس – وكالات – السعودية:
تتوالى فصول المشهد المتشارع للأحداث “المفاجئة” في الساحة الداخلية للسياسية السعودية بعد القرارات التي وصفها المراقبون بـ “الانقلابية” عندما تمت الإطاحة بولي العهد محمد بن نايف وتولي ابن الملك سلمان الأمير محمد ولاية العهد في سابقة تشهدها السعودية لول مرة في تاريخها. وبدا واضحاً أن هذا “الانقلاب” كما يتابع المراقبون أثار عاصفة جديدة من الخلاف بين أبناء وأحفاء الملك المؤسس عبد العزيز. فقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أنّ الأمير محمد بن نايف، الذي أقصي عن ولاية العهد في السعودية، حبيس قصره في مدينة جدة الساحلية، وممنوع من مغادرة المملكة.
ونقلت الصحيفة، في تقرير، اليوم الخميس، عن أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، مقرّبين من الأسرة الحاكمة في السعودية، أنّ القيود الجديدة المفروضة على الرجل، الذي كان حتى الأسبوع الماضي يبعد خطوة واحدة عن العرش، ويتولى قيادة أجهزة الأمن الداخلي في المملكة، تهدف إلى الحد من أي معارضة محتملة لولي العهد الجديد محمد بن سلمان (311 عاماً).
وتحدّث المسؤولون شرط عدم الكشف عن هويتهم، حتى لا يعرّضوا العلاقات مع الأسرة الحاكمة في السعودية للخطر، بحسب ما أوردت “نيويورك تايمز”.
وليس من الواضح، بحسب الصحيفة، إلى متى ستبقى القيود على الأمير محمد بن نايف (57 عاماً) قائمة، مشيرة إلى أنّ مستشاراً في البلاط السعودي الملكي، أحال استفساراتها إلى وزارة الإعلام، والتي لم يتم الوصول إلى مسؤوليها على الفور للتعليق، أمس الأربعاء.
في المقابل، نفى مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، عبر الهاتف، ليل الأربعاء، الكلام، وقال إن “لا أساس له من الصحة”.
كما فرضت قيود على بنات محمد بن نايف، وفقاً لما نقلت “نيويورك تايمز”، عن مسؤول أميركي سابق يحتفظ بعلاقات مع الأسرة الحاكمة في السعودية.
وأُخبرت إحدى بنات الأمير بن نايف المتزوجات، أنّ بإمكان زوجها وطفلهما مغادرة منزلهما، بينما يتوجب عليها البقاء في القصر، بحسب ما قال المسؤول الأميركي، للصحيفة.
إلى ذلك، قال أحد السعوديين المقرّبين من العائلة المالكة للصحيفة، إنّ القيود الجديدة، فرضت على الفور تقريباً، بعد تسلم محمد بن سلمان ولاية العهد.
وعقب الأوامر الملكية، عاد الأمير محمد بن نايف إلى قصره في جدة، ليجد أنّ حراسه الذين يثق بهم، تم استبدالهم بحراس آخرين موالين لولي العهد الجديد محمد بن سلمان، وفقاً لما ذكره السعودي المقرب من الأسرة الحاكمة، والمسؤول الأميركي السابق، للصحيفة، وأشارا إلى أنّ بن نايف مُنع من مغادرة القصر، منذ ذلك الحين.
من جانب آخر، ذكر حساب “العهد الجديد” على موقع “تويتر”، أنباءً عن أن ولي العهد السعودي الجديد محمد بن سلمان، قد أمَرَ بالحجر على 5 أمراء وعدد من ضباط الداخلية في منازلهم، لتواصلهم مع الأمير محمد بن نايف عقب عزله، فارضاً عليهم الإقامة الجبرية.
وكان “العهد الجديد” الذي يُعرّف نفسه بأنّه “راصد قريب من غرف صناعة القرار”، قد سرب خبر انقلاب محمد سلمان وإقالة بن نايف، وأن الأخير قَبِلَ التنحي لقاء “صفقة مالية عملاقة” .
وأكد أن “قبول بن نايف التنحي عن منصب ولي العهد كانت لقاء عرض مالي عملاق، 100 مليار دولار نقداً ومثلها أصول في داخل وخارج البلد”.
ونشر “العهد الجديد”، سلسلة تغريداتٍ عن سمات وسلوك محمد بن سلمان، مستخلصة من مشاهدات من حوله.
وقال في هذا السياق: “شخصية محمد بن سلمان مستبدة تميل إلى السيطرة على من حوله والتأثير عليهم وهو معتدّ برأيه فوق العادة ولا يسمح بانتقاد أفكاره أو الإعتراض عليها”.
وأضاف: “يركز على إنجاز أهدافه عبر حرق المراحل لتحقيق ما عجز عنه سابقيه، ويشبّه نفسه بـجده، وهذا ما أستخدمه أيضا في رسم صورته النمطية أمام المجتمع”.
وتابع: “شخصيته سلطوية اندفاعية وكان أحد أخواله (آل حثلين) يشبهه بصدام وكان يقول: إذا ما استلم أمرا فإنه لن يتركه حتى يسطر على كل شيء وبالقوة”.
وتابع سارداً مزيداً من سمات وسلوك ولي العهد السعودي الجديد قائلاً: “يفتقدللدبلوماسية ويتلفظ بألفاظ قاسية على من حوله وإن أراد انتقاد شخص فإنه يوجه له سيل من السباب وهذا كان سبب إستقالة النعيمي على سبيل المثال”.
وزاد: “يسعى دائما لتحقيق مصالحه الشخصية وإن كانت عواقب ذلك وخيمة أو على حساب البلد ويدفعه إلى ذلك غروره وشعوره بامتلاك قوة وقدرة على الإنجاز”.
وقال أيضاً إن محمد بن سلمان “شغوف بإحداث الصدمات في المجتمع من خلال تسريع عملية الانفتاح واللبرلة ولذلك فقد مكن الليبراليين والسرابيت أمثال سعود القحطاني وتركي ال الشيخ”.
ووجّه الحسابُ تحذيراً للسعوديين من قادِم الأيام في عهد ولاية محمد بن سلمان قائلاً:”جيتكم أيام تذكروها جيدا ..راح تشوفون الظلم وأكل حقوق الناس ومزيد من التقشف وسوء الخدمات وسرقة البلد وابن أمه ألي يقدر يفتح فمه أو يعترض على شي”.
يُشار إلى أنّ الديوان الملكي السعودي قال إن الأمير الشاب البالغ من العمر 31 عاما سيتولى بموجب الأمر الملكي منصبي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، مع الاحتفاظ بمنصبه السابق وزيرا للدفاع.